سكرين شوت من التلفزيون المصري
الرئيس السيسي يتفقد اصطفاف تفتيش حرب الفرقة السادسة المدرعة بالجيش الثاني الميداني بالإسماعيلية، 8 أكتوبر 2024

نص كلمة السيسي خلال اصطفاف تفتيش حرب الفرقة السادسة المدرعة بالجيش الثاني الميداني 8/10/2024

منشور الثلاثاء 8 أكتوبر 2024

1:11:50

بسم الله الرحمن الرحيم،

اسمحوا لي في البداية إن أنا أتقدم لكم جميعًا بالتهنئة باحتفالات أكتوبر، الذكرى 51 لنصر أكتوبر سنة 73.

والحقيقة لازم نتوقف هنا كلنا على مرور 51 سنة من العمل الجاد، والنجاح المبهر الذي حققته القوات المسلحة خلال هذه الحرب، وأنا هكون دايمًا في كلامي معاكم، يعني، هكون موضوعي، وأقول إن الفترة دية كانت فترة صراع وكانت فترة كراهية شديدة في المنطقة عندنا، وكان الجيش المصري ساعتها في محنة كبيرة، وكان فارق الإمكانيات بين الجيش المصري في معركته ال، اللي هي معركة 73، فرق كبير قوي، ولكن إرادة القتال.. إرادة القتال لتحرير الأرض.. إرادة القتال لتحرير الأرض كانت في ذهن وفي قلب، مش بس الجيش المصري، في قلب كل مصري. و.. وحدثت حرب أكتوبر، واللي أكدت فيها إن رغم الفرق الكبير في الإمكانيات، إلا إن النصر ممكن يتحقق بالإرادة.

المهم في النقطة دية اللي أنا عايز أقولها، إن بعد 51 سنة، القيادة اللي كانت بتقود الدولة المصرية في الوقت ده، كانت قيادة لها رؤية بعيدة جدًا جدًا، واستطاعت إن هي تتجاوز عصرها، وتتجاوز ظروفها، وتتجاوز الحالة اللي كانت موجودة فيها منطقتنا، وكانت بتقول إن إحنا قاتلنا من أجل السلام، نستعيد أرضنا، وهي دي مهمة القوات المسلحة، هي الحفاظ على أراضي الدولة، وحماية حدودها، وده أمر أتصور إن هو من أفضل وأشرف المهام اللي بتقوم بيها أي قوة أو قوات عسكرية لأي دولة، إنها تحمي بلادها وتحمي حدودها.

ولكن، اللي أنا أقصد أتكلمه هنا بعد 51 سنة، وإنتو شايفين التطورات اللي بتتم دلوقتي في منطقتنا، وقد إيه إن الرؤية دية كانت رؤية الحقيقة شديدة العبقرية، وما تحقق فيها بيؤكـ.. بيؤكده دلوقتي، الآن، إن كان.. كان سبق للعصر، وتحقق لمصر السلام، وبقى السلام من الوقت دوة وحتى الآن هو خيار استراتيجي للدولة المصرية.

وهنا أتوقف عند نقطة مهمة أأكد عليها، إن.. إن إحنا ما عندناش في مصر، لا القوات المسلحة، ولا الدولة المصرية، ولا أي مؤسسة من مسؤسساتنا عندها أجندة خفية تجاه حد، إحنا دايمًا زي ما اتقال كده من، من زملاءنا اللي تحدثوا قبل مني، إن الحرب هي استثناء، الحرب هي استثناء، لكن الحالة العامة هو السلام والاستقرار والبناء والتنمية.

وأتصور إن إحنا خلال الـ 51 سنة دول كان في اختبار حقيقي لإرادة مصر في الحفاظ على السلام، كاستراتيجية هي تبنتها، وحماية حدودها وأرضها.

عشان كدة انهارده بعد، بعد المدة الطويلة دية، اللي بتصور إن إحنا، كلنا المفروض نتوقف جميعًا أمام الحالة دية، الحالة المصرية دية، والقادة اللي كانوا موجودين في الفترة دية، سواء كانوا عندنا أو حتى كانوا في إسرائيل.

وهو ده اللي خلى، أنا بقول لو.. يعني طبعًا يمكن كتير من اللي بيسمعوني ما حضـ.. ما عاشوش، ممكن تقرا عن الموضوع، ممكن تقرا عن الحالة، وده كويس، لكن في فرق إنك تقرا عنها وإنك تعيشها. لكن أتصور إن اللي إحنا بنشوفه دلوقتي من صراع واقتتال وحالة من الغضب والكراهية، كان بشكل أو بآخر موجود في الوقت ده على مستوى المنطقة بالكامل. إزاي يتجاوز القائد أو القيادة في الوقت ده في مصر  وحتى في إسرائيل، ويتعمل سلام ينهي حالة الحرب دية.

