صفحة المتحدث باسم الرئاسة المصرية، فيسبوك
كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال افتتاح منتدى التعاون الصيني العربي في بكين، 30 مايو 2024

نص كلمة السيسي خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى التعاون العربي الصيني 30/5/2024

منشور الخميس 30 مايو 2024

 

 

(...) بفخامة الرئيس شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، على الدعوة الكريمة، كما أتوجه إلى الجانب الصيني والأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالتقدير على ما تم بذله من جهد في الإعداد لهذا المنتدى القيم.

واسمحوا لي في هذا الصدد أن أشيد على نحو خاص بالعلاقات المصرية الصينية، وأود أن أنوه في هذا الإطار إلى مرور 10 أعوام على تدشين علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين، وما شهدته تلك السنوات من تطور ملحوظ في علاقات البلدين، لنؤكد من خلال ذلك استمرار حرصنا المتبادل على الارتقاء بالعلاقات الثنائية، وعلى تحقيق التكامل بين رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة مع أولويات مبادرة الحزام والطريق.

الحضور الكريم،

تقوم العلاقات السياسية العربية الصينية على عدد من الأسس الراسخة، على رأسها الحرص المتبادل على أمن واستقرار ومصالح الشعوب، ورفض الاعتداءات، ورفض الاعتداء على السيادة، ولقد مثلت تلك العلاقات والتعاون العربي الصيني الوثيق لإقرار تلك المبادئ ركيزة من ركائز الاستقرار الدولي، والعمل على إقرار العدالة في المنظومة الدولية.

وأود أن أنوه في هذا الإطار إلى التقدير العربي الكبير للسياسات الصينية تجاه القضية الفلسطينية ودعم بكين المستمر للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة و.. والحق للفلسطينيين المشروع في إقامة دولتهم المستقلة.

إنني أدعو كافة أطراف المجتمع الدولي الفاعلة للاضطلاع بمسؤولياتها الأخلاقية والقانونية لوقف الحرب الإسرائيلية الغاشمة، كما أطالب المجتمع الدولي بالعمل دون إبطاء على الإنفاذ الفوري والمستدام للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة، لوضع حد، لوضح حد لحالة الحصار الإسرائيلية، والتصدي لكل محاولات التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم.

وأكرر التأكيد إنه لا يوجد سبيل للوصول إلى السلام والاستقرار الإقليمي والدولي المنشودين إلا من خلال المعالجة الشاملة لجذور القضية الفلسطينية، وذلك بالالتزام الجاد والفوري بحل الدولتين، والإقرار للفلسطينيين بحقهم المشروع في الحصول على دولتهم المستقلة.

الحضور الكريم،

إن الانعقاد الدوري المنتظم للمنتدى العربي الصيني يحمل دلالة واضحة على الحرص المتبادل على تعزيز العلاقات المؤسسية العربية الصينية، حيث يهدف المنتدى إلى تحقيق عدد من الأهداف السياسية والاقتصادية الرئيسية، منها تعزيز التعاون جنوب جنوب، وتشكيل نظام عالمي أكثر عدالة، مع العمل على تعزيز أوجه التعاون الفني المشترك في مواجهة التحديات المرتبطة بحوكمة الاقتصاد العالمي، ونقل وتوطين التكنولوجيا، إلى جانب مكافحة التغير المناخي وضمان الأمن المائي، وذلك ضمن قائمة، قائمة مطولة من التحديات والأخطار التي تفرض ضرورة حشد قدرات التعاون بين مختلف الأصدقاء بالمجتمع الدولي.

واسمحوا لي هنا بمعاودة التنويه لأهمية قضية الأمن المائي العربي على رأس أولويات التعاون المستقبلي في إطار المنتدى العربي الصيني، نظرًا لما تحمله هذا المسألة من مخاطر ترقى إلى حد التهديد الوجودي.

وأود الإشارة في هذا السياق إلى أننا طالبنا الحكومة الأثيوبية على مدار أكثر من 10 سنوات بالانخراط بحسن النية الواجب مع مصر والسودان للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يؤمن للأجيال، لأجيال الحاضر والمستقبل بالدول الثلاث حقها في الحياة والتنمية. أخذًا بعين الاعتبار أننا لن نسمح بكل من شأنه العبث بأمن واستقرار دولنا وشعوبنا.

السيدات والسادة،

إن العلاقات العربية الصينية المتميزة، والآفاق الواسعة لتطويرها، اتصالًا بالمقدرات والإمكانات المتاحة، وما ألمسه من توافر الرغبة الصادقة في تعزيز هذه العلاقات وتطويرها، يجعلني واثقًا تمام الثقة بأن أعمال المنتدى وما سيخلص إليه من نتائج سيحمل دفعة إيجابية ملموسة للعلاقات بمختلف أوجهها.

أشكركم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. (تصفيق)


ألقيت الكلمة في العاصمة الصينية بكين، حيث شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في أعمال الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون العربي الصيني، وذلك بمشاركة شي جين بنغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، وعدد من ملوك ورؤساء الدول العربية.