مع إن ذاكرتي ضعيفة ومش فاكر أنا أكلت إيه إمبارح، لكن مشاهد كثيرة تتداعي أمام عيني في ذكرى مذبحة ماسبيرو. أهمها: مذبحة عزبة الزبالين التي نادرا ما يتحدث عنها أحد رغم أنها سبقت "ماسبيرو". ورشا مجدي وهي بتحرض عالمسيحيين عالهوا ثم نفس الرشا المجدي واقفة في وسطيهم في نيويورك بيطبلوا للسيسي.
فتاة مسيحية بتقول على شهداء ماسبيرو إنهم جرابيع زي الثوار، ومش مسيحيين بجد زيها. مشهد علاء عبد الفتاح وهو بيسرق السلاح من على عربية جيش وأنا باوقف لُه الطريق وأنا لابس فانلة حمراء، وباخبط على كبوت عربية حنان خواسك علشان تقف، إيه ده إيه ده؟ استنى كده. ده أنا كنت في تونس أصلا يومها. لا حول ولا قوة إلا بالله كنت هاصدقها.
أنا كنت باروح تونس كتير بعد الثورة، ليا شعبية ومحبين كتير هناك. وكمان كان ليها شوقة لأني كنت ممنوع من دخولها أيام الديكتاتور المخلوع زين العابدين بن علي. كنت باسافر أدي دورات وتدريبات للنشطاء هناك على استخدام السوشيال ميديا، بس دايما لما أسافر؛ أرجع ألاقي نفسي متهم بمصيبة في مصر.
موضوع ماسبيرو مكانش الحاجة الوحيدة. أيام عركة (أحداث) العباسية الثانية بتاعة السلفيين، فوجئت بأكاونتات اللجان بتزعم إني ماسك رشاش وعمال أقتل أهالي العباسية، تقولش رامبو. مع إني أصلا كنت ضد اعتصام العباسية ده، وشايف السلفيين ليهم مطالب رجعية وضد مطالب الثورة. المرة الثالثة لما قالوا إني كنت مع اللي حرقوا مقر أحمد شفيق الانتخابي، رغم إني وقتها كنت كاتب على تويتر إني قاعد في البيت باكل بطيخ.
أنا الحقيقة مش عارف ألاقيها منين ولا منين، ناس تتهمني إنهم ما شافونيش في أي فعاليات أثناء الثورة طبعا بغرض النيل مني. وناس تانية مصرة تتهمني بالوجود في أماكن وأوقات مكنتش فيها، برضه بغرض النيل مني وتلبيسي قضية. لما تكون الثورة حلوة يبقى وائل مكانش معانا، لما تكون الثورة وحشة يبقى نلبسها لوائل.
بس هو عموما النوع ده من التلبيس والاتهامات مكرر ليس معي فقط، فنحن نتذكر اتهام خالد علي بأنه كان يطلق النار على مؤيدي مرسي، مع إن الصور المنشورة كانت لخالد علي وهو ينقذهم من بين أيدي المتظاهرين قبل أن يفتكوا بهم.
لنفهم من هي حنان خواسك، ولماذا كذبت واختلقت الوقائع؛ يمكننا أن ننظر لواقعة حدثت بعد ماسبيرو بفترة، واقعة سرقة سيارتها، حيث كتبت بوست على صفحتها ثم حذفته بعد ذلك، تشكر فيه الداخلية والمخابرات الحربية والصديق الفارس، على حد قولها، اللواء هملت الخواص، والصديق اللواء أركان حرب مخابرات حربية تامر الشهاوي، والصديق الإنسان لواء أركان حرب علاء أبو زيد والعميد علاء أبو زيد، والعقيد أحمد عبد الحفيظ والعقيد راشد بدر من مكتب وزير الداخلية شخصيًا، والنقيب عمرو هلال والعقيد عمرو الشامي والعقيد خاتم مقلد والمقدم محمد العزب.
فحنان خواسك فيما يبدو بطلة قومية تُذَلَّل لها العوائق، فهي ليست إنسانة عادية. فالإنسان العادي أو الصحفي العادي لا يكون له كل هؤلاء الأصدقاء في المخابرات الحربية ووزارة الداخلية.