أنا بقول الكلام ده دلوقتي لأن مهم أوي، لأن إحنا يمكن نكون بنشوف إن مصر ليها موقف ثابت ما اتغيرش، هو موقف عادل تجاه قضية عادلة، هي القضية الفلسطينية، هو كل اللي بنقوله إيه؟ بنقول إن إحنا الشعب الفلسطيني من حقه إن هو يعيش في دولة مستقلة جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل، وإحنا كـ.. أنا أستطيع إني أتكلم مش بس باسمي وباسم مصر، أنا ممكن أستطيع إن أنا أتكلم باسمي وباسم كل أشقاءنا في المنطقة العربية، هذا الأمر لو تحقق هيفتح آفاق حقيقية وموضوعية للسلام والتعاون على مستوى المنطقة بالكامل، على مستوى الإقليم.

القضية الفلسطينية قضية محورية في وجدان كل الناس، وإحنا بنقول دولة فلسطينية جنبًا إلى جنب مع الدولة الإسرائيلية، حماية للمواطن الإسرائيلي، وحماية للمواطن الفلسطيني.

هنا مهم أوي نقول إن الكلام ده بيتقال دلوقتي لأن ده موقفنا الثابت اللي دايمًا بنأكد عليه، لأن زي ما بقول هي قضية عادلة، والمجتمع الدولي بالكامل عارف ده وبيعترف بيه، لكن المهم إن اعترافنا ومعرفتنا يتحول إلى عمل من أجل تحقيق هذا الأمر.

إحنا في المرحلة اللي إحنا موجودين فيها دية بنسعى لتحقيق 3 أهداف ما اتغيروش منذ 7 أكتوبر السنة اللي فاتت، قلنا فيها إن إحنا 1: إيقاف إطلاق النار. عودة وإطلاق صراح الرهائن. ثم إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، عشان ال.. ال.. القطاع فيه أكتر من 2 مليون إنسان، والـ 2 مليون إنسان دول بقى لهم انهارده سنة تقريبًا بيعانوا معاناة شديدة جدًا، سقط أكتر من 40 ألف، تلتينهم تقريبًا من النساء والأطفال، ولازم نتوقف قدام الأرقام دية، وأكتر من 100 ألف مصاب، ده تمن كبير أوي.

ثم أيضًا حجم الدمار اللي، لكل، مش بس للبنية العسكرية اللي موجودة، لأ، حتى البنية الأساسية للقطاع، مستشفيات، مدارس، محطات ميه، محطات كهربا، منشآت عادية، منشآت سكنية عادية خالص للمواطنين.

إذن بنقول إن ده هدفنا وحريصين عليه، وحتى بنقول حتى ما بعد انتهاء الحرب، هو الخيار هو إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وننتهي ونقفل مرحلة من الصراع والكراهية إحنا كان لينا تجربة فيها في مصر، تجربة الحقيقة لازم العالم كله يتوقف قدامها دلوقتي، لأنها حققت اللي ما حققتوش الحروب اللي هي خلال الـ 51 سنة اللي بتكلم عليهم.

لازم دلوقتي أتقدم لكم جميعًا بالشكر، القوات المسلحة، وأشكركم على الجاهزية اللي إنتوا دائمًا متواجدين فيها، وأشكركم أيضًا على وطنيتكم، وطنيتكم العظيمة، وأيضًا عقيدتكم الشريفة المخلصة لوطنها، وبقول لوطنها، مش لحد، لأن إحنا في 2011 و2013 كان في اختبار حقيقي للقوات المسلحة، بغض النظر على إن اللي حصل في 2011 كان ترتيب ولا سوء تقدير ولا مؤامرة، لكن كانت الهدف منها في الآخر إن جناحي الأمة في مصر: الشرطة والجيش، تسقط وتسقط الدولة في اقتتال أهلي ضخم جدًا، يستمر ويأكل كل ما فرص التنمية، حتى لو كانت فرص تنمية متواضعة أو محدودة.

