نشر ما يُعرف بـ"لواء الثورة"، أمس الاثنين، مقطع فيديو "يوثق عملية اغتيال قائد الفرقة التاسعة مدرعات بالجيش المصري، العميد أركان حرب عادل رجائي".
واغتيل "رجائي"، يوم 22 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، فور خروجه من منزله بمدينة العبور، بعد استهدافه بالرصاص، وأعلن "لواء الثورة" تبنيه للعملية.
وتضمن الفيديو، الذي أُطلق عليه "نذر الهلاك" وبدأ باستشهاد قرآني "ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنذر" تفاصيل عملية الاغتيال. كما حوى معلومات عن "لواء الثورة" الذي بدا كتنظيم له هيكل مؤسسي، يضع خطط محددة بقوائم اغتيالات.
بنك اغتيالات
ذكر الفيديو عدة إجراءات سبقت تنفيذ اغتيال رجائي، تمثلت في "تجهيز ملف الهدف، وجمع المعلومات عنه ورصد تحركاته، وتحديد محل إقامته، وخطوط السير التي يسلكها، مع مراقبته"، لتنتهي تلك الإجراءات إلى تحديد وسية تنقل العسكري الراحل وكذلك مرافقيه شبه الدائمين،.وتبين من الفيديو، أن تأمين القائد العسكري، كان قاصرًا على شخص واحد فقط بالإضافة إلى السائق.
وكشف الفيديو إصابة "رجائي" من أول تصويب، في العملية التي تم تنفيذها قرابة السادسة والنصف صباحًا، ما أدى إلى فرار حارسه وسائقه، وعلى الرغم من ذلك تم إطلاق الرصاص عليه مرّة ثانية من مسافة قريبة، ليتجه بعدها عناصر الجماعة إلى سيارته، حيث استولوا على مقتنياته الخاصة وقطعة سلاح "كلاشينكوف"، قبل انسحابهم.
في إطار شرح عملية الاغتيال، أورد الفيديو ذكر 3 مسميات داخل تنظيم لواء الثورة، هي "قيادة مجلس العمليات، وجهاز المعلومات"، فيما ينّم عن وجود هيكل تنظيمي داخلي، أما المسمى الثالث فكان "بنك الأهداف" الذي قد يُفَسر على أنه قائمة بشخصيات ومواقع ما، يتم التخطيط لشن هجمات ضدهم.
وأطلق "لواء الثورة" خلال الفيديو أوصافًا لا تميل الجماعات المسلحة في سيناء لاستخدامها؛ مثل وصفه الجيش المصري بـ"جيش الانقلاب" بدلاً من "جيش الردة" التي يكررها تنظيم "ولاية سيناء" في إصداراته المتعددة. ووصف أيضًا النظام الحالي بأنه "نظام عسكري منقلب مُجرم".
وبدا الفيديو بدائي مقارنة بإصدارات "ولاية سيناء" التي تعتمد على رسوم توضيحية ومؤثرات صوتية متعددة. كما تتضمن إصدارات مسلحي سيناء لقطات أطول لتوثيق العمليات في حين لم تتجاوز مدة توثيق عملية الاغتيال نفسها 20 ثانية فقط وتم تكراراها. وبرر "لواء الثورة" ذلك بأنه "ما سمح بنشره من غرفة العمليات".
قتل باسم "أهالي سيناء"
ظهر العميد عادل رجائي، في الثواني الأولي من فيديو الاغتيال، من خلال صورة فوتوغرافية، يبدو فيها أثناء ممارسة عمل ميداني، وكان رأسه فيها محاطًا بدائرة حمراء.
وكانت حيثية استهداف "رجائي" على وجه التحديد، وفقًا لما ذكره التنظيم في الفيديو، أنه "شارك في قتل وتعذيب الآلاف من أهالي سيناء، كما قاد فرقته من ميليشيات جيش الانقلاب منذ 2014 في القاهرة الكبرى وعدة محافظات أخرى لقمع المصريين ووأد حراكهم ضد النظام العسكري المنقلب المجرم، وهو ما تسبب بقتل وإصابة المئات من الأبرياء واعتقال الآلاف منهم".
"سرقونا ونهبونا".. فبهاتين الكلمتين اللتين نطقتهما بلهجة بدوية إحدى السيدات، بينما كانت تقف وسط ركام أحد المنازل، وبلقطات متتابعة لتفجير مبانٍ وعمليات عسكرية، وشكاوى من العمليات العسكرية، كان مستهل الفيديو، الذي تبلغ مدته 7 دقائق.
وبدا من معلومات وأحاديث أشخاص داخل الفيديو، أن هذه العمليات العسكرية، التي تم التأريخ لبعضها بأعوام 2014 و2015، جرت في شمال سيناء، إذ نصت إحدى المعلومات على أنه تم "هدم وتفجير 2577 منزلاً، وتهجير أكثر من 3856 عائلة، تضم 27 ألف مصري، دون إمهالهم، وبدون إيجاد بدائل سكنية".
علامات استفهام
قد يزيح فيديو "نذر الهلاك" بعضًا من غموض "لواء الثورة"، الذي لا يقدم كثيرًا من المعلومات عن نفسه، فحتى موقع "يوتيوب"، الذي نشر الفيديو من خلاله، لا يذكر إلا أنه أنشأ قناته الخاصة أمس، 14 نوفمبر/ تشرين ثان، ما يضع أمامه علامات استفهام.
وكانت المرّة الأولى التي يتردد فيها اسم هذا التنظيم، في 21 أغسطس/ آب الماضي، حين أعلن مسؤوليته عن هجوم كمين العجيزي بمحافظة المنوفية (شمال القاهرة)، وأسفر عن مقتل شرطيين اثنين وإصابة 3 آخرين- بينهم مدني- وذلك في بيان بشأن العملية.
وذكر "لواء الثورة"، في بيانه، أن هجوم كمين العجيزي، هو أول عملياته المسلّحة، والتي نفذها تزامنًا مع ذكرى فض اعتصام أنصار جماعة الإخوان المسلمين، كما أعلن أنه بدأ "حربًا مفتوحة" بينه وبين النظام الحالي، والذي طالبه بالإفراج عمن سماهم "الأسيرات والأسرى" في السجون.
وما يدلل على نية "الحرب المفتوحة"، ربما يكون ما اختتم به التنظيم الفيديو، من وعيد، عبر استخدامه الآية القرآنية "فتربصوا إنا معكم متربصين".
اقرأ أيضًا: روايات وحقائق حول اغتيال عادل رجائي.. الموت للزي العسكري