ورغم اضطراب علاقتي بعائلة سيف، علاء ومنال ومنى تحديدا؛ إلا أننا نتقاطع أحيانا في مناسبات مثل مذبحة ماسبيرو. فقد استُدعيت للشهادة حول الواقعة التي زعمتها حنان خواسك، والمفترض أن شهادتي ستدحض أكاذيبها لأنها قالت إني كنت موجودًا، أساعد علاء أنا وبهاء صابر على سرقة سلاح الجيش. فذهبت لوكيل النيابة مصطحبًا باسبوري، لأريه ختميّ الدخول والخروج، وأثبت أني لم أكن متواجدًا داخل مصر أصلا أثناء الأحداث. فسألني وكيل النيابة عن امتلاكي لفانلة حمراء مثل التي وردت بشهادة خواسك.
ورغم أنه سبق وأن ثبتت براءتي مرتين في قضيتين ملفقتين في عهد مبارك باستخدام أختام السفر كدليل؛ إلا أن وكيل النيابة هذه المرة طلب مني أن آتي له بورقة الأمن التي تُكتب في المطار لتثبت سفري، فذهبت إلى مجمع التحرير أكثر من مرة لأواجه مماطلات عجيبة، أخبروني بعدها بأن الورقة قد ضاعت، سبحان الله شوف الصدف!
من القصص الطريفة أيضا حول الموضوع انهم استدعوا الزميل محمد عادل، فك الله سجنه، الناشط بحركة 6 إبريل، متهمين إياه بالتحريض والمشاركة في أحداث ماسبيرو. رغم أن محمد وقتها كان يقضي فترة تجنيده لديهم في أحد معسكرات الجيش.
عندما انتقلت القضية للنظر، وأثناء خروجي من حجرة القاضي الذي أدليت أمامه بشهادتي، صادفت "ناجي نبيل كمال عوض"، شهيد ماسبيرو الحي، وسجلت معه بالفيديو حكايته العجيبة. ناجي من "النجاة" يثبت أن لكلٍ نصيب من اسمه فعلًا: أصيب الشاب في أحداث ماسبيرو وتوقف قلبه، وضعوه في ثلاجة المشرحة خمس ساعات، وعندما أخرجوه لبدء التشريح فوجئوا به قد عاد للحياة وقال إن "مار جرجس فتح عينيه"، وقعد يحكي لي عن الخمس حربات اللي أخدهم المسيح وهو على الصليب.
المهم؛ لم تكن حنان خواسك شاهدة الزور الوحيدة في القضية، فقد كان هناك أيضا عبد العزيز فهمي، اللي كان لفترة واخد توكيل البلاغات ضد النشطاء. والغريبة إنه بحسب جريدة الأهرام كان عضو في أحد ائتلافات الثورة.
قال عبد العزيز، لا فض فوه، في شهادته أمام النيابة العسكرية "أثناء وجودى فى ميدان عبد المنعم رياض رأيت بنفسى علاء عبد الفتاح وعدد من زملائه أعرف منهم وائل عباس وبهاء صابر، رأيت علاء مع زملائه يضربون جندي قوات مسلحة ضربًا مبرحًا، واستولوا على سلاح أعتقد أنه بندقية آلي. ثم جرى بها علاء فى اتجاه النيل، وأعتقد أنه قذفها فى نهر النيل قبل أن يعود ويركب سيارة مكتوب عليها "جمرك السلوم" هو وزملاؤه، بعد أن كان المشهد قد اشتعل".
لكن والحمد لله، أُخلي سبيل علاء. ووُجِّهَت تهمة البلاغ الكاذب لكل من حنان خواسك وفهمي، لكن المحكمة برأتهما بحيثيات هي الأغرب من نوعها، حيث قالت المحكمة "ما أدلت به المتهمة من شهادة هي وآخر يدعى عبدالعزيز فهمي، اطمأنت إليه المحكمة. وأن شهادتهما كانت على أساس ما أبصروه، وأن كليهما لم يكن قاصدًا الإضرار بعبدالفتاح. ومن خلال التحقيقات التي جرت، وبالاستعلام؛ تبيَّن أن الإعلامية حنان كانت متواجدة بالفعل في دائرة قصر النيل مساء يوم الحادث. وأن عدم تقديرها الدقيق لوقت تواجدها للأحداث محل شهادتها، إنما كان في ضوء ما واجهته من ضغط نفسي وعصبي خلال الأحداث".
يا حرام. قلبي الضعيف لا يحتمل. وكذلك مرارتي وأعضاء أخرى لا داعي لذكرها.
هكذا بدأت أحداث ماسبيرو كما يتذكرها تويتر ربنا يخليهولنا لان ذاكرتي بقت في الباي باي:
- يوم التاسع من اكتوبر استيقظت من النوم وكتبت تويتة طويلة على محمولي:
قال حسن الرويني عضو المجلس العسكري ردا على أسبوع تسليم السلطة "العيال دي فاكرة إننا ح نزهق من اللي بيعملوه؟ لا إحنا ما بنزهقش، وإحنا عاكفين على السلطة ومش ح نسلمها لا لحزب ولا غيره، ولا حتى بانتخابات. ويوم ما نقرر نسيبها ح نسيبها للي إحنا نختاره مش اللي ناس عايزاه و الكلام الفاضي ده". المصدر أحد الضباط الذين حضروا الاجتماع.
- الساعة التاسعة 51 دقيقة صباحا بتوقيت تونس كنت بأقلش على موضوع شقة العجوزة.
- الساعة العاشرة و20 دقيقة كنت في منطقة باب جديد في تونس العاصمة.
- الساعة الثانية وربع ظهرًا انتظر طائرة القاهرة في مقهى سكاي كافيه بمطار الحبيب بورقيبة الدولي في قرطاج.
- الساعة السابعة إلا عشر دقائق مساءً هبطت طائرتي في مطار القاهرة.
- الساعة السابعة إلا عشر دقائق وقت وصولي مطار القاهرة، فتحت الإنترنت، وفوجئت بأخبار ما يحدث.
- تويتة لأحمد خير: الدم مغرق مدخل مول هيلتون رمسيس.
- تويتة من سارة كار: دهس 15 شخصا.
- تويتة من لبنى درويش: مدرعة ساقت بشكل مباشر بسرعة شديدة في وسط الناس، كانت بتحوّد مخصوص علشان تصيب ناس .. ده جنان.
- التلفزيون المصري: نناشد المواطنين النزول لحماية رجال الجيش.
- كريم عامر: جندي يصف المسيحيين بأنهم ولاد كلب على التلفزيون المصري.
- وفاة وائل يونان مراسل قناة الطريق فى ماسبيرو.
- شيخ يرفع صليب في المسيرة.
- 11 عربية أمن مركزى متجهة من العباسية إلى ماسبيرو الآن.
- ماهينور المصري تدعو الشباب في الاسكندرية إلى النزول إلى المنطقة الشمالية.
- الجيش طلع إستديوهات قناة 25 وقناة الحرة.
- مذيعة قناة خمسة وعشرين بتصوت عالهوا.
- الجزيرة مباشر مصر تقول إن المسيحيين يقتلون الجنود.
- الجيش يقطع بث قناة الحرة بالقوة على الهواء.
- ياسر الزيات: مطلوب أطباء في محيط ماسبيرو.
نوف سناري: مايكل صاحبنا مات.
- اقتحام قناه 25 يناير وقطع البث أثناء تغطيتها للمظاهرات.
- لقطات على قناة العربية لجنود جيش يكسرون سيارات المواطنين المركونة ويشعلون فيها النار.
- قناة العربية جابت واحد بيبوس رجل اللوا حمدي بدين علشان يوقف الهجوم.
- قناة الرحمة بتحرض ضد الأقباط وبتقول مزقوا المصحف عند ماسبيرو.
- الجيش يصادر شريط دهس المتظاهرين من قناة 25.
- باسم صبري: استخدام بعض وسائل الاعلام وصف "متظاهرون مسيحيون/ أقباط يطلقون النار" هو كارثة في حد ذاتها، و بذرة لكارثة أكبر.
- المذيع محمود يوسف قاريء النشرة يعلن تبرؤه مما يفعله ماسبيرو.
- فيديو لأقباط مذبوحين.
- أقباط مضروبين بالنار.
- أنا حدفت الشبشب عالقرضاوي في التلفزيون وغرقت الشاشة تفافة.
- ياسر الزيات: القرضاوي بيطالب الناس بالصبر على الجيش "لكي لا نكلفهم ما لا يطيقون".
- مطلوب أكياس دم فاضية في المستشفى الإيطالي في العباسية.
- بلطجية بتضرب اللي رايح يتبرع بالدم عند القبطي.
- وزارة الصحة: 19 جثة رسميا في المستشفيات.
- عاجل: مظاهرة بلطجية قادمة من بولاق نحو التحرير والجيش بيوسعلها الطريق.
- إعلان حظر التجول.
- عمرو خالد: كفاية فوضى روحوا اشتغلوا.
- حرب عند المستشفى القبطي.
- جثث في مدخل قناة 25.
- علاء عبد الفتاح يجد جثة مينا دانيال.
- رشا عزب: عصام شرف برخصة.
- عصام شرف يتحدث عن أصابع أجنبية.
- منى سيف: إلقاء جثث في النيل.
- الساعة الرابعة والثلث فجرا: أنا ازاي ما نمتش لحد دلوقت.