سكرين شوت من فيديو الكلمة
الرئيس السيسي خلال حواره مع عدد من السادة المسؤولين والإعلاميين على هامش احتفالية عيد الشرطة 24/1/2024

نص كلمة الرئيس السيسي خلال حواره مع عدد من السادة المسؤولين والإعلاميين على هامش احتفالية عيد الشرطة 24/1/2024

منشور الاثنين 29 يناير 2024

0:55

السيسي: بسم الله الرحمن الرحيم،

أنا ها أقول مقدمة صغيرة خالص، وأقول لكو حاجة... هو، هي أزمة أولويات؟ من الأول خالص، خالص، من 2013، هي ازمة أولويات من الدولة تجاه مسارها؟ هو إحنا بنتكلم على تأجيل التحرك، ولا تأجيل نتائج أو تحمل نتائج التحرك، يعني إيه؟ يا ترى كنا إحنا في 2013 ممكن نتحمل الأوضاع اللي كانت موجودة في الدولة، في الفترة ديت، كلها، ونقول أولوياتنا حاجة تانية، اختلفنا أو اجتمعنا عليها، لكن نقول إيه، إحنا مش ها نتحرك في أي قطاع من القطاعات اللي كانت الدولة عايزة.. ونتحمل.

طب هو السؤال: هو كانت الناس مستعدية تتحمل يا فخامة الرئيس؟ طب نقدر نعمل صناعة من غير ما يكون عندنا طاقة لها؟ سواء كان كهربا أو غاز؟ لأ. هل كان ممكن تحمل المرحلة اللي هي من غير الانطلاق اللي إحنا اتحركنا بيه ده، ولا نتحمل نتايج التحرك؟

أنا شوفت إن إحنا نتحمل نتايج إيه، التحرك، ها نتحرك، وها ييبقى في إيه؟ ها يبقى في مـ.. مشاكل.. نستحملها. هو كان ممكن الرأي العام يتحمل ده قبل كدا؟ ده معناه إن في حصل تطور كبير جدا في صلابة الإنسان المصري، ما بقاش آآ بالشكل اللي كان من 20، 30 سنة قبل كدا، وبالتالي اللي أنا عايز أقوله هنا إيه، يا ترى كان الأولويات اللي إحنا اتحركنا بيها، ونتايجها اللي إحنا فيها، كانت ممكن تتأجل ويبقى التحرك حاجة تانية، أو نفضل على حالنا؟ أنا، أنا كان تقديري، إن الناس ولما دكتور شاكر موجود معانا، ولما جه بقول له الكهربا لازم تتحل، في.. في 2015 – 2016 قلت له السنة الجاية يعني.. في دول قعدت مشكلة الكهربا فيها لغاية دلوقتي بقى لها 30، 40 سنة.. ليه؟ هم مشيو بمسار تاني، أولويات أخرى، في ناس كدا، ما فيش.. الشعوب...

بالمناسبة لما أنا بتكلم على إن الأزمة اللي موجودة عندنا مش فكرة أبدًا توصيفها، ولكن فكرة حلها بما يتسق مع طبيعة ظروفنا، فإنت النهار ده عايز تقول إن كان ممكن قوي النتايج أو الظروف الي كانت موجودة ديت، كـ.. ممكن نتحملها؟ يعني إنتو كنتو ممكن المصريين يستحملوا عمليات إرهابية ضد الدولة المصرية عشان ما نصرفش 120 مليار جنيه؟ والكلام ده أنا قلته لكو وقلته كتير قبل كدا، قلت دولة زي مصر عايزة أرقام كبيرة جدا للإنفاق عليها، والأرقام دي مش موجودة.

قدامنا مسار من اتنين كمصريين: يا فضل نضحي لغاية لما نصل لأرقام ترضينا وتكفينا كلنا، يا إما مش ها نستحمل. لا ها تبقى لينا ولا لـ.. لأولادنا، ويبقى إحنا تسببنا في خرابها كلنا. بكلم ده للمفكر والمثقف والإعلامي وللمسؤول حتى في الدولة، لأي وزير ولأي محافظ، لأي حد.

