منشور
الأحد 12 نوفمبر 2023
- آخر تحديث
الأحد 12 نوفمبر 2023
أخي صاحب السمو الأمير الملكي، محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي عهد المملكة العربية السعودية، رئيس مجلس الوزراء،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
معالي السيد أمين عام جامعة الدول العربية،
ومعالي السيد أمين عام منظمة التعاون الإسلامي،
السيدات والسادة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اسمحوا لي بداية أن أتوجه بخالص الشكر للمملكة العربية السعودية الشقيقة على استضافة هذا القمة.. على استضافة هذه القمة، غير العادية، في ظروف استثنائية، يمر الوقت فيها ثقيلًا على أهالي غزة من المدنيين الأبرياء، الذين يتعرضون للقتل والحصار، ويعانون ممارسات لا إنسانية تعود بنا إلى العصور الوسطى، وتستوجب وقفة جادة من المجتمع الدولي، إذا أراد الحفاظ على الحد الأدنى من مصداقيته السياسية والأخلاقية.
وكما يمر الوقت ثقيلًا على فلسطين وأهلها، يمر علينا وعلى جميع الشعوب ذات الضمائر الحرة مؤلمًا وحزينًا، يكثف سوءات.. يكشف سوءات المعايير المزدوجة، واختلال المنطق السليم، وتهافت الإدعاءات الإنسانية، التي مع الأسف تسقط سقوطًا مدويًا في هذا الامتحان الكاشف.
الحضور الكريم،
إن مصر أدانت منذ البداية استهداف وقتل الأبرياء وترويع جميع المدنيين من الجانبين، وجميع الأعمال المنافية للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني. ونؤكد اليوم من جديد هذه الإدانة الواضحة، مع التشديد في الوقت ذاته على أن سياسات العقاب الجماعي لأهالي غزة، من قتل وحصار وتهجير قسري، غير مقبولة، ولا يمكن تبريرها بالدفاع عن النفس، ولا بأي دعاوى أخرى، وينبغي وقفها على الفور.
إن المجتمع الدولي لا سيما مجلس الأمن يتحمل مسؤولية مباشرة للعمل الجاد والحازم لتحقيق ما يلي دون إبطاء:
أولًا: الوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار في القطاع بلا قيد أو شرط.
ثانيًا: وقف كافة الممارسات التي تستهدف التهجير القسري للفلسطينيين إلى أي مكان خارج أرضهم.
ثالثًا: اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته بضمان أمن المدنيين الأبرياء من الشعب الفلسطيني.
رابعًا: ضمان النفاذ الآمن والسريع والمستدام للمساعدات الإنسانية، وتحمل إسرائيل مسؤوليتها الدولية باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال.
خامسًا: التوصل إلى صيغة لتسوية الصراع بناء على حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
سادسًا: إجراء تحقيق دولي في كل ما تم ارتكابه من انتهاكات ضد القانون الدولي.
السادة الحضور،
لقد حذرت مصر مرارًا وتكرارًا من مغبة السياسات الأحادية، كما تحذر الآن من أن التخاذل عن وقف الحرب في غزة ينذر بتوسع المواجهات العسكرية في المنطقة، وإنه ما كان.. مهما كانت محاولات ضبط النفس، فإن طول أمد الاعتداءات وقسوتها غير المسبوقة كفيلان بتغيير المعادلة وحساباتها بين ليـ، بين ليلة وضحاها.
وأخيرًا، أتوجه بحديثي إلى القوى الدولية الفاعلة، وإلى المجتمع الدولي بأسره، أقول لهم: إن مصر والعرب سعوا في مسار السلام لعقود وسنوات، وقدموا المبادرات الشجاعة للسلام، والآن تأتي مسؤوليتكم الكبرى في الضغط الفعال لوقف نزيف الدم للفلسطينيين فورًا، ثم معالجة جذور الصراع وإعطاء الحق لأصحابه، كسبيل وحيد لتحقيق الأمن لجميع شعوب المنطقة التي آن لها أن تحيا في سلام وأمان دون خوف أن ترويع، ودون أطفال تُقتل أو تُيتم، ودون أجيال جديدة تولد فلا تجد حولها إلا الكراهية والعداء.
فليتحد العالم كله، حكومات وشعوبًا، لإنفاذ الحل العادل للقضية الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال بما يليق بإنسانياتنا، ويتسق مع ما ننادي به من قيم العدل والحرية واحترام الحقوق، جميع الحقوق، وليس بعضها.
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ألقيت الكلمة في مدينة الرياض، بالمملكة العربية السعودية، بحضور ملوك ورؤساء الدول العربية والإسلامية، والأمين العام لجامعة الدول العربية، وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي.