الصفحة الرسمية للمتحدث باسم رئاسة الجمهورية، فيسبوك
السيسي خلال الندوة التثقيفية "نصر أكتوبر 1973: حكاية شعب"، 14 أكتوبر 2024

نص كلمة السيسي خلال الندوة التثقيفية "نصر أكتوبر 1973: حكاية شعب" 14/10/2024

منشور الثلاثاء 15 أكتوبر 2024

2:10:20

بسم الله الرحمن الرحيم،

السيدات والسادة الحضور،

نجتمع اليوم في تقليد سنوي متجدد للاحتفاء بانتصار كان وسيظل علامة فارقة في تاريخ وطننا العزيز، معبرًا عن إرادة أمة حولت الهزيمة إلى نصر، ورفعت أعلام مصر على أرض سيناء في ملحمة سطرها الجيش والشعب، ليحفروا في ذاكرة هذا الوطن بطولات النصر الذي نفخر به جيلا بعد جيل.

ورغم مرور 51 عاما، مازال معين نصر أكتوبر يفيض بالعبر والدروس والتجارب التي نستلهم منها رؤيتنا لحاضرنا، ومستقبلنا، وتؤكد لنا أن التخطيط العلمي، والتنفيذ الدقيق، والتكاتف أمام التحديات، هو السبيل المضمون لتحقيق الأهداف، وهذه رسالة متكررة من الشعب المصري على مدار السنوات باختلاف الصعاب والتحديات.

الحضور الكريم،

قد سجل التاريخ العسكري بحروف من نور عظمة انتصار أكتوبر، إلا إنني أود التركيز اليوم على دور الشعب المصري بأكمله في تحقيق هذا الانتصار، حيث قدم بجميع فئاته مثالا يحتذى به في مساندة جيشه ماديا ومعنويا، وأثبت أن النصر لا يتحقق فقط على جبهات القتال وإنما يتحقق أولا بوحدة الشعب وصموده ووعيه وإيمانه، وإرادته في التحدي والنصر.

فقد كان نصر أكتوبر حقًا حكاية شعب، حكاية آباء وأمهات قدموا أبناءهم فداء لهذا الوطن، حكاية زوجات وأبناء وبنات عانوا مرارة الفراق، حكاية كل مواطن من شمال مصر لجنوبها، ومن شرقها لغربها، تحمل وصبر من أجل بلده، حكاية تجلت فيها الشخصية المصرية بكل عبقريتها، فصنعت ما كان يعتقده البعض أنه مستحيل، لتؤكد أن هذا الشعب يبذل الغالي والنفيس لحماية أمنه وسلامة أرضه ضد أي تهديد أو اعتداء، وأن القوات المسلحة هي الدرع الحصين الذي يحمي مقدرات هذا الوطن، مدعومة بوحدة شعبها، وصلابته وإرادته.

السيدات والسادة،

يحل علينا هذا العام نصر أكتوبر في ظل أحداث متلاحقة، وأوضاع مضطربة يشهدها محيطنا الإقليمي، تؤكد لنا من جديد أن خيارنا للسلام العادل والمستدام يفرض علينا الاستمرار في بناء قدرات القوة الشاملة لهذا الوطن، كونها السبيل الوحيد لصون وحماية السلام، وردع أي محاولة للتفكير في الاعتداء عليه.

ومن هذا المنطلق، فإن مساعي مصر الدائمة للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة تنبع من موقع القدرة والقوة، والقناعة بأن السلام العادل والشامل يجب أن يراعي حقوق الشعب الفلسطيني وفقا لقرارات الشرعية الدولية، والتخلي عن أوهام التوسع وسياسات العداء، لضمان التعايش السلمي بين شعوب المنطقة، وتجنيب الأجيال القادمة ويلات الصراع.

واسمحوا لي في ختام كلمتي بأن أتقدم بأسمى آيات التقدير إلى أبطال مصر من شهداء القوات المسلحة في حرب أكتوبر وجميع الحروب، وأقول لأسرهم وذويهم: إن شعب مصر أصيل لا ينسى من ضحوا من أجله، وأن مصر ستظل بارة بكم كما كان أبناؤكم بارين بها.

كما أتوجه بالتهنئة إلى قيادات وأبناء القوات المسلحة المصرية في عيد النصر، فقد كنتم على مدار التاريخ حصن الوطن ويده الضاربة في حماية أرضه وحفظ كرامته.

وتحية من القلب إلى المواطن المصري صاحب الإرادة والقرار، في معادلة مواجهة التحديات وتنمية القدرات، وأؤكد أنه بتلاحمنا وإخلاصنا ووعينا قادرون على تجاوز الظروف الصعبة، كما تجاوزناها من قبل، مهما كانت صعوبتها، وفي ذات الوقت، نحرص على الاستمرار في التنمية لتحسين ظروف المعيشة، ولبناء مستقبل أفضل تحظى فيه مصر بالمكانة اللائقة التي تستحقها بين الأمم.

