
رغم المناشدات اليائسة: أكوام القمامة تغطي شوارع المحروسة
عام 2003، قررت الحكومة إعلان الحرب على مجتمع جامعي القمامة التقليديين، ومنح امتياز جمع القمامة إلى شركات أجنبية للنظافة.
كان جامعو القمامة التقليديون يصعدون إلى المنازل لجمع القمامة، ثم ينقلونها إلى مقالب القمامة في المقطم من أجل عمليات إعادة التدوير، وما يتبقى من مواد عضوية كانت تقوم عليه صناعة كبيرة هي تربية الخنازير، ولكن فجأة قررت السلطات أن توقف هذه العجلة الاقتصادية عن الدوران، وتنهي أعمال عائلات توارثت هذه المهنة جيلًا تلو آخر، لتتولى الشركات الأجنبية الأمور برمتها.
عمال الشركات الأجنبية لا يصعدون إلى البيوت، لذا كان على كل بيت أن يضع قمامته في أحد الصناديق التي تم نشرها في الشوارع. عدد الصناديق غير كاف، هذه نقطة. النقطة الثانية هي أن الصناديق نفسها سرقت بعد فترة قصيرة، وبات الناس يضعون القمامة في الشوارع، على النواصي، وأمام أي بيت ليس لدى صاحبه ما يكفي من الصحة للاعتراض.
أما قدامى الزبالين فلم يستسلموا، وأصبحوا يحصلون على المواد القابلة لإعادة التدوير عن طريق نبش القمامة المجمعة في الشوارع. هنا ظهرت مهنة "النباش"، وهو الشخص الذي يأتي ليقلب أكياس القمامة على الأرض في الشارع ويستخرج منها كل ما يصلح للبيع ثم يمضي تاركا خلفه فوضى عارمة.
وعلى مدى سنوات، ضج الناس من أكوام القمامة في الشوارع، أما من كان حظهم العاثر سببًا في وجود إحدى بؤر التجميع أمام بيوتهم فقد شارفوا على الجنون، إلى درجة تعليق لافتات لمناشدة الناس عدم إلقاء القمامة "في المكان"، ونفهم من تشديد اللافتات على تحديد منع إلقاء القمامة في مكان اللافتة أن أصحابها لا يمانعون في إلقاء القمامة في أي مكان آخر ما دام بعيدًا عنهم.
هذه مجموعة من تلك المناشدات اليائسة البائسة، والتي مع ذلك، لم تُجِدِ نفعًا.