بسم الله الرحمن الرحيم،
فخامة الرئيس، صديقي العزيز نيكوس رئيس جمهورية قبرص،
السادة الحضور،
يسعدني ويشرفني أن يتم تقليدي اليوم قلادة مكاريوس الثالث، وهي القلادة التي تستمد قيمتها وقدرها من رمز استقلال الشعب القبرصي الصديق، كأول رئيس لجمهورية قبرص بعد الاستقلال، والذي يمثل كذلك قيمة روحية وثقافية كبيرة للشعب القبرصي. إلى جانب ما يمثله من رمز للحوار والتواصل الروحي والثقافي بين شعوبنا.
إنني على ثقة من أن هذه الزيارة التي أعتز بها ستعطي دفعة كبيرة للعلاقات بين بلدينا. كما أتطلع إلى تكثيف التواصل مع فخامتكم للتنسيق في مجالات التعاون المشترك من أجل خير شعبينا، فضلًا عن استمرار التشاور حول مجمل قضايا منطقتنا في سبيل تحقيق الاستقرار، والسلام والتنمية لكافة شعوبها.
أشكركم فخامة الرئيس على هذا التكريم، وأتمنى لكم ولشعبكم الصديق دوام الرفعة والرقي.
اقرأ أيضًا: نص كلمة السيسي أمام البرلمان القبرصي 20/11/2017
***
بسم الله الرحمن الرحيم،
فخامة الرئيس.. الذي أكن له مشاعر التقدير والاحترام، وأعتز بصداقته التي ساهمت بشكل كبير في تعزيز العلاقات بين البلدين بشكل غير مسبوق خلال لاسنوات القليلة الماضية.
إن العلاقات بين مصر وقبرص علاقات تاريخية، قائمة على روابط ممتدة من الصداقة بين القيادات وشعبي البلدين على مدار التاريخ. وقد حان الوقت لكي تجني شعوبنا ثمار تلك العلاقات، من خلال تعزيز التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات وفتح آفاق جديدة لفرص الاستثمار في الدولتين.
وأود في هذه المناسبة أن أؤكد مجددًا على تقديري لموقفكم شخصيًا، فخامة الرئيس، ومواقف دولتكم الداعمة للتطورات الهامة التي شاهدتها مصر خلال السنوات الماضية. والمساندة للتحولات الاقتصادية في مصر وخطط الحكومة للإصلاح الاقتصادي، وهي المواقف التي تعكس تفهمًا لطبيعة الأوضاع في مصر وتعبر عن علاقات صداقة نعتز بها ونقدرها.
السيدات والسادة،
لقد تطرقت المناقشات التي أجريتها اليوم مع فخامة الرئيس إلى العديد من الموضوعات حيث بحثنا تطورات العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر وقبرص، وسبل تعزيز الروابط الاقتصادية والثقافية بين البلدين. وفي هذا الصدد، أود الإشارة إلى إقامة منتدى رجال الأعمال المصري القبرصي للمرة الأولى على هامش هذه الزيارة، سيسهم بلا شك في تعزيز الحوار وتفعيل قنوات الاتصال بين المستثمرين من الجانبين.
كما أن المشاركة مع فخامة رئيس جمهورية قبرص في افتتاح أعمال المنتدى، يعكس اهتمام قيادات البلدين بتطوير علاقات التعاون الاقتصادي، والتزامنا بالعمل على إزالة أي معوقات في هذا الصدد.
وأود هنا أن أبرز الآفاق الواعدة للتعاون في مجال الطاقة، باعتباره أحد أهم المجالات التي يجب العمل عليها، وعلى تنميتها بين البلدين. فلا شك أن اكتشافات الطاقة في منطقة شرق المتوسط يمكن أن تكون عاملًا مهمًا لتحقيق الاستقرار والسلام بما يعود بالنفع على دول وشعوب المنطقة.
كما أن هذه الاكتشافات يمكن أن تسهم في تلبية احتياجات القارة الأوروبية لتنويع مصادرها من الطاقة بما سيساعد على تحقيق أمن الطاقة خاصة في دول الموقع الاستراتيجي التي تتمتع به كل من مصر وقبرص. والذي يؤهلهما بالقيام بدور مهم وحيوي في سياسات الطاقة في المنطقة.
وأود في هذا الصدد أن أؤكد على موقف مصر الداعم لحقوق قبرص الشرعية في استغلال ثرواتها الطبيعية في منطقتها الاقتصادية الخالصة وفقًا للقانون الدولي للبحار واتفاقيات تعيين الحدود التي وقعتها قبرص مع دول الجوار ومن بينها مصر.
وفي إطار الحديث عن التطورات الهامة التي تشهدها العلاقات بين البلدين، يجب أن نبرز أيضًا التطورات المهمة التي تشهدها علاقات التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان، والتي شهدت إطلاق أول آلية للتعاون الثلاثي في المنطقة بهدف تنمية وتعزيز العلاقات بين الدول الثلاث في مختلف المجالات، مما يعود بالنفع على شعوبها التي تربطها علاقات تاريخية وقيم ومبادئ مشتركة. وفي هذا الإطار أتطلع إلي القمة الثلاثية الخامسة التي ستعقد غدًا هنا في قبرص لتعزيز مجالات التعاون المختلفة بين الدول الثلاث.
فخامة الرئيس، الصديق العزيز.
إن مواقفكم النبيلة والجهود التي تبذلونها من أجل التوصل إلى تسوية للقضية القبرصية هي محل تقدير واحترام من المجتمع الدولي. وأود في هذا الصدد أن أجدد لكم ثبات مواقف مصر الداعمة للجهود التي تبذلونها من أجل إعادة توحيد الجزيرة وفقًا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والقانون الدولي في إطار نظام فدرالي يجمع شطري الجزيرة في سلام دون أي تدخلات خارجية.
السيدات والسادة،
لقد تبادلت وفخامة الرئيس القبرصي الآراء حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث عكست المباحثات التوافق في وجهات النظر تجاه تلك القضايا، واتفقنا على استمرار التنسيق والعمل المشترك خلال المرحلة القادمة، مما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
ومما لا شك فيه أن حالة عدم الاستقرار التي تشهدها مجموعة من دول المنطقة ساهمت في توفير الأرض الخصبة لتنامي التيارات المتشددة وتزايد أنشطة الجماعات الإرهابية. وقد اتفقت اليوم مع فخامة الرئيس القبرصي على استمرار التنسيق والتعاون بين الجانبين في إطار التصدي لهذا الخطر.
وفي هذا السياق، أود أن أشيد بالتطورات المهمة التي تشهدها علاقات التعاون العسكري بين مصر وقبرص، ومن بينها التوقيع على أول اتفاق للتعاون العسكري بين البلدين في نوفمبر 2015 والذي أعقبه مجموعة من الزيارات المتبادلة بين وزراء الدفاع والقيادات العسكرية وفقًا لبرنامج التعاون العسكري السنوي بين البلدين.
فخامة الرئيس، الصديق العزيز،
السيدات والسادة،
ختامًا، أود أن أعيد التأكيد على سعادتي بزيارة قبرص اليوم، وتقديري العميق للقيادة والشعب القبرصي الصديق. وأتوجه لكم بالشكر فخامة الرئيس على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، معربًا عن تطلعي لمزيد من تفعيل علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات التي من شأنها تحقيق مصالح شعبينا وكافة شعوب المنطقة، وشكرًا جزيلًا فخامة الرئيس.