أصدقاء الغريب| لماذا أحببت أحمد خالد توفيق؟ رؤى_ محمد الصدفى منشور الاثنين 9 أبريل 2018 لم تكن علاقتي بأحمد خالد توفيق علاقة كاتب وقارئ، فقط، وأظنها لم تكن هكذا مع أخرين من جيلى. قرأت لمحمود سالم سلسلته المغامرون الخمسة حتى أرشدنى صديق إلى سلسلة ما وراء الطبيعة، وفي لحظة كنت أود اكتشاف شيئًا جديدًا، وباعتباري أني لم أكن محبًا لسلسلة رجل المستحيل لأدهم صبرى، لعدم ميلي للأبطال الخارقين، استطاع رفعت اسماعيل أن يجذبنى إليه فهو ليس بطلاً وإنما رجل عجوز ممل وعصبى، يقابل عوالم من ما وراء الطبيعة ويحاول مواجهتها، فلم أتعرف على روايات الرعب سوى منه. كذلك كانت عبير فى سلسلته فانتازيا امرأة ليست جميلة، هي امرأة عادية لكنها تحلم وتتخيل وينقلها مرشد إلى عوالم عديدة، كان لرواياته القصيرة تلك امتاع كبير وثقافة تفتح أبوابًا لعوالم أخرى فكل منها يقودنى إلى معرفة جديدة. استطاع جمع جيل كامل من قارئيه فى منتدى "روايات" أنشأه قرائه وقراء نبيل فاروق وكان مشاركَا فيه، يرد على القراء بتواضع تام، وساهم فى خلق دوائر صداقة كثيرة وكان يحضر معنا إفطارًا جماعيًا فى رمضان. كان مرشدًا يوجهنا إلى آفاق أبعد منه لنقرأها واكتشفنا من خلاله روائيين كبار، كما أسهمت ترجماته فى معرفة روايات عالمية عديدة كان يترجمها باختصار يناسب الشباب كذلك، كان واسع الثقافة بالسينما والتى حدثنا عنها كثيرًا ووجهنا لمشاهدة أفلام ممعتة ومهمة فيها. أسهم أيضًا فى تعلمنا الكتابة وكان يشجع الجميع عليها وكان يحاول أن يعلمنا قواعد بسيطة للكتابة، حتى ظهر من خلال تشجيعه العديد من الكتاب، الآن، فكان له فضل كبير عليهم، مثلما كان له دور فى أن أكتب وتُقبل أعمالي فى كتب مجمعة كان يقرأها ويضع مقدمتها بنفسه وينشرها فى دور نشر جديدة ساعد فى انهاضها لتنجح، حتى أنه نشر فيها دون أن يخشى أنها دور ناشئة. فكرت كيف حقق هذا الرجل المعجزة؟ الجمع بين العمل والهواية، بين الطب والكتابة، يعمل كلًا منهم بنجاح ساحق، وفي نفس الوقت لديه مساحة للقراءة ومشاهدة الأفلام والرد على قرائه وإبداء رأيه فى كتاباتهم. كنت أتعجب من أين يأتيه الوقت لعمل كل ذلك ومتى ينام؟ وكيف ينظم يومه وهو متزوج ولديه أبناء؟. تراودنى تلك الأسئلة عن نفسى، هل يمكن لي تحقيق المعادلة التى حققها، أعتقدت أن من الضروري تخلى الإنسان عن عمله كى يتفرغ لعمل آخر حين يقرر تغيير مساره المهني، خصوصًا أن هناك كثيرون من الكتاب تركوا الطب من أجل الكتابة، لكنه حقق المعادلة الأصعب عندما قام بالأمرين بنجاح، فمارس الطب وعمل دكتوراه وأصبح استشاريًا وأستاذ جامعى، وفى نفس الوقت كان كاتبًا أصدر العديد من الروايات. يجيب توفيق عن هذا السؤال الدائم له فى كل ندوة حضرتها كما كتبها فى مقاله لعل ما فيه ردًا على شخصي كما كانت عبارته التالية عن، الانتظار، ردًا دائمًا فى عقلي: مقالات الرأي تعكس آراء وتوجهات كتابها، وليس بالضرورة رأي المنصة.