أكدت مشيرة خطّاب عدم غضبها من وصف (فلول)، وردت على سؤال حول كونها (الذراع اليمنى) لسوزان مبارك، بقولها "نعم، عملت قريبًا منها لمدة 12 سنة".
انطلقت، اليوم، حملة إلكترونية لدعم ترشح الوزيرة السابقة مشيرة خطّاب، لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو"، وذلك خلال فعاليات الحوار الشهري الأول للشباب، الذي أقيم بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ودشن القائمون على تنظيم حوار الشباب، هاشتاج باللغة الإنجليزية، داعمًا للوزيرة السابقة، هو #Khattab4UNESCO والذي حفل حتى ظهر اليوم بمئات التغريدات، التي أدخلته في قائمة تريندات موقع "تويتر"، وكان السيسي في طليعة المشاركين فيه، بتدوينة من حسابه الرسمي.
ودعا "السيسي" المصريين لدعم مشيرة خطاب، في معركة انتخابية دولية، تشير سوابقها إلى أنها لم تكن في صالح مصر، بخسارتين كانت آخرهما منذ 7 أعوام ماضية.
ابنة الدولة
في 19 يوليو/ تموز الماضي، أعلنت الحكومة المصرية، ترشيح مشيرة خطاب، لمنصب مدير "اليونسكو"، خلال كلمة ألقاها رئيس الوزراء شريف إسماعيل، في فعالية ثقافية تتعلق بالمنظمة، ووصف فيها المُرَشحة المصرية بأنها "تحمل خبرات وتاريخًا حافلًا، مشهودا له علي الصعيدين الوطني والدولي".
و"خطًاب"، هي واحدة من أركان نظام الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، كما يبين موقعها الرسمي، فهي من عملت بالسلك الدبلوماسي منذ عام 1968، وتدرجت فيه من مُلحق إلى سفير ممتاز، ثم مساعد لوزير الخارجية للعلاقات الثقافية الدولية.
وكان من بين المهام التي تولتها "خطّاب"، سفيرة مصر لدى جمهوريتي التشيك والسلوفاك (1992- 1994)، ولدى جمهورية جنوب أفريقيا (1994-1999)، إلى أن شغلت عام 2009 وحتى اندلاع ثورة 25 يناير، منصب بعيد عن عملها كدبلوماسية، وهو وزيرة الدولة للأسرة والسُكان، بعد فصل قطاع السُكان عن وزارة الصحة.
ولم تتوقف الأقاويل، سواء وقت توليها الوزارة المستحدثة في الحكومة، أو بعدها بأعوام، عن قُرب "خطّاب" من قرينة الرئيس الأسبق سوزان مبارك، وكون الوزارة "مكافأة" لها.
وعلى العكس من كثيرين، تبرأوا بعد الثورة من أي علاقة تربطهم بنظام مبارك، بقيت "خطاب" على ولائها للنظام السابق بكل أركانه، كما بدا في حوار صحفي، أجري معها عام 2014، أكدت فيه عدم غضبها من وصف "فلول"، الذي يشار به إلى أنصار مبارك، وردت على سؤال حول كونها "الذراع اليمنى" لزوجته، بقولها "نعم، عملت قريبًا منها 12 سنة، واحترمت حماسها للأطفال، وفى هذه الفترة كانت إنجازات الطفولة والأمومة فى مصر غير مسبوقة".
واليوم تحظى "خطّاب" بدعم السيسي، لإدارة المنظمة التي تضم 193 دولة عضوًا، وهو الرئيس المصري الذي قالت عنه في الحوار السابق نفسه، "إنه زعيم، يحظى بشعبية جارفة، ويتسم بالصدق، وكلنا نحبه ونثق فيه، وأرى فيه شموخًا، وإيمانًا بقدر بلاده".
هزائم الماضي
من المقرر أن تجرى الانتخابات على منصب مدير عام "اليونسكو"، في مطلع عام 2017، قبل أشهر من انتهاء ولاية المديرة الحالية للمنظمة إيرينا بوكوفا، في نوفمبر/ تشرين أول المقبل، بعد قضائها 8 أعوام على رأس المنظمة، مُقسمة على ولايتين.
وأمام البلغارية "بوكوفا"، خسرت مصر السباق عام 2009، حين كان مُرشحها للمنصب هو وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، الذي نال 27 صوتًا، مقابل 31 آخرين ذهبوا للسيدة الفائزة، ليعود الوزير إلى أداء مهام عمله في مصر، على الرغم من تعهده بأنه سيستقيل إذا ما خسر المعركة الانتخابية الدولية.
وكانت أحد الأسباب الرئيسية لخسارة "حسني" هي تصريحاته التي أثارت غضب المنظمات اليهودية، من قبيل "حرق الكتب الإسرائيلية، إذا عثر عليها في المكتبات المصرية".
وفي انتخابات أخرى، سبقت بعشرة أعوام معركة "حسني- بوكوفا"، خسرت مصر المنصب نفسه، عام 1999، حين كان مرشحها هو الدكتور إسماعيل سراج الدين، أمام المرشح الياباني كويتشيرو ماتسورا.
ومنذ تأسيس المنظمة التي تعني بالتراث والحضارات والثقافة والفنون على نطاق دولي، عام 1945، تبدّل على رئاستها 10 مدراء، 5 منهم من دول أوروبية، واثنين أمريكيين، ولاتيني وأسيوي وأفريقي واحد، بينما لم يحظ أي من سكان المنطقة العربية أو الشرق الأوسط، بالمنصب.
واليوم تقف مشيرة خطاب، بمباركة من أجهزة الدولة حتى أعلى مستوياتها، كممثلة لمصر في المعركة الجديدة، أملًا في تجاوز هزيمتي المعركتين الماضيتين، لكن الأمر ليس مضمونًا تمامًا، لا سيما وأنها تواجه 3 عرب آخرين، في الانتخابات المقبلة، هم اللبنانيين غسان سلامة، وفيرا خوري، والقطري حمد الكواري، ما يعني عدم توحيد الأصوات العربية لها- كما كان مع "حسني" مثلًا"- على الأقل إلى هذه اللحظة.