أدريان تشين - نيويوركر
في 2016، علاقتي المحدودة بالفعل بهاتفي الذكي كادت تنتهي تمامًا. كانت هناك تلك الكمية المعتادة من رسائل البريد الإلكتروني غير المقروءة لا تزال تطاردني، كقطع من الوبر ملتصقة بروحي. ومع اقتراب يوم الانتخابات: تويتر، وسيلتي المفضلة لإضاعة الوقت صار غير محتمل. التطبيق الذي يستقبل أخبار وموضوعات صحيفة التايمز صار يستقبل إشعارات أقل للأخبار المهمة، بينما يُفسد مزاجي بإشعارات حول وفاة مشاهير كبار في السن، لم أعرف اصلاً أنهم كانوا لا يزالون على قيد الحياة.
خاصية تحديد المواقع عبر القمر الصناعي G.P.S في هاتفي تعطلت فصار تطبيق خرائط جوجل يلقي بي على بعد نصف ميل تقريبًا من مقصدي. أثق أنني سأتبعه دون تفكير يومًا ما فيلقي بي في حفرة تودي بحياتي، بعدما كف ذلك الجزء بمخي المسؤول عن فهم الاتجاهات عن العمل.
الشيء الذي استمتعت به بخصوص هاتفي الذكي في 2016، كان هو استخدام تطبيقات الألعاب. لعبة موبايل جيدة يمكنها أن تحول الشاشة الصغيرة التي كانت تولِّد الكثير من القلق والتوتر لنظام توصيل للإندروفين، أكثر فعالية من كافة الوسائل غير الكيميائية الأخرى.
ولأنها بسيطة ومقتصرة على ما هو ضروري، صارت تلك الألعاب تمثل مهربًا خالصًا. بدأت أفكر فيها كبديل صحي لتويتر، تشبع الحاجة إلى التحفيز الدائم التي صارت موصولة بأمخاخنا، دون أن يترافق هذا مع الاضطرار لمتابعة كل المصائب التي تحدث في عالمنا لحظة بلحظة. في 2017، ربما نحتاج المزيد من هذا التحفيز الآمن.
هنا لائحة ببعض الألعاب الممتعة التي لعبتها هذا العام
قوس الضوء الباهر Super Arc Light
بعض أفضل ألعاب الموبايل هي تلك التي تضغط خلالها بأحد أصابعك على الشاشة مرارًا وتكرارًا. في اللعبة المجنونة "قوس الضوء الباهر"، أنت تقود نقطة بيضاء تدور في دائرة. ضع إصبعك على الشاشة وستبطئ النقطة مطلقة تيار من الليزر. ارفع إصبعك وستدور النقطة للاتجاه المعاكس. فإذا عاودت الضغط ستعاود هي إطلاق الليزر بعد تعديل اتجاهها وسرعتها. عندما تظهر موجة من سفن الفضاء، عليك أن توجه النقطة إلى موضع يمكِّنها من الإطلاق عليهم، قبل أن يتحولوا للون الأحمر ويقتربوا من ثقب أسود في مركز الشاشة.
في البداية تظهر تلك السفن بمعدل يمكن التعامل معه، لكنها تزيد بسرعة تتطلب منك قرارات تتخذ في أجزاء من الثانية. ميكانيزم الضغط بالإصبع في هذه اللعبة يجب أن يكون دقيقًا للغاية، وعندما تكسر رقم قياسي جديد، ستشعر وكأن نظامك العصبي قد تطور. هذه هي لعبتي المفضلة لهذا العام.
عودة أبطال التنس Tennis Champs Returns
الألعاب المرتبطة بذكريات الريترو بيكسل "ألعاب الأتاري القديمة"، صارت هي الشكل المعتاد تقريبًا للألعاب المستقلة التي ينتجها افراد أو شركات صغيرة. فهي تجعل المصممين ذوي الإمكانيات المادية المحدودة قادرين على منح ألعابهم شكلاً مميزًا، ترتكن في تسويقها على النوستالجيا، مقابل الجرافيك المبهر للألعاب التي تقف وراءها ميزانيات كبيرة.
ولكن بعد نصف عقد تثريبًا من السيطرة، صارت ألعاب الريترو بيكسل تبدو ككليشيه. فما مثل -لبعض الوقت- تحية واعية لتراث ألعاب الفيديو، صار يشير الآن إلى الافتقار للأفكار الجديدة والمميزة.
استثني من ذلك لعبة أبطال التنس، لأنها إصدار جديد من اللعبة التي صدرت في ثمانينات القرن الماضي بالاسم نفسه لأجهزة أتاري 8 بيت. وأنا سعيد أني منحت هذه اللعبة فرصة.
عودة أبطال التنس تجمع بين لطف المدرسة القديمة وذكرياتها، بالإضافة لتطويرات جديدة دقيقة تمنح اللاعب فرص أكبر في لعب ضربات استثنائية مخادعة عبر حركة أصابعه. هناك عنصر آخر يمنحك فرصة لعب دور داخل اللعبة. فبنية اللعبة تعتمد على بناء مسيرة مهنية رياضية، كلما تقدمت في مراحل اللعبة يمكنك ان تستخدم النقاط التي تجمعها من أجل تطوير خبرات وقدرات اللاعب الذي تقوم بدوره.