ما هو لو إنت ما خدتش بالك، الموضوع ها يبقى يترتب عليه مشكلة كبيرة جدًا كلنا ها ندفع تمنها، واللي اتعمل في بلدنا حرام يضيع مننا. ربنا سبحانه وتعالى أعانا في ظل ظروف لا يمكن أبدا لدولة زي حالاتنا تعمل اللي عملته.. ما تقدرش.. ليه؟ إنت عندك عدد كتير من الناس، ومواردك محدودة جدًا، وإنت متصور إن يعني إيه، إن الموارد دي تكفي كل شيء، لأ. طب إحنا زدنا 26 مليون النهار ده، من 2011 للنهار ده، هو ده رقم ما لوش آآ.. ما لوش تأثير؟ ما لوش مطالب؟ في كل شيء؟ في كل قطاع؟

فأنا اللي بقوله الأول، يا ترى هل هي كانت أزمة أولويات؟ لأ. بس أنا بتكلم راصد لرأي عام في مصر، وقدرته على التحمل بعد فترة صعبة مرت في، قبلها، ثم في 2011 و12 و13، ويعني ما عندوش أمل.. وعنده حالة إحباط كبيرة، وكان التفجيرات في كل مكان، والناس حاسة إن البلد بتضيع. فإنت كنت عايز تقفز بيهم من الحالة المعنوية وحالة الإحباط وعدم الثقة، لحالة تانية.

الأمور كانت ماشية كويس.. بجد.. لغاية 2020.. وكان معدل النمو يعني أكتر من 6%، مش كدا يا دكتور؟ و6% مش لـ.. لـ.. لفئة، لطبقة، لأ، إنت بتتكلم لكتلة، الكتلة الغالبة اللي هي الناس اللي إحنا بنستهدفها دايما، اللي هو الغلبان، إنت عايز آآ إنت أي حد، أي حكومة، أي مسؤول، عينه على مين؟ عينه أبدًا مش على الراجل المستور أو الأسرة الغنية، لأنها تقدر تحل المسألة حتى لو كانت بتعاني شوية، لكن الغلبان ده يتطحن في الأرض، ها يجيب منين؟ ها يجيب منين؟ يصرف إزاي؟ ها يودي ولاده مدرسة إزاي؟ يأكلهم إزاي؟ يدفع كهربا وميه ويجيب لبس إزاي؟ لما الدنيا تبقى صعبة كدا؟

فـ.. الفكرة كلها ما كانتش أبدًا أزمة أولويات، لأ، ليه، الموضوع كان واضح إن لا بد إن الدولة دي تتماسك وبأسرع ما يمكن، لكن خلي بالكو، لو حليت أزمة الدولار فيكي يا مصر، ولا يهمني أي حاجة تاني، الأزمة دي إجابتها حاجة واحدة بس: فرض الحل علينا، إن إحنا لازم نحل مسألة الدولار بشكل إيه بقى؟ نهائي. يعني المطلوب إن إحنا في مدة زمنية قليلة نصل بمعدلات تصديرنا ومعدلات التصنيع داخل مصر لمعدلات تخلي إن حجم الدولار المتاح بشكل طبيعي سلس، يبقى يكفي الإنفاق على هذا الاستيراد.

أنا قلت قبل كدا، إحنا عايزين 100 مليار دولار صادرات، من 4 سنين، طيب، عملنا كدا؟ لأ. الناس بقت تستسهل رجال الأعمال إن الكل كان بيفضل إن هو يـ.. يجيب من برة، على إن هو ينتج. طالما الدولار متاح، ها أفضل ده، ولا أخش في حراك وجهد كبير جدًا عشان أخلي المنتج ده في مصر؟

ده اللي حصل الفترة اللي فاتت. ها أديكو مثال على مثلا في السلع الأساسية.. إحنا من 3 سنين قلنا إن إحنا رايحين على تقريبا 3، 4 مليون فدان يكونوا داخلين للإنتاج، ولا، ولا عايز تقول لي إيه؟

وزير الزراعة: لا لا، طبعا حضرتك بتقول، لو تسمح لي يعني إن..

السيسي: اتفضل.

