الصفحة الرسمية للمتحدث باسم رئاسة الجمهورية
الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته في الجلسة العامة الثانية الموسعة لقمة تجمع البريكس 23 أكتوبر 2024

نص كلمة السيسي خلال مشاركته في الجلسة العامة الثانية الموسعة لقمة تجمع البريكس 23/10/2023

منشور الخميس 24 أكتوبر 2024

 

 26:13

شكرا فخامة الرئيس،

بسم الله الرحمن الرحيم،

فخامة الرئيس فلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتحادية،

أصحاب الجلالة والفخامة رؤساء الدول والحكومات،

الحضور الكريم،

يسعدني أن أتحدث في هذه الجلسة التي تمثل فرصة مواتية لتبادل الآراء والتشاور في إطار من المصارحة لتعزيز الفهم المشترك للقضايا الدولية والإقليمية الراهنة.

كما أود أن أثني على تقرير الإحاطة المقدمة من رئيسة البنك، بنك التنمية الجديد، وممثلي مجلس أعمال البريكس وتحالف سيدات الأعمال، وآلية التعاون البنكية بالتجمع، وأن أؤكد دعمنا الكامل لعملهم.

السيدات والسادة،

تؤمن مصر إيمانًا راسخًا بأهمية تعزيز النظام الدولي متعدد الأطراف، وفي قلبه الأمم المتحدة وأجهزتها، باعتباره الركيزة الأساسية للحفاظ على مكتسبات السلام والاستقرار والتنمية، والضمان القوي لحفظ الأمن والسلم الدوليين.

إلا أن الأزمات المتعاقبة التي عصفت بالعالم خلال السنوات الماضية قد أوضحت بما لا يدع مجالًا للشك عجز التعاون الدولي عن التعامل بإنصاف مع الصراعات حول العالم، فضلًا عن حالة الاستقطاب والانتقائية التي أضحى النظام الدولي يتسم بها.

الحضور الكرام،

أظهرت التطورات الدولية أن القصور الذي يعاني منه النظام الدولي الحالي لا يقتصر فقط على القضايا السياسية والأمنية، بل يمتد إلى الموضوعات الاقتصادية والتنموية، حيث تعاني الدول النامية من تصاعد إشكالية الديون، وعدم توافر التمويل اللازم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، فضلًا عن ارتفاع تكلفة التمويل والاقتراض.

ومن هذا المنطلق، تولي مصر أولوية كبرى لاتخاذ خطوات ملموسة، تضمن اضطلاع المجتمع الدولي بدوره في توفير التمويل الميسر لتحقيق التنمية في الدول النامية عبر استحداث آليات مبتكرة وفعالة لتمويل التنمية، وآليات شاملة لضمان الإدارة المستدامة لديون الدول النامية.

السادة الحضور،

أود الإشارة كذلك إلى استضافة مصر في شهر يونيو الماضي، الملتقى الدولي الأول لبنك التنمية الجديد، الذي يهدف إلى التعريف بعمليات البنك والدعم الذي يقدمه لقطاعين الحكومي والخاص، ومناقشة آفاق التعاون المستقبلي بين الدول الأعضاء بالبريكس.

وفي ذلك، وذلك في ظل إيماننا بالدور المهم الذي يضطلع به بنك التنمية الجديد في توفير التمويل الميسر لدعم تنفيذ المشروعات التنموية بالدول النامية، لا سيما في قطاعات النقل والطاقة النظيفة، والبنية التحتية والرقمية، والتنمية الحضارية.

أصحاب الجلالة والفخامة،

إن توسيع عضوية تجمع البريكس من مطلع العام الجاري يعكس نية دول التجمع لتعزيز التعاون متعدد الأطراف، وإعلاء صوت ومصالح الدول النامية في مختلف المحافل الدولية والإقليمية.

ومن هذا المنطلق، تؤكد مصر دعمها لتعزيز التشاور والتنسيق بين دول تجمع دول البريكس، وتكثيف التعاون لمواجهة التحديات الدولية المشتركة، لا سيما تغير المناخ، والنفاذ لتمويل الميسر، والأمن الغذائي، وزيادة معدلات الفقر والجوع، واتساع الفجوة الرقمية والمعرفية.

كما تؤكد مصر أهمية دفع أطر التعاون في مجالات التسويات المالية بالعملات المحلية، واستثمار الميزات النسبية لدول التجمع، لتدشين مشروعات اقتصادية واستثمارية وتنموية مشتركة، لا سيما في مجالات الزراعة والصناعة والتحول الرقمي، والطاقة الجديدة والمتجددة، فضلا عن دعمنا للدور المهم لمجلس أعمال البريكس وتحالف سيدات الأعمال بالتجمع في تكثيف التعاون بين القطاع الخاص وأصحاب الأعمال في الدول الأعضاء باعتبارهم شركاء رئيسيين في جهود تحقيق التنمية المستدامة.

السيدات والسادة،

قبل أن أختتم كلمتي أود مرة أخرى تأكيد التزام مصر بمبادئ ومحاور عمل تجمع البريكس، وحرصها على تعزيز التعاون بين دوله، بما يسهم في تعزيز دوره في إرساء الأمن والاستقرار، وزيادة نمو الاقتصاد العالمي، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

أشكركم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


ألقيت الكلمة في مدينة قازان، بروسيا الاتحادية، حيث شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة تجمع دول "بريكس"، وهي القمة التي تشهد مشاركة مصر للمرة الأولى كعضو في التجمع، منذ انضمامها رسميًا له مطلع العام الجاري.