أصدقاء الأمس.. إعلاميون مصريون ينقلبون على "المملكة"

بعد ساعات قليلة من تصويت مصر لصالح قرارين متناقضين بشأن سوريا في مجلس الأمن الدولي، أحدهما تقدمت به فرنسا والآخر طرحته روسيا؛ اتخذت العلاقات المصرية السعودية منعطفًا تفجَّر فيه ما بدا توترًا مكتومصا بين الدولتين. وانعكس هذا الموقف على اتجاهات وسائل الإعلام المصرية نحو المملكة العربية السعودية التي كانت تحظى حتى أيامًا قليلة مضت بدعم واسع من الإعلام المصري الرسمي والمستقل. 

فقد أفردت عدة صحف وقنوات فضائية مساحات للحديث عن الشأن السعودي، وعرض بعض القضايا الحرجة المُتعلِّقة بالمملكة التي كان الإعلام المصري يتحاشى التعرُّض لها. بينما تبنى آخرون دعم هاشتاج دعى إليه المذيع أحمد موسى تحت مُسمى "مصر لن تركع"، ردًا على قرار شركة أرامكو السعودية وقف مد مصر بالمحروقات.

وأبلغت شركة "آرامكو" السعودية، الهيئة العامة للبترول، في مطلع الشهر الجاري، بتوقفها عن إمداد مصر بالمحروقات لشهر أكتوبر.وتناقضت تصريحات المسؤولين المصريين حول وضع توريد شحنات أرامكو السعودية للقاهرة فبينما طمأن بعضهم وسائل الإعلام لكون التوقف يتعلق بشهر أكتوبر فقط؛ قال مسؤولون آخرون إن التوقف غير محدود الأجل مرجعين إياه لأسباب سياسية. ووقع البلدان اتفاقية لإمداد مصر بمنتجات بترولية مكررة بواقع 700 ألف طن شهريًا لمدة 5 سنوات، مقابل 23 مليار دولار، بخط ائتمان بفائدة 2%، على أن يتم السداد على 15 عامًا.

جاء قرار الشركة السعودية بعد يوم واحد من انتقاد وجهته السعودية إلى مصر، بسبب تصويت الثانية على مشروع قرار روسي في مجلس الأمن بشان مدينة حلب السورية.

السعودية صارت تدعم "الإرهاب"

نشرت صحيفة "الوطن" المصرية، اليوم، ملفًا خاصًا عن العلاقات بين البلدين، تحت عنوان "القاهرة والرياض.. مفترق طرق في علاقة استراتيجية". استهلته بالحديث عن الدعم السعودى "غير المشروط" لمصر في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز، وما تلاه الآن من اتفاقيات بـ"التزامات أو شروط غير مباشرة".

وأشارت الصحيفة إلى أن الخلاف الذي تفجر بين البلدين بعد التصويت في مجلس الأمن على قرار بشأن سوريا، كانت بوادره واضحة منذ أشهر بسبب "رفض مصر التورط في اليمن".

على العكس مما تذكره "الوطن"، شاركت مصر بشكل محدود في العملية العسكرية "عاصفة الحزم" ضمن التحالف الذي تقوده السعودية.

وتضمن الملف موضوعات وتقارير، كان أحدها بعنوان "السعودية تدفع ثمن احتضانها للإرهاب وجماعات العنف المسلح"، وتحدث عن "التغيرات" بين سياسة المملكة وقراراتها بشأن محاربة الإرهاب، وأنها في عهد حاكمها الحالي "تحولت من استراتيجية الحرب على الإرهاب، إلى دعمه ممثلاً فى القاعدة والإخوان بسوريا واليمن"، واعتبر قانون "جاستا" الأمريكي هو "ثمنًا" تدفعه المملكة جراء هذا التحول.

ومنذ أيام، نشرت "الوطن" أخبارًا وتقارير حول سبل دعم المملكة في مواجهة قانون "جاستا" الأمريكي، استندت فيها لآراء مصادر نيابية وإعلامية تعترض على القانون الذي يضع السعودية في مرمى الملاحقات القضائية.