وزير الزراعة: الـ4 مليون فدان، يعني متوسط تكفة الاستصلاح بس والبنية إحنا بنتكلم في 250 أو 300 ألف، فما بالنا الرقم ده يمثل زي ما حضرتك قلت تحديات كبيرة. الحاجة التانية إن الاستصلاح كمان مسألة الميه، لما نعمل مصادر ميه ونلجأ إلى 3 محطات لمعالجة مياه الصرف الزراعي سواء المحسمة مليون أو معالجة مصرف بحر البقر 5.6 أو الحمام اللي هي الـ7.5 أو الـ8.. دي أرقام خيالية.. معظم دول العالم، ما فيش دول بتصلح أراضي، دول العالم بتفقد أراضي كتير بسبب التصحر والتدهور وتدهور التربة والتغيرات المناخية، يمكن إحنا من الدول القلائل اللي لجأنا إلى مسألة استصلاح الأراضي وزراعتها. 4 مليون فدان يضافوا إلى الرقعة الزراعية، قد تعد أكتر من 60 إلى 70% من الأرض القديمة، وبالتالي كمان حتى يمكن زي ما سيادتك قلت قبل كدا إن الزراعة في الأراضي الجديدة عبارة عن زراعة بتكنولوجيا جديدة، وزراعة بتتغلب على مشكلة التفتت الحيازي وتقدر نرسم لها السياسات الزراعية، وبنحقق إنتاجية. لو ما كناش خدنا مثل هذه الإجراءات، زي ما حضرتك قلت الأولويات، فقه الأولويات، لنا كلنا جميعا أن نتخيل لو كنا ما عملناش هذا الإجراء والتوسع فيه وخدنا محاور كتيرة في الزراعة، كان زمانا عاملين إيه في أزمة كورونا لما العالم كله بقى يعاني من نقص الغذاء؟ دول كتيرة جدا أثبتت إن المال وحده لا يكفي لتحقيق الأمن الغذائي. إحنا يمكن من الدول القلائل اللي آه السلع ممكن تكون اتحركت، لكن متاحة، كنت موجودة، إحنا ما حسيناش في فترة كورونا أو ما بعدها بنقص السلع الأساسية أو السلع الغذائية. المحاور اللي خدناها دي إحنا كمان محور الصوامع، لو ما كناش هذا الإجراء، ما كناش قدرنا نزود الاحتياطي بتاعنا نقدر في ظروف لما توقفت فيه سلاسل الإمداد والتوريد، ما كناش نقدر يبقى عندنا احتياطي يقضي 5، 6 شهور.


10:49

مصطفى بكري: سيادة الرئيس، الحقيقة مصر في تاريخها المعاصر والقديم لم تواجه تحديات على كافة الاتجاهات الاستراتيجية كما تواجه الآن. آخر مشكلة هي مشكلة أرض الصومال، وسيادتك اتكلمت كلام واضح بهذا الأمر لأن هذا يمس أمننا القومي وأمننا المصري وأمن دولة عربية هي عضو في الجامعة العربية.. في نفس الوقت ما زالت الأزمة السودانية تراوح مكانها والصراع مستمر.. الليبيين رغم سيادتك وجهت أكتر من اتجاه، ما زال حتى الآن الفرقة موجودة.. حضرتك اتكلمت في القمة العربية الإسلامية وحذرت من توسعة الحرب، لأن ذلك سيغير المعادلة نهائيًا في المنطقة. أين نحن الآن؟

السيسي: شكرًا جزيلًا. توسيع الحرب، توسيع العرب، أنا إحنا بنبذل جهد كبير جدا جدا جدا، لأن إحنا، أنا بطبيعة الحال مش من مصلحة المنطقة بتاعتنا إنها تدخل أبدا في، في اقتتال، في أي حتة، ليبيا كان السودان أي حتة تانية.. وأديكو شوفتوا النتايج بتاعتها بتبقى عاملة إزاي على، علينا كلنا. فإحنا بطبيعة الحال حريصين على إن إحنا نكون عامل آآ يعمل دايما على إطفاء الحرائق وليس إشعالها. فتوسيع الحرب إحنا بنسعى دائما على إن هي آآ ما يتمش.

الـ، شكل، النتائج بتاعة الـ4 شهور، أنهكت الجميع، أنهكت آآ.. قاسية على الجميع.. وبنبعت رسايل للجميع.. إن مهم قوي إن إحنا الأمور ما تخرجش عن السيطرة أكتر من كدا..

في السودان بنبذل جهدنا وفي ليبيا بنبذل جهدنا.. ومع الصومال إحنا قلنا إيه؟ ها أفكركوا باللي أنا قلته.. قلت يا جماعة إحنا، إحنا مع أي آآ عمل آآ دبلوماسي وإتفاق بين أثيوبيا وما بين آآ دول الجوار اللي هم الصومال وإريتريا وجيبوتي، وكينيا.. كل الدول دي ليها آآ مواني، سواء كان على المحيط، أو على البحر الأحمر، وبالتالي، وهي بتصدر وبتستورد عن جيبو.. من طريق جيبوتي، وتقدر عن طريق كينيا، وممكن عن طريق الصومال، وممكن عن طريق إريتريا.

