9 أكتوبر/تشرين الأول عام 2011، مظاهرة واعتصام آخر للأقباط في ماسبيرو، ولكنه ينتهي هذه المرة بمذبحة راح ضحيتها 28 مصريًا منهم 26 من المسيحيين، وجنديًا واحدًا من الجيش، ومسلم متضامن مع الأقباط، بالإضافة إلى عشرات المصابين.
يفتح المواطن التلفزيون الرسمي ليجد مذيعة مصرية تتهم المتظاهرين بالتعدي على قوات الجيش، ويفتح القنوات العربية والأجنبية ليجد مدرعات عسكرية تدهس المتظاهرين. مع صبيحة المظاهرات نجد أن جميع القتلى من الأقباط.
تعود القصة إلى ثورة 25 يناير، التي يعتبر البعض أنه من ضمن أسبابها تفجيرات كنيسة القديسين، كان المجتمع القبطي ساخطًا على نظام مبارك مثله مثل معظم المصريين. 18 يومًا غاب فيها الأمن في مصر ولم تحدث اعتداءات على الكنائس، بدا أن الحلم قريب بحياة أفضل في مصر، ولكن سرعان ما عادت كوابيس التمييز والعنف الأهلي.
اعتداءات متكررة على دور العبادة وعلى الأقباط في الشهور التالية، ومظاهرات واعتصامات متكررة للأقباط اعتراضًا على التمييز والتعديات وسعيًا لحياة أفضل. حتى جاء اعتصام ماسبيرو الأعنف الذي يموت فيه عشرات الأقباط دهسًا تحت دبابات الجيش المصري وفقًا للرواية الشائعة.
أرجعت الدولة المصرية الحادث إلى أنه بدأ بتعدي الأقباط على جنود الجيش، وأن هناك طرفًا ثالثًا تدخَّل وأدى إلى حوادث القتل. ولكن في النهاية نظر الأقباط ساعتها لقتلى ماسبيرو باعتبارهم شهداء ينضمون إلى سلسلة الشهداء الأقباط منذ القرون الأولى لدخول المسيحية إلى مصر.
بعد خمس سنوات، ما زال المتسبب في أحداث ماسبيرو مجهولًا في الأوراق الرسمية، وما زال طليقًا ولم يتلق عقابًا. وربما تراجعت ذكرى ماسبيرو في الذهن المصري بعض الشيء، بعد ميل كتلة قبطية كبيرة إلى انتخاب السيسي العسكري.
الآن، تم إقرار قانون جديد لبناء الكنائس، وفي نفس الوقت ما زالت الكنائس تتعرض للاعتداءات. تراجع الخطاب الإسلامي المكثف الذي تزايد بعد ثورة 25 يناير، ولكن ما زالت هناك أصوات تهاجم مطالبات المسيحيين، حتى بداخل البرلمان.
نكتب هنا شهادات عن مذبحة ماسبيرو، شهادات من حضروا المذبحة ومن تابعوها، يتحدثون عما حدث ولماذا حدث، وكيف نمنعه من أن يتكرر ثانية. نكتب أيضًا عن وضع الأقباط في ذلك الوقت، وما الذي تغير بعد خمس سنوات. تظل استعادة ذكرى مذبحة ماسبيرو ثقءلة على كل المصريين، ولكن لا مفر من اعتبارها درسًا علينا أن نتعلم منه.
اقترب منا أحد هؤلاء الشباب وسألنا "سلامو عليكو.. فين محلات المسيحين اللي هنا؟"، فبدأ كامل صالح في فتح نقاش مع الشاب لم يحتمل تامر الميهي سذاجته، فسحبه من ذراعه وقال له: "يالا كامل امشِ من هنا و تعالى أوصلك الأول". في لحظات منحطة كهذه، نتذكر من هو المسلم ومن هو المسيحي، وماهي العواقب المحتملة. .... المزيد
بدا وكأنه يومًا عاديًا، كباقي أيام تلك الفترة المشحونة وشديدة الاضطراب. كانت الانتخابات البرلمانية على الأبواب، والساحة تموج بالصراعات والتحالفات بين الفصائل والأحزاب السياسية، والأصوات التي تُجَرِّم وتُخَوِّن من يتخذ من العمل بالسياسة بديلا عن "الثورة"، بينما صدي هتاف "يا مشير انت الأمير" الذي انطلق في جمعة قندهار منذ عدة أسابيع، لا يزال يدوي في الخلفية. ... المزيد
لنفهم من هي حنان خواسك، ولماذا كذبت واختلقت الوقائع؛ يمكننا أن ننظر لواقعة حدثت بعد ماسبيرو بفترة، واقعة سرقة سيارتها. حيث كتبت بوست على صفحتها ثم حذفته بعد ذلك، تشكر فيه الداخلية والمخابرات الحربية والصديق الفارس، على حد قولها، اللواء هملت الخواص، والصديق اللواء أركان حرب مخابرات حربية تامر الشهاوي، والصديق الإنسان لواء أركان حرب علاء أبو زيد والعميد علاء أبو زيد، والعقيد أحمد عبد الحفيظ والعقيد راشد بدر من مكتب وزير الداخلية شخصيًا، والنقيب عمرو هلال والعقيد عمرو الشامي والعقيد خاتم مقلد والمقدم محمد العزب. ..... المزيد
يمر بجواري شابٌ أسمر يحمل كاميرا احترافية ويربط شعره بضفائر معقودة، كان يحمل وجها مألوفا وكأننا تقابلنا من قبل. تبادلنا الابتسامة في هدوء وتبادلنا معها الطمأنينة.
ثوان مرت بعد الابتسامة، وسمعت صوت طلقة عالية وحيدة، وهواء ساخن يمر بجواري، قريبا مما سمعته في ٢٨ يناير. ارتبكت، حاولت الاطمئنان على نفسي، سمعت بجواري صراخ عالِ، فوجدت الشاب ساقط علي الأرض، والدماء تسيل من أسفل وجهه وتزحف على الأسفلت. .... المزيد
هؤلاء الذين ظنوا بسذاجة حتى ذلك اليوم الأسود في أكتوبر أن "الجيش والشعب إيد واحدة"، واجهوا يومها الحقيقة المظلمة: لو لم تكن كائنات فضائية استولت على أجساد جنوده؛ فإن الجيش المصري قتل المسيحيين المصريين في شوارع القاهرة بوحشية، وعلى رؤوس الأشهاد. ..... المزيد