أشكركم، وكل عام وأنتم بخير، ودائمًا وأبدًا، وبالله العظيم، تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر. (تصفيق)

يعني.. الحقيقة انهارده يوم كان يوم، يوم جميل من أيام، من أيام مصر يعني، في ذكرى الـ 51 عام على الحرب وعلى الانتصار.

وبالمناسبة دية، اسمحوا لي إن أنا دايمًا في كل فرصة من الفرص اللي زي كده، إحنا بنتكلم دايمًا على الدروس والعبر اللي ممكن نستخلصها من أي آآ من أي حدث، وأنا قلت إن أنا أجيب ال.. الظباط الصغيرين اللي هم في الرتبة يعني، ورا مني دول، عشان أقول لهم إن.. آآ.. إن مصر أمانة في رقبتكم.. مصر أمانة في رقبتكم. إحنا بفضل من الله سبحانه وتعالى هنبقى حريصين على بناء قدراتكم والحفاظ عليها، وإنتوا أيضًا تحافظوا عليها وتبقوا مستعدين دايمًا للزود عنها.

فـ.. خلونا نتكلم على الفترة الحالية اللي إحنا موجودين فيها، من 7 أكتوبر السنة اللي فاتت وحتى الآن، وعايز أقول لكم إن في كتير من ال.. من ال.. الأمور المتشابهة ما بين آآ ما يحدث من اضطراب و.. أزمة كبيرة، وما بين اللي إحنا كنا بنقول آآ عملية إيجاد حل للقضية الفلسطينية، وال.. إعطاء أم للشعب الفلسطيني  في دولة مستقلة عاصمتها القدس، هيكون ليه أثر كبير جدًا جدًا في إن كل شعوب المنطقة بلا استثناء تعيش في أمن وأمان وسلام، وندخل في مرحلة جديدة جدًا مختلفة عما كنا فيه.

فأقصد أقول، المهم، المهم اللي كل، أثبتته كل الأحداث، إن طول ما الشعب المصري متماسك، أي حاجة تاني ها تتقضى.. أي حاجة تانية هتتقضى، إلا أن يكون أمن وأمان بلدنا، أو تتعرض لتحدي خطير، يعني يفقدنا كل ال.. كل الجهد اللي إحنا بنبذله للحفاظ عيها وحمايتها ولشعبها.

أنا بس حبيت أقول لكم إن بلدنا بفضل الله سبحانه وتعالى بخير، وقدرات الجيش آآ كفاية للدفاع عن بلدنا، مش عشان نعمل حاجة ضد حد يعني، آآ وأنا عايز أقول بس إن كان أثناء، والكلام ده بيتقال دلوقتي، يعني كان هل كان مطلوب إن إحنا نجيب آآ يعني أسلحة و.. للقوات المسلحة في فترة الـ 10 سنين اللي فاتوا دول؟

أنا مش هجاوب على السؤال ده خالص، ومش عشان الحرب اللي موجودة دلوقتي، لكن لازم دي تعرفوا إن، إن الحفاظ على قوة الدولة الشاملة بكل معانيها، القوة العسكرية والقوة الاقتصادية، والقوة الثقافية وقوة الوعي أمر مهم جدًا جدًا ونشارك فيه كلنا، فأنا مش هجاوب على السؤال وأقول: آآآه شوفتوا بقى؟ لا لا لا.. حتى لو ما كانش حصل اللي حصل دلوقتي، لابد عن القوات المسلحة والشرطة تبقى في أعلى جاهزية وقدرة لحماية البلد، وده أمر إنتوا كمواطنين، كشعب، كبرلمان، كحكومة، كمفكرين، كمثقفين، لازم تكونوا مش مقتنعين بيه، لأ، إنتوا محتاجين إن إنتوا تتكلموا مع الناس في دائما.

فـ.. كل سنة وإنتوا طيبين، وأنا اتشرفت جدًا جدا بقادة اللي شاركوا في حرب أكتوبر باللقاء بيهم، ولية عظيم الشرف بيهم، وبشكرهم وأرجو إن إحنا نوجه لهم التحية تاني، اللي موجود معانا واللي مش موجود. (تصفيق)

فـ.. أمر عظيم جدًا جدًا، و.. ولية عظيم الشرف إن إحنا شوفناهم انهارده.

مرة تانية كل سنة وإنتوا طيبين، وربنا يحفظ بلدنا من كل شر وسوء، وبالله دائمًا، بالله دائمًا، بالله دائمًا، يحفظ بلدنا من كل شر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. (تصفيق)


ألقيت الكلمة في القاهرة بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية، حيث شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي الندوة التثقيفية رقم 40، بعنوان "نصر أكتوبر 1973، حكاية شعب"، وكرم عدد من قادة وضباط وأبطال حرب أكتوبر، وذلك بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء.