
نص كلمة السيسي في القمة العربية الطارئة بشأن فلسطين 4/3/2025
بسم الله الرحمن الرحيم،
أخي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، رئيس الدورة العادية الـ 33 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة،
الأشقاء أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية الشقيقة،
معالي السيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية،
أخي فخامة الرئيس جواو لورنزو، رئيس جمهورية أنجولا، رئيس الاتحاد الإفريقي،
معالي السيد أنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة،
معالي السيد أنطونيو كوستا، رئيس المجلس الأوروبي،
السيد حسين إبراهيم طه، أمين عام منظمة التعاون الإسلامي،
السيد جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية،
السيدات والسادة،
رؤساء المنظمات الدولية والإقليمية،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أتوجه بداية بخالص التحية وجزيل الشكر لأخي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل مملكة البحرين الشقيقة، على جهوده المقدرة طوال فترة رئاسته لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، ويطيب لي أن أهنئكم جميعًا وشعوبنا العربية والإسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.
كما يسعدني أن أرحب بكم في بلدكم الثاني مصر، أرض الكنانة التي تقف دومًا مع الحق والعدل، مهما اشتدت الخطوب وعظمت الكروب.
إن مشاركتكم اليوم في هذه القمة غير العادية في خضم أزمة إقليمية بالغة التعقيد، واستجابة لنداء فلسطين الشقيقة، تؤكد التزامكم الذي لا يتزعزع تجاه قضايا أمتنا المشروعة.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
يجمعنا اليوم واقع مؤلم في ظل ما تواجهه منطقتنا من تحديات جسام تكاد تعصف بالأمن والاستقرار الإقليميين، وتبدد ما تبقى من مرتكزات الأمن القومي العربي، وتهدد دولًا عربية مستقرة، وتنتزع أراضي عربية من أصحابها دون سند من قانون أو شرع.
إن ذاكرة الإنسانية ستتوقف طويلًا أمام ما حدث في غزة لتسجل كيف خسرت الإنسانية قاطبة، وكيف خلف العدوان على غزة وصمة عار في تاريخ البشرية عنوانها نشر الكراهية وانعدام الإنسانية وغياب العدالة. إن أطفال ونساء غزة الذين فقدوا ذويهم وقُتل ويُتم منهم عشرات الآلاف، ينظرون إليكم اليوم بعيون راجية باستعادة الأمل في السلام العادل والدائم.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
إن الحرب الضروس على قطاع غزة استهدفت تدمير أوجه وسبل الحياة، وسعت بقوة السلاح إلى تفريغ القطاع من سكانه، وكأنها تُخير أهل غزة بين الفناء المحقق أو التهجير المفروض، وهو الوضع الذي تتصدى له مصر انطلاقًا من موقفها التاريخي الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني على أرضه، وبقائه عليها عزيزا كريمًا، حتى نرفع الظلم عنه ولا نشارك فيه.
لقد أوهنت الممارسات اللا إنسانية التي تعرض لها أهلنا في فلسطين عزائم البعض، إلا إنني كنت دائمًا على يقين بثبات وبسالة الشعب الفلسطيني الأبي الذي ضرب مثالًا في الصمود والتمسك بالأرض، ستقف عنده الشعوب الحرة بالتقدير والإعجاب. وأقول لكم وبكل صدق، إن عزيمة الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه هو مثل في الصمود من أجل استعادة الحقوق.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
إني أستذكر معكم في هذا الظرف الدقيق أن مصر التي دشنت السلام منذ ما يناهز 5 عقود في منطقتنا، وحرصت عليه، وصانت عهودها حياله، لا تعرف سوى السلام القائم على الحق والعدل الذي يحمى المقدرات، ويصـون الأرض، ويحفــظ السـيادة.
ولعل هذا ما ورد بشكل لا يقبل التأويل في معاهدة السلام التي أبرمتها مصر عام 1979، وألزمت كل طرف باحترام سيادة الآخر وسلامة أراضيه، وبما يفرض التزامًا قانونيًا بعدم خلق واقع طارد للسكان خارج أراضيهم كونه يمثل انتهاكًا للالتزام باحترام قدسية الحدود الآمنة.
ومن منطلق حرصها على الأمن والاستقرار الإقليميين، سعت مصر منذ اليوم الأول للحرب على غزة إلى التوصل لوقف لإطلاق النار، بالتعاون مع الأشقاء في قطر، والأصدقاء في الولايات المتحدة، وما كان ذلك ليتحقق من دون الجهود المقدرة للرئيس دونالد ترامب وإدارته، والتي نأمل أن تستمر وتتواصل بهدف تحقيق استدامة وقف إطلاق النار.. وقف إطلاق النار في غزة، واستمرار التهدئة بين الجانبين وبعث الأمل للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة من أجل سلام دائم في المنطقة بين جميع الشعوب.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
عملت مصر كذلك بالتعاون مع الأشقاء في فلسطين على تشكيل لجنة إدارية من الفلسطينيين المهنيين والتكنوقراط المستقلين، توكل إليها إدارة قطاع غزة انطلاقًا من خبرات أعضائها، بحيث تكون تلك اللجنة مسؤولة عن الإشراف على عملية الإغاثة وإدارة شؤون القطاع لفترة مؤقتة، وذلك تمهيدًا لعودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع. كما تعكف مصر على تدريب الكوادر الأمنية الفلسطينية التي يتعين أن تتولى مهام حفظ الأمن داخل القطاع خلال المرحلة المقبلة.
وعملت مصر بالتعاون مع دوله.. دولة فلسطين الشقيقة، والمؤسسات الدولية، على بلورة خطة شاملة متكاملة لإعادة إعمار قطاع غزة، دون تهجير للفلسطينيين، تبدأ بعمليات الإغاثة العاجلة، والتعافي المبكر، وصولًا لعملية إعادة بناء القطاع، وتدعو مصر إلى اعتماد هذه الخطة في قمتنا اليوم، وحشد الدعم الإقليمي والدولي لها، فهي خطة تحفظ للشعب الفلسطيني حقه في إعادة بناء وطنه، وتضمن بقاءه على أرضه.
وأؤكد أن هذه الخطة يجب أن تشهد على التوازي مسار خطة للسلام من الناحيتين السياسية والأمنية، تشارك فيها دول المنطقة، وبدعم من المجتمع الدولي، وتهدف إلى تسوية عادلة وشاملة ومستدامة للقضية الفلسطينية.
ومن هذا المنبر أدعو كافة الدول الحرة والصديقة للإسهام في هذا المسار، والمشاركة بفاعلية في مؤتمر إعادة الإعمار الذي سوف تستضيفه مصر الشهر القادم.
فلنجعل جميعًا من توجيه الدعم إلى الصندوق المزمع إنشاؤه لهذا الغرض غاية سامية وواجبًا إنسانيًا وحقًا لكل طفل فلسطيني، ولكل عائلة فلسطينية في العيش في بيئة آمنة حضارية مثل باقي شعوب العالم.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
في خضم الأحداث المتلاحقة، يتعين علينا جميعًا إعلاء رفضنا القاطع وإدانتنا للاعتداءات، والانتكا.. والانتهاكات التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك الاقتحامات العسكرية لمدن ومخيمات الضفة المحتلة، والأنشطة الاستيطانية ومصادرة الأراضي.
وفي هذا السياق، نرفض مجددًا وبشدة ونحذر من مغبة استمرار الاعتداءات على المسجد الأقصى، والانتهاك المتعمد لحرمته والمساس بالوضع القائم به،
ونقولها بكل وضوح، إن القدس ليست مجرد مدينة، بل هي رمز لهويتنا وقضيتنا، وأن الحديث عن التوصل إلى السلام في الشرق الأوسط دون تسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، هو لغو غير قابل.. هو لغو غير قابل للتحقق، فلن يكون هناك سلام حقيقي دون إقامة الدولة الفلسطينية، ودعوني أؤكد أن السلام لن يتأتى بالقوة، ولا يمكن فرضه عنوة؛ لابد من إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مع توفير كافة الضمانات اللازمة في الوقت ذاته لحفظ أمن إسرائيل.
ما نشهده من تكرار لحلقات العنف المفرغة، واستمرار لمعاناة الشعب الفلسطيني على مدار أكثر من سبعة عقود، يوجب علينا النظر بعين موضوعية نحو الواقع ولاتعاطي مع الحقائق، ويحتم علينا أن نتحد جميعًا للتوصل إلى السلام الدائم المنشود، وبالتالي الاستقرار والرخاء الاقتصادي والتعايش الطبيعي في ما بين شعوب المنطقة.
ولننظر إلى معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل الـ.. التي تم التوصل إليها بوساطة أمريكية عام 1979 كنموذج يُحتذى به لتحويل حالة العداء والحرب والرغبة في الانتقام إلى سلام دائم وعلاقات دبلوماسية متبادلة.
لقد آن الأوان لتبني إطلاق مسار سياسي جاد وفعال يفضى إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وفقًا لقرارات الشرعية الدولية. ولدى يقين بأن الرئيس ترامب قادر على القيام بذلك، في ظل رغبتنا الصادقة في وضع نهاية للتوترات والعداءات في منطقتنا.
أشكركم لحسن الاستماع، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. (تصفيق)
اسمحوا لي، ونظرًا لضيق الوقت، أرجو مراعاة ذلك في الكلمات، واسمحوا لي ومن يرغب في تقديم كلمته مكتوبة ليتم تضمينها في أثناء القمة، يمكنه ذلك.
ألقيت الكلمة في القاهرة حيث انعقدت فعاليات القمة العربية الطارئة حول فلسطين، وبحث خطة التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة والتطورات الأخيرة في القطاع، وذلك بمشاركة ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية.
نص كلمة السيسي خلال استقبال ملك إسبانيا له بالقصر الملكي بالعاصمة مدريد 19/2/2025
20-2-2025

نص كلمة السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس وزراء إسبانيا 19/2/2025
20-2-2025

نص كلمة السيسي في مؤتمر ومعرض مصر الدولي للطاقة "إيجبس 2025" 17/2/2025
19-2-2025

نص كلمة السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس كينيا 29/1/2025
30-1-2025

نص كلمة السيسي في أثناء مشاركته مأدبة غداء بأكاديمية الشرطة 22/1/2025
26-1-2025

نص كلمة السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس جمهورية الصومال 23/1/2025
26-1-2025
