فخامة الرئيس إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية،
يطيب لي في البداية أن أعرب لكم عن خالص التقدير والشكر على حسن الاستقبال الذي لاقيناه منذ وصولنا إلى بلدكم الصديق، والذي تربطنا به علاقات تاريخية ممتدة وشراكة قوية في شتى المجالات. وهو ما يعكس حالة الزخم التي تشهدها علاقتنا الثنائية، والمستوى الرفيع من التنسيق إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
السيدات والسادة،
لقد تباحثت اليوم مع فخامة الرئيس ماكرون حول سبل تعزيز أوجه التعاون بين البلدين على مختلف الأصعدة السياسية والاستراتيجية والاقتصادية والثقافية، حيث اتفقنا على تكثيف التشاور والتنسيق إزاء القضايا ذات الأولوية لبلدينا.
ولقد أكدت محادثاتنا اليوم الأساس القوي الذي نستند إيه في العمل على مواصلة الارتقاء بشتى مجالات التعاون إلى آفاق أرحب بما يحقق المصالح المتبادلة لشعبينا.
لقد حازت العلاقات الثنائية في شقها الاقتصادي بأولوية كبرى خلال مباحثاتنا اليوم حيث استعرضت مع الرئيس ماكرون ما تم تنفيذه من خطوات في برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري وما حققه من نتائج إيجابية في استعادة معدلات النمو المرتفعة والزيادة في الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وإجراءات تدعيم شبكة الحماية الاجتماعية للطبقات الأكثر احتياجًا، فضلًا عن توفير العديد من الفرص الاستثمارية خاصة في إطار المشروعات القومية الكبرى التي تنفذها مصر وتحظى باهتمام من دوائر الأعمال الفرنسية.
كما شهدنا مراسم التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم واعلانات النوايا بقيمة تبلغ حوالي 400 مليون يورو في مجالات الطاقة التقليدية والمتجددة والبنية الأساسية والحماية الاجتماعية والنقل بمختلف فروعه البحرية والبرية ومترو الأنفاق.
وأود أن أشير أيضًا إلى أن الملف الثقافي والتعاون في المجالات السياحية والتعليمية كان حاضرًا في محادثتنا اليوم، حيث اتفقنا على إعلان عام 2019 عامًا للثقافة والسياحة المصرية الفرنسية، ليعكس عمق الروابط الثقافية والحضارية المشتركة بيننا خاصة في ضوء الاهتمام الفرنسي الكبير الذي نقدره ونعتز به بالحضارة المصرية بمختلف مراحلها التاريخية لا سيما الفرعونية. فضلًا عن تزامن هذا العام مع الذكرى الـ150 لافتتاح قناة السويس والتي تحظى تنمية محورها بأهمية كبرى في خطط الحكومة المصرية منذ ازدواج الممر الملاحي للقناة عام 2015 ليكون هذا المحور أكبر منطقة للخدمات اللوجستية المتكاملة في الشرق الأوسط.
السادة الحضور،
لقد تناقشت اليوم مع الرئيس ماكرون حول سبل مكافحة الإرهاب الآثم الذي عانت مصر وفرنسا من شروره وأصبح يهدد أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والقارة الأوروبية، ويُعَد التحدي الأكبر لجهودنا في تحقيق التنمية. حيث أكدنا على ضرورة تضافر الجهود الدولية والإقليمية لمعالجة أوجه القصور في مكافحة تلك الظاهرة.
اقرأ أيضًا: نص تعليق السيسي في المؤتمر الفرنسي عن حقوق الإنسان في مصر 24/10/2017
وتناولنا أيضًا تطورات الأوضاع في ليبيا والتي يمثل تحقيق الاستقرار والأمن بها أهمية خاصة لكلتا الدولتين في ظل تأثيره المباشر على الأمن القومي المصري والفرنسي ومنطقة البحر المتوسط.
كما تناولنا الجهود المصرية الناجحة في تحقيق المصالحة الفلسطينية وأهمية استعادة الزخم لاستئناف عملية السلام، وكذا تطورات الأوضاع في سوريا والعراق ومنطقة الساحل والصحراء بالقارة الإفريقية، وتبادلنا الرؤى حول سبل المعالجة الشاملة لظاهرة الهجرة غير الشرعية، فضلًا عن العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي عقب توقيع وثيقة أولويات المشاركة لتعزيز التعاون بين الجانبين في يوليو الماضي.
فخامة الرئيس،
إنني لعلى ثقة أن لقاءنا اليوم سيكون بمثابة نقطة انطلاق جديدة لتعزيز التعاون والشراكة بين بلدينا، كما أؤكد لكم حرصنا على الاستمرار في التنسيق والتشاور من أجل متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه وترجمته على أرض الواقع بما يساهم في تطوير علاقاتنا المشتركة على كافة الأصعدة.
وفي الختام يطيب لي أن أجدد لكم فخامة الرئيس الدعوة لزيارة مصر في أقرب فرصة لمواصلة التنسيق المشترك بما يسهم في تحقيق ما نصبو إليه من تطوير مجالات التعاون المختلفة ويحقق مصالح الشعبين الصديقين، وشكرًا لكم فخامة الرئيس.