وأنا بتصور إن إحنا كلنا، وأنا لما بقول الكلام ده دلوقتي، اللي بقوله ده عبارة عن تسجيل وتقدير واحترام للدور اللي تم في الوقت ده لحماية الأمن القومي في مصر، وحماية الشعب المصري من تداعيات فترة من أصعب الفترات اللي مرت عليها. عقبتها فترة صعبة جدًا اللي هي فترة محاربة الإرهاب ومكافحته، وبردو استمرينا تقريبًا 10 سنوات في مكافحة الإرهاب، والحمد لله بهني القوات المسلحة وبهني الشرطة وبهني الدولة بالجهود اللي عملتها في، في هذا ال.. في هذه المهمة الصعبة اللي كتير من دول العالم لم تستطيع أن تنجزها.

فبرضه مرة تانية بشكركم على الروح، وعلى الدماء، وبشكر الشهداء وأسرهم، والمصابين اللي سقطوا في هذه المعركة من الدولة المصرية بالكامل.

أنا يمكن بكرر الكلام ده ومهم إن انهارده أكرره ليكم، بالحكم اللي أنا شايفه، صحيح يمكن آآ يعني ده جزء من تشكيلات ال.. الجيش التاني.. والقوات المسلحة يعني أكبر من كدا بكتير، لكن مهم أوي إن أنا أسجل هنا إن عمر القوات المسلحة، رغم قوتها، ما كانت إلا قوة رشيدة، بتتسم في تعاملها بالتوازن الشديد، وعمر ما كان قوتها سبب أبدًا، أو مسار لغطرسة في الأداء، أو التصرف، لا داخليًا، ولا خارجيًا.

 آه صحيح إن سياستنا الخارجية بتتسم بالتوازن والاعتدال الشديد والحرص على عدم إزكاء الصراعات، ولكن برضه القوات المسلحة ده عقيدتها، والعقيدة دي انعكست على، لأن القوات المسلحة هي جزء من شعب مصر، القوات المسلحة ظباط وصف وجنود، هم جزء من المصريين.

فمرة تانية أقدر شرف العسكرية المصرية، وأقدر عزة ومكانة العقيدة العسكرية المصرية الحريصة دائمًا على الحفاظ على الأمن والاستقرار وحدود الدولة وحماية مصالحها القومية بعقل ورشد وتدبر، دون، يعني، شكل من أشكال آآ إحنا عمرنا أبدًا في القوات المسلحة، وحتى على مستوى الدولة ما اتكلمنا إلا بكل، كل همنا إن إحنا نحارب التخلف والجهل والفقر، مش إن إحنا نضيع قدراتنا يعني في ممارسات قد لا تكون عائدة بالنفع.

مرة تانية بأكد هنا إن إحنا في الدولة المصرية ليست لنا أجندة خفية ضد أحد، كل اللي بنبغيه إن إحنا نعيش في سلام على حدودنا، و.. سواء كانت الحدود الشمالية الشرقية ولا الجنوبية ولا الغربية، ولا حتى عمق هذه الحدود، عمق الاتجاهات، إحنا عايزين نعيش ونتعاون لأن إحنا تجربتنا إن التعاون والبناء والتنمية أفضل كتير من الصراعات والاقتتال.

مش عايز أطول عليكوا عشان أنا عارف إن إنتو بقى لكم يعني عدة أيام للتجهيز لتفتيش الحرب دوة، لكن مش، يعني ما هيفوتني عن أن أشكر مرة تانية القيادة العامة للقوات المسلحة، وأشكر قيادة الجيش التاني والقائد الجيش ممدوح جهفر، وأشكر قائد الفرقة على الجهد اللي أنا شوفته يا طاهر بشكرك، وأرجو إنك تبلغ مرة تانية رغم إن أنا بقول لهم ده معايا، لكن في لقاءك معاهم بلغهم تقديري واحترامي واعتزازي بيهم، وبالمستوى اللي انا شوفته في الاصطفاف انهار ده، وربنا سبحانه وتعالى يحمينا ويحمي بلدنا من كل شهر وسوء، وطول ما القوات المسلحة يقظة منتبهة مستعدة أمينة شريفة، ما فيش خوف أبدًا من حاجة.

شكرًا جزيلًا، وكل سنة وإنتوا طيبين، ومصر بخير، وإن شاء الله خلال الشهور القادمة نتمنى إن إحنا نتجاوز المحن والظروف الصعبة اللي بتمر بمنطقتنا. كل سنة وإنتوا طيبين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


ألقيت الكلمة حيث شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي اصطفاف تفتيش حرب الفرقة السادسة المدرعة بالجيش الثاني الميداني، وذلك بحضور الفريق عبد المجيد صقر، وزير الدفاع، وعدد من القادة.