
نص كلمة السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس وزراء اليونان 7/5/2025
بسم الله الرحمن الرحيم،
عزيزي دولة السيد كرياكوس، رئيس وزراء الجمهورية اليونانية الصديقة،
السيدات والسادة،
في بداية كلمتي اسمحوا لي أن أعرب عن خالص تقديري وامتناني لحفاوة استقبالكم وكرم الضيافة الذي، اللذين حظيت بهما والوفد المرافق لي، منذ وصولنا إلى بلدكم الصديق.
يسعدني أيضا أن أشيد بالمشاورات الناجحة والبناءة التي جمعتني بفخامة الرئيس اليوناني والتي عكست عمق العلاقات بين بلدينا، ويهمني هنا وأنا أقوم اليوم بزيارتي الخامسة إلى بلدكم الصديق أن أجدد التأكيد على اهتمام مصر الراسخ بتعزيز شراكتها الاستراتيجية مع اليونان، تلك الشراكة التي تعد نموذجا يحتذى به في منطقتنا، إذ تستند إلى روابط تاريخية وطيدة بين الشعبين الصديقين، وتقوم على الاحترام المتبادل والرغبة المشتركة في تطوير التعاون في مختلف المجالات.
واسمح لي إن هنا أشير لنقطتين مهمتين جدا.. في بداية آآ الفترة الصعبة اللي مرت على مصر في 2011 و12 و13 وبعد كدا، كانت اليونان الحقيقة آآ متفهمة، ومش بس متفهمة، وقامت بدور كبير جدا في ال.. على الأقل في ال.. في المحفل الأوروبي، عشان تـ.. تشرح وتؤكد وجهة نظر مصر لدى الأوروبيين، واستطاعت بنجاح إنها تعمل هذا الدور، وفعلا كانت فترة صعبة، كان محتاجين اللي شرح لهم إيه اللي بيحصل في مصر، وده أمر إحنا لن ننساه، وده مش ها أقول ده ما كانش بداية العلاقات، ولكن ده كان بيأكد العلاقة التاريخية اللي بين البلدين. دي نقطة.
النقطة التانية اللي أنا اسمحوا لي أتكلم فيها، اتكلمت فيها مع دولة الرئيس، و.. ودولة الرئيس أشار إليها، هو موضوع دير سانت كاترين، وأنا، يعني كان ممكن أكتفي بالكلام اللي قاله دولة الرئيس، لكن اسمحوا لي لأن أنا المؤتمر ده ها يسمعوه الناس في مصر، والناس في اليونان، وإحنا في مصر خلال ال 10 سنين اللي فاتو دول كنا بنأكد على نقاط محددة آآ لدى الرأي العام في مصر، والكلام ده ابتدى يطلع من مصر إلى خارج آآ مصر للمنطقة، وهي احترام شديد جدا آآ مش للآخرين، لأ، احترام للتعدد والتنوع اللي موجود في ال.. في ال.. في النسيج الإنساني، وده ماكانش طرح طرحناه سياسات بدون... لأ إحنا عملنا ممارسات تؤكد كدا، ولما أنا ، أنا انزعجتش بشدة، بشدة، عندما تم تناول آآ موضوع دير سانت كاترين، وعلى إنه ممكن مصر تقوم بـ.. بأي إجراء سلبي.. ده غير، غير وارد، مش عشان مكانة الدير بس، ده يتعارض تماما مع ثوابت الاعتقاد والسياسة المصرية اللي إحنا بنمارسها.
لما، في فترة ال.. الفترة الصعبة، لما حرق المتطرفين 65 كنيسة في مصر، حرقوهم، قمنا بإعادة بناءهم مرة تانية، ثم.. ثم، قمنا دلوقتي وقلنا في كل ال.. التجمعات السكانية الجديدة، لا بد من إقامة آآ دور عبادة للمسلمين والمسيحيين، وقلنا، وبقولها دلوقتي، ولو أنا عندي آآ مواطنين يهود ها أعمل لهم معابد لهم، فالنقطة دي أنا بس حاولت أشاور ليها هنا، لأن العلاقة التاريخية وحجم المودة اللي بين الشعبين المصري واليوناني، خفت قوي وجالي قلق شديد إن الأمر ده يبتدي يـ.. يتم العبث.. العبث بهذه المودة من خلال موضوع حساس زي كدا. ده مش ها يحصل.
أنا قلت وبأكدها لكم عشان كلكم تبقوا سمعتوها مني، وأي حد يسمع كلام تاني غير كدا ما يصدقوش. أنا قلت التزام الدولة المصرية والتزامي أنا شخصيا كمان أمامكم إن التعاقد اللي بين دير سانت كاترين وبين الدولة المصرية ده تعاقد أبدي لا يمكن حد يمسه، وده مش بس كدا، لو أي حاجة مرتبطة بالدير إحنا مستعدين، بكل المودة، إن إحنا نعملها لأن ده، ده آآ ده أمر آآ يحمل بين طياته رفات قديسة منذ أكتر من 1500 سنة موجودة في مصر، ده أمر إحنا بنبقى سعداء بيه جدا، وأنا بتكلم مع كل الناس اللي بيزوروا مصر بقول لهم تعالوا، تعالوا شوفوا دير سانت كاترين لقديسة عظيمة كانت مؤمنة في وقت ما كانش فيه إيمان.
فأنا بس حبيت أقول النقطة ديت، وال.. والناس آآ هنا، شعبنا في مصر، وشعبنا في اليونان، بقول شعبنا عليهم هم الاتنين لأن هم شعب واحد، يسمعوا ده مني، وده كلام مؤكد وما فيش فيه، ما حدش يسمع أقاويل ومواقع التواصل تتكلم كلام لا يمكن يكون موجود، لا يمكن يكون موجود.
أنا أكدت الكلام ده لدولة الرئيس، قال لي أنا عارف كدا لكن أنا حبيت أقوله مرة تانية قدامكو.
السادة الحضور،
لقد سعدت اليوم بالتوقيع مع دولة رئيس الوزراء على الإعلان المشترك حول الشراكة الاستراتيجية بين مصر واليونان، والذي يرسخ العلاقات العميقة والمتميزة بين بلدينا الصديقين، ويؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الوثيق على كافة الأصعدة.
كما يمثل انعقاد الاجتماع الأول لمجلس التعاون رفيع المستوى بين بلدينا الصديقين محطة فارقة ونقلة نوعية في مسار العلاقات المصرية اليونانية، ويجسد الإرادة السياسية المشتركة للارتقاء بمستوى التنسيق والتعاون الثنائي.
ولقد سررت بما أسفر عنه اجتماع المجلس بنتائج ملموسة، لا سيما التوافق على توسيع نطاق التعاون ليشمل مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والسياحة والتكنولوجيا وريادة الأعمال، فضلا عن قضايا الطاقة والأمن والهجرة.
وفي هذا السياق، أؤكد على الأهمية البالغة التي نوليها لمشروع الربط الكهربائي بين مصر واليونان الجريجي، فهو ليس مجلد مشروع ثنائي، وإنما خطوة استراتيجية ذات أبعاد إقليمية ودولية، باعتباره أول ربط مباش للطاقة النظيفة القادمة من مصر إلى أوروبا عبر اليونان، ونتطلع لاستمرار دعم الاتحاد الأوروبي لهذا المشروع الطموح، وتسريع خطوات تنفيذه.
كما نهتم أيضا بمواصلة التعاون مع اليونان في مجال الغاز الطبيعي، وبتسريع وتيرة تنفيذ اتفاق استخدام العمالة الموسمية المصرية للعمل في القطاع.. مش ها أقول القطاع الزراعي فقط ولكن في القطاعات التي ترغب اليونان في إن هي تستخدم عمالة ليها، وتوسيع نطاق الاتفاق ليشمل قطاعات أخرى، فضلا عن تكثيف التعاون المشترك بين البلدين في مجالي مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، استنادا إلى التجربة المصرية الناجحة في هذين المجالين.