تأجيل العُمرة

في السياق نفسه، طرح موقع "اليوم السابع"، مساء أمس، استفتاء على متابعيه، بسؤالهم: "هل تؤيد مقترح تأجيل العمرة لمدة عام وتوفير 6 مليارات دولار لمصر؟"، واتبعته في حسابها على تويتر بهاشتاج "مصر لن تركع".

وكان الإعلامي خالد صلاح، رئيس تحرير "اليوم السابع"، علّق في برنامجه "على هوى مصر"، على قطع الإمدادات البترولية السعودية لمصر بأنه "قرار مؤلم ومُحزن"، ليخرج بعدها في برنامجه "على هوى مصر"، باقتراح تأجيل العُمرة لمدة عام، .

 

ووقت إثارة أزمة قانون مقاضاة السعودية "جاستا"، نشر "اليوم السابع" تقريرًا بعنوان "ماذا تفعل السعودية للخروج من أزمة جاستا.. تخفيف التعاون الأمنى والعسكرى مع الولايات المتحدة.. تنويع الشراكات الدولية لإيجاد بديل للأمريكان.. وتركيز علاقاتها الاستراتيجية مع روسيا والصين والهند".

ووقت أزمة جزيرتي صنافير وتيران، نشر "اليوم السابع" تقريرًا حمل عنوان "تفاصيل الاتصالات السرية بين معهد كارنيجى الأمريكى ونشطاء السبوبة لإدارة حرب شائعات جديدة فى مصر.. توجيهات لمجموعة المصريين الجدد بتداول معلومات مغلوطة حول بذخ الرئاسة والحكومة وجزيرتى تيران وصنافير". فضلاً عن كاريكاتير يتهم الولايات المتحدة الأمريكية بأنها مُحرك الدعوات ضد اتفاقية الجزيرتين.

 هاشتاج "موسى"

كان الإعلامي أحمد موسى، واحدًا من قيادات المعسكر المدافع عن اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، والتي بموجبها تُسلِّم مصر جزيرتي صنافير وتيران للمملكة.

وكان "موسى" دائم الشكر للسعودية على إجراءات مختلفة سياسية وقانونية، إذ يعتبرها تقف بجانب مصر دائمًا.

وفي حلقة الأمس من برنامجه "على مسؤوليتي"، ناشد الإعلامي نفسه الشعب المصري المشاركة بفعالية عبر هاشتاج "مصر لن تركع". وأكد ضرورة الوقوف ضد من "يتآمر على مصر"، مُترحمًا على الملك فيصل بن عبد العزيز.

   ملابس  القرموطي وتاريخ الحسيني

 

في حلقة الأمس، أعرب "جابر القرموطي" عن رفضه لمبدأ اعتبار مصر "تابعة" لأي دولة تساعدها، واعتبر أية مساعدات تقدم لمصر "فرض عين"، بعد ما قدمته مصر منذ أيام الملك فاروق للمملكة، من هبات، ذكر منها كسوة الكعبة.

في حلقة سابقة من برنامجه "مانشيت"، ارتدى الإعلامي جابر القرموطي، الزي الشعبي للخليج، ورفع علم المملكة العربية السعودية، وأذاع موسيقى نشيدها الوطني، تقديرًا لدورها "المُساند" لمصر.

في الإطار نفسه، تناول الإعلامي يوسف الحسيني الأزمة الدائرة، وطمأن الشعب عن أن الأزمة المثار مخاوف حول وقوعها بسبب توقف بترول "أرامكو" لن تحدث.

واستعرض "الحسيني" دور مصر على مدار التاريخ كدولة كبرى، وتحدث عن "التكية" التي أنشأتها مصر منذ عقود بعيدة بجوار الحرم المكي لإطعام البسطاء، وعن واقعة الحملة العسكرية التي شنتها مصر على أراضي الحجاز، للقضاء على الحركة الوهابية.