اوقفوا الإخلاء القسري Stop Evictions
اوقفوا الإخلاء القسري هي أغرب لعبة لعبتها هذا العام. اللعبة حول أناس تأثروا بأزمة الرهن العقاري. حركة الحق في السكن الإسبانية التي نشأت خلال صحوة الأزمة المالية العالمية في 2008 -التي ضربت أسبانيا بشكل خاص- أسس أحد ناشطيها ستوديو بيكسل دي ترويا Pixel De Troya، الذي يطور ألعابًا للآي فون ذات بعد اجتماعي.
اللعبتان اللتان أصدرتهما بيكسل دي ترويا سابقًا، كانت إحداهما للتشجيع على إعادة تدوير القمامة، والثانية تنتقد اتفاقية التجارة عبر الأطلنطي والشراكة الاستثمارية.
لعبة اوقفوا الإخلاء القسري تنتمي لنوعية ألعاب الدفاع عن الحصن Tower defense حيث يكلف اللاعب وحدات بوقف تقدم العدو. في هذه اللعبة يحمي اللاعب منزلاً مغلقًا بإرسال متظاهرين لدفع المحامين ووحدات شرطة مكافحة الشغب، التي أتت لإجبار سكان البيت على إخلائه.
من المُرضي فعلا أن تعمل على بناء حشد من المتظاهرين لإيقاف قطيع من شرطة مكافحة الشغب. وألهمتني اللعبة بالبحث مطولاً عبر جوجل عن أزمة السكن في أسبانيا.
لكن يعيب اللعبة كثرة المشاكل البرمجية، التي تجعل المتظاهرين في كثير من الأحيان لا يستجيبون لأوامر اللاعب، ويعدون خارج الشاشة بدلاً من العدو في اتجاه شرطة مكافحة الشغب. المشكلة البرمجية كذلك تقطع الرسالة المكتوبة قبل بداية اللعبة لتأييد حركة الحق في السكن الإسبانية. هل يرمز هذا إلى تحديات تنظيم حركة ذات اتساع أفقي؟ أو أنها تعكس لا جدوى الحشد الجماهيري الديموقراطي في عالم تُفرض فيه إرادة رأس المال بيد أجهزة شرطة تتنامى عسكرتها؟ ربما، ولكن المشكلة الأكبر عندي أنها جعلت اللعبة غير ممتعة.
عهود Reigns
المثير بشأن لعبة Reigns أنها تستخدم تحريك الشاشة لليمين واليسار التي لها أغراض محددة في تطبيق تِندر Tinder للمواعدة. في هذه اللعبة تقوم بدور حاكم مملكة، تستقبل من رعاياك أخبار ما يحدث في مملكتك، تسحب الشاشة لليمين أو اليسار لتختار ردًا، ويتغير سيناريو اللعبة حسب اختيارك وكأنك تختار مغامرتك.
كثير من أجزاء اللعبة غير مفهومة وكأنها تتعمد التعقيد الفني أو الشذوذ والصعوبة، ما جعلني أحيانًا لا افهم ما يحدث. ولكنها تجربة جيدة في السرد على كل حال، وتستحق أن تلعبها، في أي وسيط آخر يمكنك أن تجد تقنية سرد مستوحاة من المواعدة عبر الإنترنت؟
كلاش رويال Clash Royale
في واحدة من أكثر اللحظات مدعاة للخجل في 2016، أنفقت 4.99 دولارًا على كيس ذهب وبعض الجواهر الافتراضية.
تجمع لعبة كلاش رويال بين بعض عناصر ألعاب الدفاع عن الحصن، وألعاب الورق. على اللاعب أن يكون مجموعة أوراق لعب ذات خصائص مختلفة ليهاجم بها قلعة خصمه البشري "منافسه في اللعب".
مفتاح اللعبة هو معرفة أية أوراق بإمكانها مواجهة أوراق الخصم، ثم توزيعهم في أماكن القتال بقدر كبير من الصبر والخداع. وبالتغلب على اللاعبين الآخرين، يكسب اللاعب جواهر وأكياس ذهبية تمكنه من الحصول على أوراق لعب ذات خصائص مميزة.
أثناء استغراقي في تلك اللعبة، انهرت ودفعت اموالاً في لعبة مجانية للمرة الأولى. الألعاب المجانية هي "بيزنس" متنامي في عالم الألعاب، وهنا يمكن للمستخدم أن يلعب اللعبة دون مقابل مادي، لكنها مصممة بحيث تشجعه على دفع مبالغ صغيرة من المال مقابل بعض الميزات التي تجعله يتقدم في اللعبة بشكل أسرع.
هذا النموذج أثبت أنه نموذج مربح اقتصاديًا، ففي هذا العام، تجاوزت أرباح ألعاب الموبايل سريعًا، تلك الأرباح التي حققتها الألعاب المخصصة للأجهزة الخاصة كالإكس بوكس والبي إس بلاير، وكذلك الألعاب المخصصة للحاسب الشخصي. ويعود الجانب الكبير من الفضل في هذا إلى الألعاب المجانية.
لكن الكثير من محبي الألعاب يرون في تلك النوعية فخًا. فهم يجدون أنفسهم متورطين في صراع إرادة ضد مصممي الألعاب، ويعد من دواعي فخرهم أن يقدروا على الاستمرار في اللعب دون دفع مقابل للنسخ الأكثر تطورًا، حتى تظل تلك الألعاب مجانية.
لقد فشلت بشكل مؤسف في هذا الصراع، رغم أنني كنت لاعبًا جيدًا في لعبة كلاش رويال نفسها. وانتهى الأمر بي إلى إنفاق 20 دولارًا، قبل أن أقوم بإلغاء التطبيق كشكل من عقاب النفس. إذا لعبت كلاش رويال، فكن حذرًا.