اتفضلوا استريحوا.
بسم الله الرحمن الرحيم،
فخامة الرئيس نيكوس، رئيس جمهورية قبرص،
دولة رئيس الوزراء كرياكويس، رئيس وزراء الجمهورية اليونانية،
يطيب لي أن أرحب بالضيفين الكريمين في القاهرة، للمشاركة في القمة العاشرة لآلية التعاون الثلاثي، تلك الآلية التي تعكس عمق الشراكة والعلاقات التاريخية الراسخة بين دولنا، وتعتبر نموذجًا يُحتذى به لتعزيز الاستقرار والتنمية في منطقة شرق المتوسط.
لقد شهدت قمتنا اليوم مناقشات ثرية وبناءة، تناولت سبل تعزيز تعاوننا المشترك في مختلف المجالات، وبشكل خاص في مجال التعاون الاقتصادي، وزيادة التبادل التجاري والاستثماري، وأرحب في هذا الصدد بعقد منتدى الأعمال اليوم على هامش هذه القمة، والذي يستهدف بحث فرص تعزيز الاستثمارات والتجارة المتبادلة بين مجتمعات الأعمال في دولنا الثلاث.
وقد كان ملف الطاقة حاضرًا بقوة في محادثاتنا اليوم، حيث اتفقنا على ضرورة تطوير مشروعات مشتركة في مجالات الطاقة المتجددة والربط الكهربائي، ونقل الغاز الطبيعي، وتعزيز البنية التحتية للربط الكهربائي بين الدول الثلاث، بما يحقق التكامل الإقليمي في قطاع الطاقة، ويسهم بشكل فعال في ضمان أمن الطاقة العالمي الذي عانى من الاضطراب جراء الأزمة العالمية الأخيرة.
وأود الترحيب في هذا الإطار بما شهدناه اليوم من توقيع عدد من مذكرات التفاهم، سواء على المستوى الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص، أو الثنائي بين مصر وقبرص، وأؤكد في هذا الصدد على ضرورة التنفيذ الفعال لتلك الاتفاقيات، ومذكرات التفاهم لما لها من فوائد اقتصادية مشتركة.
السيدات والسادة الحضور،
تتشارك مصر وقبرص واليونان الرؤى بالنسبة للتعامل مع التحديات والأزمات الراهنة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وكانت قمة اليوم فرصة لمناقشة الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يتعرض لها إخواننا الفلسطينيين في غزة، حيث أطلعت الضيفين العزيزين على الجهود المتواصلة التي تبذلها مصر لوقف إطلاق النار، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية، وإطلاق صراح الرهائن.
وقد أكدنا في هذا الصدد على أنه لا سبيل لتحقيق الاستقرار في المنطقة إلا بوقف شامل للإطلاق النار، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل فوري، ووقف أي ممارسات تؤدي إلى التهجير القسري للفلسطينيين أو بحرق الأرض وخلق الظروف التي تدفع الفلسطينيين للمغادرة.
وأشدد في هذا الصدد على أننا نرفض تلك الممارسات والسياسات، وأن مصر لن تقبل بها أبدًا. لقد أكدنا خلال القمة على أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقا للمرجعيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، هي السبيل الوحيد لتحقيق السلام المستدام، وبالتالي تحقيق التنمية الاقتصادية، والتعاون الشامل المنشود بين شعوب المنطقة.
وأؤكد على أن المنطقة لا تتحمل المزيد من المؤامرات التي قد تهز استقرارها وتعصف بدولها وتؤثر سلبا على مقدرات شعوبها. لقد آن الأوان لإحكام العقل والأخذ بالاختيارات السليمة، وتجنب المزيد من الحروب والدمار والكراهية.
ناقشنا كذلك الأوضاع في سوريا، وأكدنا على تطلعنا لتحقيق طموحات الشعب السوري في الاستقرار والأمن، كما شددنا على أهمية الحفاظ على وحدة وسلامة وسيادة سوريا، وأن تتسم العملية الإنتقالية بالشمولية والتعددية.
وتبنى.. وتبادلنا وجهات النظر أيضًا حول الأزمة الليبية، واتفقنا على أهمية تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا، وتناولنا كذلك تطورات الأوضاع في السودان واليمن، وأكدنا بصفة عامة على ضرورة سرعة تسوية الأزمات والصراعات الدائرة، تحقيقًا للاستقرار وبما يحافظ على ثروات البلاد وشعوبها.
السيدات والسادة الحضور،
لقد سعدت صباح اليوم أيضًا بترؤس أعمال الاجتماع الثاني للجنة الحكومية العليا المشتركة بين مصر وقبرص، مع فخامة رئيس جمهورية قبرص، حيث أكدنا على التزامنا المشترك بتعزيز الأمن والاستقرار في منطقتنا، ومواصلة دفع العلاقات الثنائية بين بلدينا الصديقين قدما في شتى المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وإنه لمن دواعي سروري ما أشهده من تقدم ملموس في العديد من ملفات التعاون بين مصر وقبرص، بما في ذلك التعاون في مجال الطاقة، واستثمار الموارد الطبيعية في البحر المتوسط، بالإضافة إلى التعاون في مجالات الأمن البحري والتكنولوجيا والتعليم والبحث العلمي.
وختامًا، فإنني أؤكد، فإنني أؤكد.. فإنني أجدد الترحيب بالضيفين العزيزين، وأؤكد حرص مصر على استمرار التعاون مع اليونان وقبرص لضمان مستقبل مزدهر للعلاقات بين دولنا.
واسمحوا لي إن أنا قبل ما أختم كلمتي إن أنا أوجه مرة تانية الشكر لفخامة الرئيس نيكوس، ودولة الرئيس كرياكوس على الدور اللي قامت بيه قبرص واليونان خلال الـ 10 سنين اللي فاتوا. من 2014 كان أول دولتين يكونوا موجودين في مصر كانت قبرص واليونان، كانوا متفهمين الموقف اللي حدث في مصر، وكانوا منبر مصر في الاتحاد الأوروبي، أنا بشكرهم على هذا الدور الكبير اللي قاموا بيه، لأن كان في الوقت ده كانت الظروف صعبة جدًا في مصر، وكان كتير من ال.. الدول، دول العالم، ما كانتش متفهمة ما يحدث في، في مصر، باستثناء قبرص واليونان، وبالتالي أنا.. بشكرهم، وبقول لهم إن الدور لسه ما خلصش، وبشكركم، وبس كملوا بقية هذا الدور.
اسمحوا لي إن أنا أعطي الكلمة لفخامة الرئيس نيكوس، فليتفضل.