السيدات والسادة،
لقد تبادلت اليوم الرؤى مع صديقي دولة رئيس الوزراء كرياكوس حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وعلى رأسها التطورات الخطيرة في الشرق الأوسط الناجمة عن الحرب الإسرائيلية على غزة، والكارثة الإنسانية المستمرة في القطاع منذ 18 شهرا، وأكدت موقف مصر الثابت بضرورة استئناف تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى والرهائن، وضمان دخول المساعدات الإنسانية بكميات كافية، ورفض استخدام التجويع والحرمات من الخدمات الطبية كسلاح ضد المدنيين.
وهنا عايز أقول لكم باختصار شديد جدا، هذا الموضوع الإنساني، آآ مستمر بقى له 18 شهر، وأقدر أقول لكو إن القطاع بالكامل، البنية الأساسية بتاعته، سواء كانت تعليم أو صحة أو كهربا أو صرف صحي أو ميه شرب، علاوة على أكترةمن 300 في 300 ألف مبنى تم تدميرهم.
أنا أتصور إن حجم التدمير ده، بغض النظر عن خطتنا في إعادة الإعمار، هو كافي جدا جدا عشان يحفزنا كلنا على إن إحنا نتحرك من أجل وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات وإطلاق سراح الرهائن. ثم زي ما دولة الرئيس ذكر إن حل الدولتين هو الحل اللي ها ينهي هذا الصراع اللي بقى له أكتر من 70 سنة.
شددت أيضا على رفض وإدانة أي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني من الأرض تحت أي ذريعة، والتوصل إلى تسوية عاجلة كما ذكرت وفقا لقرارات الشرعية الدولية، تلك الحقوق التي لن تسقط بالتقادم، أو بمحاولات تجزئة الأرض الفلسطينية، أو ضمها، أو تغيير الواقع الديموغرافي بها.
وإحنا دايما بنتكلم على إن إحنا بنحترم القوانين والأعراف الدولية، وفي قانون بيتكلم، وفي قرار بيتكلم على دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 67. محتاجين إن إحنا نشتغل عليه وإن إحنا ما نسيبش الأمر يتطور أكتر من كدا.
السادة الحضور،
لقد تطرقنا أيضا إلى الأوضاع في منطقة شرق المتوسط، وأود هنا الترحيب مجددا بوجود التهدئة الحالية في منطقة شرق المتوسط، ونأمل في استثمار هذه الأجواء الإيجابية لحل الخلافات القائمة بين الدول المتشاطئة، بما يتيح لينا جميعا تحقيق الاستفادة القصوى بين الموارد الطبيعية لصالح شعوب المنطقة.
ناقشنا أيضا تطورات الأوضاع في سوريا ولبنان وليبيا والسودان وأمن الملاحة في البحر الأحمر، فضلا عن الأزمة الروسية الأوكرانية، وكانت رؤانا متطابقة حول ضرورة تسوية النزاعات بالوسائل السلمية بما يحفظ وحدة الدول وسيادتها، ويصون حقوق شعوبها، وأكدنا في هذا الإطار على أهمية مواصلة التنسيق والتشاور بين مصر واليونان على مختلف المستويات بالنسبة لهذه الملفات.
ختاما، دولة الرئيس أؤكد التزام مصر الراسخ بتعزيز التعاون مع اليونان، وثقتنا في أن مجلس التعاون رفيع المستوى سيكون منصة فاعلة لترسيخ شراكاتنا الاستراتيجية بما يعود بالنفع على شعبينا، ويسهم في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة. شكرا جزيلا.
ألقيت الكلمة العاصمة اليونانية أثينا، حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي برئيس الوزراء اليوناني السيد كيرياكوس ميتسوتاكيس، وعقدا مؤتمرا صحفيا مشتركا.