منشور
الخميس 25 أبريل 2024
- آخر تحديث
الخميس 25 أبريل 2024
بسم الله الرحمن الرحيم،
أخي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة،
ملك مملكة البحرين الشقيقة،
السيدات والسادة،
اسمحوا لي في البداية أن أرحب بشقيقي جلالة الملك حمد بن عيسى في بلده الثاني مصر، في زيارة كريمة تأتي في إطار العلاقات الأخوية والمتميزة التي تربط بلدينا وشعبينا الشقيقين.
السيدات والسادة،
نجتمع اليوم في وقت بالغ الدقة وشديد الخطورة نتيجة الحرب الإسرائيلية الدموية على قاع غزة، واستمرار سقوط، السقوط المروع، المروع، لآلاف المدنيين الأبرياء، لا حول لهم ولا قوة ولا ذنب لهم إلا أنهم يتواجدون في أراضيهم ويتشبثون ببيوتهم وأوطانهم ويطمحون إلى العيش بعزة وكرامة وإنسانية.
هي لحظة فارقة دون شك سيتوقف عندها التاريخ لما تشهده من استمرار الاستخدام المفرط للقوة العسكرية في ترويع المدنيين، وتجويعهم وعقابهم جماعيا لإجبارهم على النزوح والتهجير القسري، في ظل مشاهدة عاجزة من المجتمع الدولي، وغياب أي قدرة أو إرادة دولية على إنجاز العدالة، أو إنفاذ القانون الدولي، أو القانون الدولي الإنساني، أو حتى أبسط مفاهيم الإنسانية.
لقد ناقشت مع شقيقي جلالة الملك جهودنا، جهود بلدينا والجهد العربي المشترك للتعامل مع هذا الوضع غير قابل للاستمرار، ووضع حد له، والأهم ضمان عدم تكراره من خلال العمل على توحيد الإرادة الدولية لإنفاذ وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في قطاع غزة، ووقف كل محاولات التهجير القسري أو التجويع أو العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني الشقيق.
لقد حذرت مصر كثيرًا ليس فقط من تبعات تلك الحرب... وإنما كذلك مما ستجره لا محالة من اتساع للصراع
والنفاذ الكامل والمستدام والكافي للمساعدات الإنسانية للقطاع، مع الانخراط الجاد والفوري في مسارات التوصل لحل سياسي عادل ومستدام للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وإنفاذ دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية، والاعتراف الدولي بها، وحصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
السيدات والسادة،
لقد حذرت مصر كثيرًا ليس فقط من تبعات تلك الحرب السياسية والأمنية والإنسانية المباشرة على الأشقاء في فلسطين المحتلة، وإنما كذلك مما ستجره لا محالة من اتساع للصراع، وامتداد حتمي لدعوات التصعيد والانتقام، وإدخال المنطقة في دائرة من العنف والعنف المضاد، فتتسع دائرته لتلتهم دون رحمة أي أمل لشعوب المنطقة في سلام وحياة مستقرة آمنة.
ولقد شهدت المنطقة على مدار الأشهر القليلة الأخيرة تبعات بالغة، بالغة لاستمرار هذه الحرب، حيث تمتد نيرانها إلى مختلف أنحاء المنطقة، فأصبحنا امام ما نشهده اليوم من وضع إقليمي بالغ التوتر والخطورة، يضع أمن واستقرار ومستقبل شعوبنا موضع تهديد حقيقي وجاد.
اتفقنا على ضرورة التكثيف والتشجيع الفوري لجهود إيقاف التصعيد، سواء في الأراضي الفلسطينية، أو على المستوى الإقليمي
لقد ناقشت مع شقيقي جلالة ملك البحرين تفصيل هذه التطورات الإقليمية المقلقة، وتصورات التعامل معها في إطار اتفاقنا معا على ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وشعوبها ضد مختلف التهديـ.. المهددات، وعدم ترك مصائرها لإرادة دعاة الحروب في إطار أولوية الأمن العربي المشترك الذي نعتبره كل لا يتجزأ.
وقد اتفقنا على ضرورة التكثيف والتشجيع الفوري لجهود إيقاف التصعيد، سواء في الأراضي الفلسطينية، أو على المستوى الإقليمي، والعمل على دفع الأطراف إلى انتهاج العقلانية والحلول الدبلوماسية، والتخلي عن الحلول العسكرية، وتصورات الغلبة والنفوذ والهيمنة، والسماح للجهود المخلصة الهادفة للسلام بالنجاح، وفتح مسار جديد لشعوب ودول المنطقة يحمل أملا بمستقبل توحد فيه الشعوب ودول المنطقة جهودها من أجل الرخاء والتنمية.
أخي صاحب الجلالة، مرة أخرى أجدد ترحيبي بكم، وأتطلع إلى المزيد من التعاون الوثيق بين بلدينا، بما يحقق مصالح شعبينا الشقيقين وأمتنا العربية، متمنيا لكم ولمملكة البحرين الشقيقة كل الخير والازدهار، شكرا لكم.
ألقيت الكلمة في القاهرة بقصر الاتحادية، حيث استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي ملك البحرين، الملك حمد بن عيسى بن سليمان آل خليفة.