قال مصدر قضائي على صلة بالتحقيقات الجارية بخصوص مقتل الأنبا إبيفانيوس رئيس دير الأنبا مقار بوادي النطرون إن أجهزة الأمن والتحقيق قررت التمهل في السعي لاستصدار قرار بحظر النشر في القضية، لكنها تتكتم على معلومات مهمة قد تمثل مفاتيح لحلها، منها مذكرات الأنبا إبيفانيوس التي كان يدون فيها يومياته، وقد تشكل مفتاحًا للتعرف على هوية قاتله.
ولا تزال قوات الأمن التي تحقق في القضيتين اللتين وقعتا بدير الأنبا مقار (مقتل الأنبا إبيفانيوس وما يتردد عن انتحار الأب فلتاؤس المقاري)، تحيط حالة الأخير بسياج من التكتم والسرية، بينما يوشك على إتمام اليوم الثالث في غيبوبته، رهن الرعاية الطبية في إحدى مستشفيات حي الزمالك بالقاهرة.
مصدر أمني على صلة بالتحقيقات أرجع حالة الطوق الأمني المفروضة على غرفة العناية المركزة الراقد فيها الراهب فلتاؤس، "لوجود ثمة صلة بين محاولته الانتحار ومقتل الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير أبو مقار". المصدر الأمني ذاته رفض الكشف عن تفاصيل رؤية وقناعة أجهزة التحقيق حول تلك العلاقة بين قتل الأنبا إبيفانيوس وما وصفه بـ"محاولة انتحار الراهب".
إلا أن المصدر نفسه أشار إلى وجود حلقة مفقودة بشأن قتل الأنبا إبيفانيوس، موضحا أن فلتاؤس المقاري ربما يكون الأقدر على فك شفرتها. وأكد مصدر كنسي على صلة بالقضية أن هناك قناعة كبيرة لدى السلطة الكنسية بوجود رابط بين جريمة القتل وما يقال عن محاولة الانتحار.
ورغم أنه كان من المتوقع حظر النشر في تلك القضية بحسب المتابعين للشأن الأمني والقضائي فإن ذلك القرار لم يصدر حتى الآن رغم حساسية الوقائع محل التحقيق.
مصدر قضائي على صلة بالتحقيقات أشار في اتصال مع المنصة إلى أن قرار حظر النشر يصدر إما بقرار من النيابة العامة خشية من وجود تأثير من النشر على سير التحقيقات، أو بناء على طلب من الأجهزة الأمنية موجه للنيابة العامة، توضح فيه أن النشر قد يضر بسير التحقيق وباكتشاف تفاصيل القضية.
المصدر القضائي ذاته أوضح أن قرار حظر النشر كان متوقع صدوره، إلا أن محاولة بعض وسائل الإعلام القبطية ربط القضية بأبعاد دينية وطائفية، وتحميل الأجهزة الأمنية المسؤولية عن عدم تأمين الدير؛ ما دفع جهات التحقيق إلى العمل في سرية، مع "ترك الباب مفتوحًا للإعلام لينشر ما يشاء من تقارير وتحليلات ومعلومات يقع عليها".
وأضاف "الثقل الذي يمثله الأنبا إبيفانيوس على الساحة الدولية، كونه المكلف من البابا تواضروس الثاني بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بملف الحوار مع الكنائس الأخرى؛ جعل قضية قتله موضع اهتمام من وسائل الإعلام العالمية المختلفة". موضحا أن تلك الحساسية وذلك الوزن النسبي للشخصية كان أحد أسباب اتخاذ القرار بعدم حظر النشر.
ونوه المصدر إلي أن أجهزة التحقيق اتخذت قرارات بالتحفظ على بعض المعلومات، للحيلولة دون إفشاء أسرار القضية. من بينها محتوى المذكرات الشخصية للأنبا إبيفانيوس التي كان يدون بها يومياته بشكل منتظم.
واختتم المصدر القضائي تصريحه المقتضب بالإشارة إلى أن أجهزة التحقيق لديها تفاصيل كثيرة حول واقعتي قتل الأنبا إبيفانيوس ومحاولة انتحار الراهب فلتاؤس المقاري، ترفض الكشف عنها لحين استكمال كافة أبعاد الصورة للكشف عن الحقيقة بشكل كامل أمام الرأي العام في مصر والخارج.