مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، إكس
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب يوقعان اتفاقية السلام في غزة، شرم الشيخ، 13 أكتوبر 2025

نص كلمة السيسي عقب التوقيع على اتفاق إنهاء الحرب بقطاع غزة 13/10/2025

منشور الثلاثاء 14 تشرين الأول/أكتوبر 2025

 

https://www.youtube.com/watch?v=POj2MvMClLU

بسم الله الرحمن الرحيم،

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أرحب بكم جميعا في قمة شرم الشيخ للسلام، في هذه اللحظة ال.. في هذه اللحظة التاريخية الفارقة، التي شهدنا فيها معًا التوصل لاتفاق شرم الشيخ لإنهاء الحرب في غزة، وميلاد بارقة الأمل في أن يُغلق هذا الاتفاق صفحة أليمة في تاريخ البشرية، ويفتح الباب لعهد جديد من السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، ويمنح شعوب المنطقة التي أنهكتها الصراعات غدٌ أفضل.

واليوم، نستقبل القيادة الشجاعة المحبة للسلام، والذي ساهمت جهوده في إنهاء الصراع، وتحقيق الأمن والتنمية في منطقتنا، بل وفي العالم أجمع، اسمحوا لي أن أدعو فخامة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى الانضمام إلى قادة العالم الداعين إلى السلام. (تصفيق مع دخول ترامب)

وأود أن أعرب عن تقديرنا البالغ لكم، وقيادتكم الحكيمة لتلك المسيرة، في ظل ظرف بالغ الدقة، بما انعكس في طرح خطتكم لإنهاء هذه الحرب المأساوية، والتي خسرت معها الإنسانية الكثير.

وأود أن أشكر شركائنا في الولايات المتحدة وتركيا وقطر على جهودهم المخلصة، وأعيد التأكيد على دعمنا وتطلعنا لتنفيذ هذه لخطة، بما يخلق الأفق السياسي اللازم لتنفيذ حل الدولتين، باعتباره السبيل الوحيد نحو تحقيق الطموح المشروع للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي في طي صفحة الصراع والعيش بأمان.

لقد أثبتم فخامة الرئيس أن القيادة الحقيقية ليست في شن الحروب، وإنما في القدرة على إنهائها، ونحن على ثقة في قيادتكم لتنفيذ الاتفاق الحالي، وتنفيذ خطتكم بكافة مراحلها، فخامة الرئيس، فلتكن حرب غزة آخر الحروب في الشرق الأوسط.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

لقد دشنت مصر مسار السلام في الشرق الأوسط قبل ما يقارب نصف قرن، وتحديدًا في نوفمبر عام 1977، عندما أقدم الرئيس أنور السادات، رحمه الله، بخطى ثابتة غير مسبوقة في تاريخ المنطقة، وبادر بزيارة تاريخية إلى القدس، ومنذ تلك اللحظة، أطلقت مصر عهدا جديدًا، أهدى الأجيال اللاحقة فرصة للحياة، وأثبت أن أمن الشعوب لا يتحقق بالقوة العسكرية فقط، واليوم تعيد مصر التأكيد، ومعها شقيقاتها العربية والإسلامية، على أن السلام يظل خيارنا الاستراتيجي، وأن التجربة أثبتت على مدار العقود الماضية أن هذا الخيار لا يمكن أن يتأسس إلا على العدالة والمساواة في الحقوق.

من هذا المنطلق، وإذا كانت شعوب المنطقة وما زالت تنعم جميعها بحقها في دولها الوطنية المستقلة، فإن الشعب الفلسطيني ليس استثناء، فهو أيضاً له حق في أن يقرر مصيره، وأن يتطلع إلى مستقبل لا يخيم عليه شبح الحرب، وحق في أن ينعم بالحرية، والعيش في دولته المستقلة، دولة تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل في سلامٍ وأمن واعتراف متبادل.

إن السلام لا تصنعه الحكومات وحدها، بل تبنيه الشعوب، حين تتيقن أن خصوم الأمس يمكن أن يصبحوا شركاء الغد.

وإنني إذ أغتنم هذه المناسبة، لأتوجه بنداء إلى شعب إسرائيل وأقول، فلنجعل هذه اللحظة التاريخية بداية جديدة لحياة تسودها العدالة والتعايش السلمي، دعونا نتطلع سويًا لمستقبل أفضل لأبناء بلادنا، معًا، مدوا أيديكم لنتعاون في تحقيق السلام العادل والدائم لجميع شعوب المنطقة.

فخامة الرئيس ترامب،

علينا أن نتوقف عند مشاهد الارتياح والسعادة التي عمت، سواء في شوارع غزة، أو الشارع الإسرائيلي، أو في العالم كله عل حد سواء، عقب التوصل لاتفاق إنهاء الحرب، بفضل مبادرتكم الحكيمة، فهي دليل آخر على أن الخيار المشترك للشعوب هو السلام.

كما نقدر لكم اهتمامكم باستعادة الحياة في غزة، وستعمل مصر مع الولايات المتحدة، وبالتنسيق مع كافة الشركاء خلال الأيام القادمة على وضع الأسس المشتركة للمضي قدما في إعادة الإعمار للقطاع دون إبطاء.

ونعتزم في هذا السياق استضافة مؤتمر التعافي المبكر، وإعادة الإعمار والتنمية، والذي سيبني على خطتكم لإنهاء الحرب في غزة، وذلك في سبيل توفير سبل الحياة للفلسطينيين على أرضهم ومنحهم الأمل، فالسلام لا يُكتمل إلا حين تمتد اليد للبناء بعد الدمار.

أصحاب الغلا.. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

إننا نستشرف مستقبلا مشرقا لمنطقتنا، تُبنى مدنه بالأمل بدلا من أن تدفن ذكريات أصحابها تحت الأنقاض، فأمامنا فرصة تاريخة فريدة، ربما تكون الأخيرة، للوصول إلى شرق أوسط خال من كل ما يهدد استقراره وتقدمه، شرق أوسط تنعم فيه جميع شعوبه بالسلام، والعيش الكريم ضمن حدود آمنة وحقوق مصانة، شرق أوسط منيع ضد الإرهاب والتطرف، شرق أوسط خال من جميع أسلحة الدمار الشامل، هذا هو الشرق الأوسط الجديد الذي تتطلع مصر إلى تجسيده بالتعاون مع شركائها إقليميا ودوليا.

إن اتفاق اليوم يمهد الطريق لذلك، ويعين تثبيته وتنفيذ كافة مراحله والوصول إلى تنفيذ حل الدولتين على نحو يضمن رؤيتنا المشتركة في تجسيد التعاون المشترك بين شعوب المنطقة، بل والتكامل بين جميع دولها.

السادة الحضور،

قبل أن أختم كلمتي، وتقديرًا لجهود الرئيس دونالد ترامب، فإنني أود أن أعلن أمام الحضور الكريم قرار مصر بإهداء فخامته قلادة النيل، قلادة النيل، وهي الأرفع والأعظم شأنا وقدرا، بين الأوسمة المصرية، وتمنح لرؤساء الدول، ولمن يقدمون خدمات جليلة للإنسانية. شكرا لكم (تصفيق)


ألقيت الكلمة في مدينة شرم الشيخ، بمحافظة جنوب سيناء، خلال قمة السلام (قمة غزة للسلام) لعام 2025، وذلك بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعدد من قادة وزعماء الدول المشاركة.