صفحة المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية، فيسبوك
الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس رجب طيب أردوغان خلال لقائهما في القاهرة 14 فبراير 2024

نص كلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره التركي إردوغان 14/2/2024

منشور الأحد 18 فبراير 2024 - آخر تحديث الأحد 18 فبراير 2024

بسم الله الرحمن الرحيم،

فخامة الرئيس رجب طيب إردوغان،

رئيس الجمهورية التركية،

السيدات والسادة الحضور،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود في البداية أن أرحب بفخامة الرئيس رجب طيب إردوغان، والوفد المرافق لسيادته في أول زيارة له لمصر منذ أكثر من 10 سنوات، لنفتح معًا صفحة جديدة بين بلدينا، بما يثري علاقتنا الثنائية، ويضعها على مسارها الصحيح، وأؤكد اعتزازنا وتقديرنا لعلاقتنا التاريخية مع تركيا، والإرث الحضاري والثقافي المشترك بيننا.

ويهمني هنا إبراز استمرار تواصل الشعبين خلال السنوات العشر الماضية، كما شهدت العلاقات التجارية والاستثمارية نموًا مضطردًا خلال تلك الفترة. فمصر حاليًا الشريك التجاري الأول لتركيا في أفريقيا، كما أن تركيا تعد من أهم مقاصد الصادرات المصرية. وقد أثبتت التجربة الجدوى الكبيرة للعمل المشترك، للعمل المشترك بين قطاعات الأعمال بالبلدين، وبالتالي سنسعى معًا إلى رفع التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار خلال السنوات القليلة القادمة، وتعزيز الاستثمارات المشتركة، وفتح مجالات جديدة للتعاون.

السيدات والسادة،

أود أيضًا أن أشير إلى اهتمامنا بتعزيز التنسيق المشترك والاستفادة من موقع الدولتين كمركز، كمركزي ثقل في المنطقة، بما يسهم في تحقيق السلم وتثبيت الاستقرار، ويوفر بيئة مواتية لتحقيق الازدهار والرفاهية. حيث تواجه الدولتان العديد من التحديات المشتركة، مثل خطر الإرهاب والتحديات الاقتصادية، والاجتماعية، التي يفرضها علينا الواقع المضطرب في المنطقة.

وأعرب في هذا السياق عن اعتزازنا بمستوى التعاون القائم بين مصر وتركيا، من أجل النفاذ السريع لأكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية إلى أهلنا في قطاع غزة، أخذًا في الاعتبار ما تمارسه السلطات الإسرائيلية من تضييق على دخول تلك المساعدات، مما يتسبب في دخول شاحنات المساعدات بو.. بوتيرة بطيئة، لا تتناسب مع احتياجات سكان القطاع.

ولقد توافقت وفخامة الرئيس إردوغان خلال المباحثات على ضرورة وقف إطلاق النار في القطاع بشكل فوري، وتحقيق التهدئة بالضفة الغربية، حتى يتسنى استئناف عملية السلام في أقرب فرصة، وصولًا إلى إعلان الدولة الفلسطينية ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

كما أكدنا ضرورة تعزيز التشاور بين البلدين حول الملف الليبي، بما يساعد على عقد الانتخابات الرئاسية  والتشريعية، وتوحيد المؤسسة العسكرية بالبلاد، ونقدر أن نجاحنا في تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا سيمثل نموذجًا يُحتذى به، حيث أن دول المنطقة هي الأقدر على فهم تعقيداتها وسبل تسوية الخلافات القائمة فيها.

يهمني كذلك الترحيب بالتهدئة الحالية في منطقة شرق المتوسط، ونتطلع للبناء عليها، وصولًا إلى تصفية الخلافات، إلى تسوية الخلافات القائمة بين الدول ال(كلمة غير واضحة) بالمنطقة، ليتسنى لنا جميعًا التعاون لتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية المتاحة.

كما أكدنا خلال المباحثات اهتمامنا المشترك بالتعاون في أفريقيا، والعمل على دعم مساعيها للتنمية وتحقيق الاستقرار والازدهار

وختامًا، فإنني أتطلع لتلبية دعوة الرئيس أردوغان لزيارة تركيا في إبريل القادم لمواصلة العمل على ترفيع علاقات البلدين في شتى المجالات، بما يتناسب مع تاريخهما، وإرثهما الحضاري المشترك.

مرة أخرى أرحب بيك يا فخامة الرئيس، وأرجو أن تتفضل بإلقاء كلمتك.


ألقيت الكلمة في القاهرة بقصر الاتحادية، حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي بالرئيس التركي رجب إردوغان، في أول زيارة له لمصر بعد مرور أكثر من 10 سنوات.