المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، فيسبوك
خلال المؤتمر الصحفي للرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الكوري الجنوبي لي جاي ميونج،21 نوفمبر 2025

نص كلمة السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس كوريا الجنوبية 21/11/2025

منشور الأحد 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2025
https://www.youtube.com/watch?v=wcJ2xE_GYQA

رئيس جمهورية كوريا الصديقة،

السيدات والسادة

إنه لمن دواعي سروري أن أرحب بفخامة الرئيس لي في زيارته الأولى لمصر، التي تأتي في إطار الرغبة المشتركة لدفع العلاقات بين البلدين قدمًا، وتتزامن مع الاحتفال هذا العام بمرور ثلاثة عقود على تدشين العلاقات الدبلوماسية بين مصر وجمهورية كوريا، حيث شاهدنا طوال هذه السنوات تطور علاقات التعاون والصداقة بين البلدين، والقائمة على الاحترام المتبادل ودعم السلام والتنمية والرخاء، لتصل إلى مستوى الشراكة التعاونية الشاملة.

 وتشكل العلاقات المصرية الكورية جسر من التواصل الحضاري والثقافي، كما أنها تطرح نموذجًا للتعاون الاقتصادي القائم على التكامل وتعظيم الفائدة المشتركة من قدرات البلدين وطاقات شعبيهما.

 وانطلاقًا من هذه الأرضية المشتركة، تناولت وفخامة الرئيس لي اليوم مجمل جوانب العلاقات الثنائية بين مصر وجمهورية كوريا، لا سيما في مجالات التعاون الاقتصادي، ومشاركة الشركات الكورية في العديد من المشروعات المهمة في مصر، والتي أغتنم هذه الفرصة لدعوتها لتعزيز عملها وتوسيع استثماراتها. كما أدعو شركات كوريةٍ جديدة لدخول السوق المصرية والاستفادة مما يتيحه من فرص واعدة.

واتفقنا خلال المباحثات على أهمية اتخاذ خطوات تنفيذية لتدشين المزيد من أوجه التعاون في مجالات مختلفة، تشمل الذكاء الاصطناعي والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خاصة وأن هذا المجال عابر للقطاعات، ويساهم في زيادة الإنتاجية وتوسيع الأعمال في مجالات عدة.

وكذلك تشجيع قطاع الأعمال الكوري على تدشين مصانع إنتاج البتروكيماويات، والاستفادة من القدرات من القدرات التكنولوجية لجمهورية كوريا في هذا المجال، خاصة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

فضلًا عن جذب الشركات الكورية المتخصصة في إنتاج السيارات وبناء السفن، لتعزيز تواجدها في مصر وإنشاء المزيد من المصانع لهذا الغرض، للاستفادة من الحوافز الاستثمارية التي تتيحها الحكومة المصرية في هذه القطاعات.

تناولنا كذلك بإيجابية مقترح إنشاء جامعة كورية متخصصة في العلوم والتكنولوجيا في مصر، بالإضافة إلى دراسة إمكانية إنشاء مدارس كورية في مصر بهدف نقل التجربة التعليمية وتبادل الخبرات. كما شهدنا اليوم توقيع البلدين على مذكرتي تفاهم في مجالي الثقافة والتعليم.

السيدات والسادة،

من جانب آخر تطرقت مناقشتنا اليوم أيضًا إلى القضايا الدولية والإقليمية ذاتا لاهتمام المشترك، حيث اتفقنا على ضرورة تعزيز ثقافة السلام العالمية، ودعم الاستقرار في منطقتي الشرق الأوسط وشبه الجزيرة الكورية، فضلا عن أهمية تكثيف الجهود العالمية للتصدي للتحديات الراهنة، وعلى رأسها التصدي للإرهاب ومكافحة الأوبئة ومعالجة الآثار السلبية لظاهرة تغير المناخ، والتمسك بأحكام القانون الدولي ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة.

وقد استعرضت في هذا الإطار جهود مصر اتصالًا بالحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي، والتي توجت مؤخرًا بالتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك عبر الاتفاق الذي تم توقيعه في قمة شرم الشيخ للسلام يوم 13 أكتوبر 2025 بحضور دولي واسع.

وأوضحت لفخامة الرئيس لي موقف مصر الثابت والقائم على أهمية حل الدولتين من أجل الوصول إلى سلامٍ دائم وشامل وعادل، مشيرًا إلى تطلعنا لاعتراف المزيد من الدول بالدولة الفلسطينية من أجل دعم هذا المسار، وتقديرنا للمشاركة الكورية الفاعلة مستقبلًا في عملية إعادة إعمار قطاع غزة.

في الختام، أكرر ترحيبي بفخامة الرئيس لي في القاهرة، ونتطلع للعمل معًا لتحقيق الرخاء لشعبينا الصديقين، والبناء على ثلاثة عقود من النجاح المشترك.

واسمحوا لي قبل ما أعطي الكلمة لفخامة الرئيس إن أنا أتوجه بالتحية والتقدير لفخامة الرئيس أثناء زيارته الأولى لمصر، وأيضًا على الروح وعلى الإرادة السياسية الكبيرة جدًا لتطوير التعاون بين البلدين.

وبقول لفخامة الرئيس إن إحنا من جانبنا في مصر، بنفس الإرادة دي، نشارككم في الاستعداد لتقديم كل التسهيلات للشركات الكورية، مش بس الشركات الكورية، للقطاعات الكورية المختلفة للتعاون معنا في المجالات المختلفة اللي إحنا تحدثنا عليها، سواء كانت اقتصادية، أو تجارية، أو ثقافية، أو حتى عسكرية.

مرة تانية برحب بفخامة الرئيس، وهيسعدني إن أنا أزور كوريا مرة تانية بعد 9 سنوات من الزيارة الأولى، وأتمنى له كل التوفيق. فليتفضل فخامة الرئيس ليلقي كلمته. اتفضل. (تصفيق)


ألقيت الكلمة في القاهرة بقصر الاتحادية، حيث عُقد مؤتمرا صحفيا مشتركا بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس كوريا الجنوبية، لي جاي ميونج، وشهد اللقاء توقيع البلدين على مذكرتي تفاهم في مجالي الثقافة والتعليم.