في محافظة الدقهلية تقع 42 قرية على مساحة 90 كيلومترًا مربعًا بينها 38 ألف فدان أرضٍ زراعية، تسمى بـ"قرى حفير شهاب الدين"، وهي تتبع مركز بلقاس أمنيًا ومركز الحامول إداريًا، يعيش فيها نحو 250 ألف نسمة.
وتعاني المنطقة من نقص الخدمات بشكل واضح، فالمدارس ناقصة ولا يوجد بها مستشفى واحد، والمياه لا تروي الأراضي الزراعية بشكل منتظم، وشبكة الطرق بها متهالكة، والمواد التموينية ناقصة.
وأطلق على القرى اسم حفير شهاب الدين نسبة لعائلة شهاب الدين، إحدى أشهر العائلات الإقطاعية في كفر الشيخ.
بحسب رزق فرج، نقيب الفلاحين في المنطقة "بدأت عملية توزيع وتسليم أرض الحفير في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وكانت لثلاث فئات، هم المسرحين من القوات المسلحة والموظفين التابعين لشركة السكر كبدل وظيفي نظرًا لاكتفاء المصنع وقتها، والفئة الثالثة هم من يقعون تحت خط الفقر، وأخذت هذة الفئات وعودًا من حكومات عبد الناصر المتعاقبة بتنمية المنطقة من خدمات الصحة والتعليم، ليبدأوا زراعة الأرض التي كانت أراضٍ بور، وللأسف حتى الآن لم تتم التنمية".
متاعب تعليمية
يواصل فرج "منطقة الحفير رغم كتلتها السكانية الضخمة وضخامة مساحتها إلا أنها لا تضم أي معاهد أو كليات بها حتى المدارس الفنية، رغم صدور قرار من المحافظ الأسبق عمر الشوادفي بتخصيص فدان و11 قيراطًا لإنشاء مدرسة ثانوية صناعية تخدم الأهالي، وكان القرار برقم 335 بتاريخ يوليو 2014 الا انه بعد مرور ثلاثة سنوات لم يبدأوا إنشاء المدرسة".
وأضاف: "كما طالبنا بانشاء مدرسة تجريبية للغات تخدم أهالي الحفير في القرى الـ42 دون جدوى، كما يوجد عجز شديد في المدرسين حيث يعزف المدرسون عن النزول إلى قرى الحفير بسبب بعد المسافة بينها وبين مركز ومدينة بلقاس".
يلتقط رمضان ابراهيم عبد العال أحد الأهالي أطراف الحديث قائلًا: "نعاني من وجود الباعة الجائلين أمام سور المدرسة، بل إنه ملاصق له، حيث أصبح هناك سوق كبير بدون أي ترخيص".
وتابع: "أصدر مدير إدارة التعليم في بلقاس ماهر بركات قرارًا بعدم السماح للباعة الجائلين بالتواجد في محيط 300 متر حول سور المدرسة، كما أصدر المحافظ الأسبق عمر الشوادفي قرارًا بنقل السوق والباعة الجائيلين إلى مكان آخر، وهو طريق المحطة، وذلك منذ عشر سنوات، وللأسف بعد رحيل الشوادفي عاد الباعة الجائلون مرة أخرى أمام المدارس".
وحدات صحية فارغة
لم تقف معاناة أهالي قرى حفير شهاب الدين عند التعليم فقط، فهناك هموم صحية كذلك، إذ لا يوجد مستشفى واحد في المنطقة التي تضم 42 قرية تمتد على مساحة آلاف الأفدنة.
وقال محمد منصور عبد الرحيم وهو أحد الأهالي: "المنطقة لا يوجد بها حتى الآن مستشفى مركزى، هناك حوالي 18 وحدة صحية، في الغالب يتغيب الأطباء عن العمل فيها، وقد وعد المحافظ السابق حسام الدين الإمام بانشاء مستشفى مركزي يخدم أهالي المنطقة، إلا الوعود لم تتحقق".
وتابع: "والمصيبة الأكبر أن الوحدة الصحية بقرية المركزية إحدى قرى الحفير قد صدر قرار بإزالتها، وحتى الآن لم ينفذ. نحمل وزير الصحة المسؤولية عن أى خطر قد يصيب المواطنين، حيث تخدم هذه الوحدة الآيلة للسقوط ثماني قرى في الحفير".
طرق متهالكة
ويضيف رزق فرج أحد الاهالي: "أما عن الطرق فحدث ولا حرج حيث الطرق متهالكة ولا توجد أي إنارة وغير ممهدة وتكثر بها الحوادث وعلى الأخص طريق ديل البحر المركزية والذى يطلق عليه طريق الموت فالطريق متهالك رغم أهميته حيث يربط قرى الحفير بدمياط ومصانع السكر بالدقهلية وشركة الغاز فهو طريق حيوي وجاءت وعود برصفه من النواب ولم تنفد".
ويواصل فرج: "أيضًا طريق أبو ماضى والدى يطلق عليه طريق 5057 لا يصلح للاستخدام الآدمي نهائيًا حيث يربط بين الحفير وكفر الشيخ ويبلغ طوله 17 كيلو متر وطريق قرية 15 تم رصف نصف المسافة ولم يستكمل حتى الآن، ولا توجد إضاءة في الطرق، وعلى الأخص من بداية قرية فيسكو وحتى قرية البنزينة حيث يكثر حوادث قطع الطرق والسرقات المحرر بها محاضر فى مركز بلقاس".
الرفوف الخالية
ويخلو منفذ توزيع المواد التموينية من أي مواد غدائية حيث يقول المغازي محمد المغازي: "لما قرر الرئيس عبد الفتاح السيسي فتح منافذ بالريف والنجوع لتوزيع المنتجات الغذائية قرر المحافظ السابق حسام الدين الإمام وقتها فتح منفذ بيع مواد تموينية واستكمال منافذ القرى الأم البالغ عددها عشر قرى، إلا أن المنفذ الذي افتتحه المحافظ السابق خالٍ تمامًا من المواد الغدائية حيث الأرفف فارغة تمامًا من أي بضاعة، ونريد تشغيل المنفذ لمواجهة الغلاء وجشع التجار".
خطر البوار
أراضي منطقة الحفير والتي تبلغ مساحتها 38 ألف فدان مهددة بالعطش والبوار في مواسم الزراعة، حيث يطالب المزارعون بزيادة حصة المياه المخصصة للأراضي، وهذا المطلب من حوالى 13 سنة فيقول رزق: "نطالب بزيادة حصة المياه من بحر بلقاس وهي مياه نهر النيل بشكل يتناسب مع الرقعة الزراعية بالحفير، حيث تم سابقًا تخصيص أربعة أيام من النيل وأربعة أيام أخرى من مصرف كوتشينر وهو مصرف صرف صناعي لمحافظة الغربية وكفر الشيخ، ويصل محملًا بجميع الأمراض".