بعد سماع خبر وفاة رشيد طه صباح اليوم، وكما يفعل كثيرون منا إذا مات مطرب نحبه؛ صار صوت رشيد طه هو الصوت الوحيد المنبعث من الأجهزة الإلكترونية لأعضاء فريق المنصة. وفكرنا أن نشارككم محبتنا لرشيد، وندعوكم أن تستمعوا معنا لعشرة من أغنياته التي نحبها.
روك القصبة
روك القصبة واحدة من أكثر أغنيات رشيد شهرة في العالم الغربي. وهي إعادة تقديم "كوفر" لأغنية فريق البانك روك الإنجليزي the clash. في هذه الأغنية نرى واحدة من أهم مناطق تميز رشيد طه تتجلّى، وهي قدرته على جعلك تنسى أصل أي أغنية يعيد تقديمها، فتظن أن نسخته هو من فرط تميزها هي الأصل، بينما الأصل البعيد مجرد صورة للإيقاعات والأنغام الفريدة التي يصاحبها صوت رشيد.
حاسبوهم
في حفل سنة 2006، قبل خمس سنوات من الثورة، وقف رشيد طه على خشبة يحتشد أمامها آلاف من معجبيه في دار الأوبرا بوسط القاهرة ليبصق بغضب كلمات أغنيته هذه "الكذابين، الخيانين، الحقارين، القاتلين، الظالمين، الغدارين، الحسادين، الفاسدين، الهدامين، العنصرين، المنكرين، الجاهلين، الجبارين، الذباحين، الفجّارِين، الموسخين، الخيانين، الغدارين، الفاسدين. إعزلوهم، نحّوهم، حاسبوهم".
الحمام
الأغنية أصلا لأحد أساتذة الموسيقى والغناء الجزائري، دحمان الحراشي. لكن رشيد طه مرة أخرى يتسلل للأغنية، ويحتلها ويترك عليها بصمته ويصبغها بصبغته لتصير أغنيته هو، ويصير صوته ولكنته علامة عليها، ويضفي على حزنها بعدًا آخر.
مدينة
الكلمات كتبها رشيد نفسه. وحمل ألبومه الصادرة فيه هذه الأغنية؛ عنوانها.
غلاف الألبوم ربما يكون من أجمل أغلفة الألبومات بشكل عام. الغلاف يكمل الكلمات أو لنقل، يتصل بها فيصبحا وحدة فنية متكاملة، تنقل أحاسيس الاغتراب والقلق والوحدة في المدينة الواسعة التي عاش فيها غريبا ومات فيها وحيدا.
راني
ربما يصعب عليك تبين ذلك عند الاستماع للمرة الأولى، لكنها من أجمل أغاني الحنين التي غناها رشيد طه.
غني لي شوي
لنتوقف كثيرا عند جرأة رشيد طه على أداء أغنية عمادها التطريب. بل وكلماتها تقود لهذا المعنى وحده دون سواه؛ فيجترئ عليها رشيد ويغنيها بخفة وثقة. نظن أن في اختياره لهذه الأغنية تحديدًا، مزحة تتجلّى فيها روحه الساخرة المستخفة. لنستمتع معًا بالنتيجة.
آجي
الأغنية لم تتسلل إليها إيقاعات أو نغمات عربية على عادة رشيد طه المحب لتراثه الموسيقي الوهراني والأندلسي، ولا تجعل التوزيع الذي استخدمت فيه الوتريات العربية يخدعك.
هي أغنية أشبه بتهويدة لطفل يمكن ترنيمها ليلا، لكنها اختبار جرئ آخر من رشيد، اقترب فيها من البلوز، لينتج أغنية رومانسية في غاية اللطف.
برا برا
تبدو نسخة أكثر براءة من أغنيته الغاضبة "حاسبوهم" التي ذكرناها في هذه القائمة.
هذه المرة الغضب غير مركز كالصفعة على وجه الحُكّام والجماهير الموكول إليها المحاسبة؛ بل موجه لكل ما هو كريه وقبيح. موجه للفقر والحسد والبغض والعداوة والحرب والظلم "ما بقى خير.. لا سعادة ولا أزهار. ما بقت شجرة.. سكتوا الطيور".
بنت الصحرا
تعتبر المفاجأة من إحدى أهم عوامل حلاوة رشيد طه، خاصة في "بنت الصحرا" وهي أغنية تراثية اشتهر بها المطرب الجزائري خليفي أحمد، في هذه الأغنية تفوق رشيد على نفسه في تحويل الأغنية من مجرد إعادة آداء "كوفر"؛ إلى أغنية خاصة به، كما لو أنها كُتبت ولُحنت له.
يا المنفي
يمكن سبب هذا الاختيار في أن تجاوز هذه الأغنية لمنطقة الأغاني الوطنية التقليدية، فبخلاف حلاوة اللحن، فإن كلمات هذه الأغنية كتبها أحد أسرى ثورة المقراني الشعبية في الجزائر وهي عبارة عن نشيد يجسد معاناة أسير في المنفى.
اقرأ أيضًا عن غربة رشيد طه في بلاد الناس