فـ.. خشوا في اتفاقات من دي، وهم، ما هم هم، هم السنين اللي فاتت دول شغالين إزاي، ما هو شغالين كدا.

أحد الإعلاميين: أنا بس عايز أسأل سؤال خارجي في السياسة الخارجية حضرتك تفضل إن المؤامرات اللي بتدور حوالينا سواء في فلسطين أو في السودان أو حتى في الصومال دلوقتي والبحر الأحمر، كلها في وقت واحد ومش عارفين سببها إيه. هل هي تطور للأحداث وصلتنا لهذه الحالة؟

السيسي: اللي إنت شايفه في العالم كله، هو نتاج الحراك ده. في حراك عالمي، وبالتالي إنت آآ تداعياته إنت، بتمسك بشكل أو بآخر، تداعي اقتصادي أو تداعي أمني زي ما تحب، لكن في الآخر التداعيات بتاعة الحراك ده، إنت، مش بتأثر في مصر بس، لا هي مأثرة في الدنيا كلها، في العالم كله.. أوروبا النهار ده عاملة إزاي؟ النهار ده لو تشوف شرق آسيا واللي بيحصل فيه، اليابان والكوريتين، والفلبين والصين.. يعني ده كله هو عبارة عن حراك، وإنت جزء من العالم ما تقدرش تنفصل عنه.

فلو في أزمة، في أسعار، في آآ مثلا يعني آآ محاولة ال.. التأثير على المواصلات بتاعة التجارة.. دي بيبقى ليها تداعيات اقتصادية والأسعار بترتفع، وسلاسل الإمداد بتتعثر، زي ما حصلت في 2020 كدا مع كورونا، طب ما هو ده ليه، التداعي ده، إنت، يعني، جالك منه آآ تأثير، تأثير سلبي، وقدرت تستوعبه.

لكن كمان بعد ما كورونا ما جات، التداعي استمر في حاجة تانية، بأزمة أخرى، الأزمة الروسية الأوكرانية، وسلاسل الإمداد تعثرت بشكل تاني، والمنتجات ارتفعت أسعارها بشكل تاني، فإنت بردو تأثرت.

ثم النهار ده الأزمة اللي موجودة آآ أزمة غزة والتداعيات بتاعتها، وبنتمنى إن الموضوع ينتهي على كدا، وما ، وما يوصلش بيه لتداعيات أكتر، ونجد إن الموضوع ده بيتجه إلى الشمال، في اتجاه لبنان، والأزمة تكبر أكتر من الواقع اللي إحنا مو، موجودين فيه كدا، عشان نقدر يعني، عشان نقدر نستوعب ونقدر، إحنا بنبذل جهد كبير جدا عشان نحاول نصل إلى وقف إطلاق نار حتى نلملم الـ.. الموقف الـ.. الصعب في غزة، و.. الرهاين يتم إطلاقهم، والسجناء يتم إطلاقهم، ونخش في مرحلة جديدة بتاعة الإعمار، ما بعد الحرب يعني. ده النص الأولاني من إيه.. يبقى إذن إحنا كدولة، كجزء من العالم، بنتأثر بالحراك اللي موجود في العالم لـ.. تشكيل عالم جديد..

أنا قلت في الخطاب، أو بقولها دلوقتي يعني "وهو معكم أينما كنتم"، وهو معكم أينما كنتم، فإذا كنا مصدقين إن هو مطلع وشايف، هو مطلع وشايف، وهو يسمع ويرى، وإحنا بنقول له يا رب آآ ما تحرمناش من فضلك، إحنا مش فاهمين، كل حاجة إنت العلام، علام الغيوب، يفعل ما يشاء.

كل سنة وإنتو طيبين، متشكرين. (تصفيق)


ألقيت الكلمة في القاهرة الجديدة بمقر أكاديمية الشرطة، حيث شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي احتفالية عيد الشرطة الـ72، وعقب إنتهاء الاحتفال إلتقى السيد الرئيس بالسادة الحضور، وأجرى حوارًا مفتوحًا مع عدد من الإعلاميين، تناول خلاله جميع المستجدات على جميع الساحات الدولية والإقليمية والداخلية.