
إسرائيل تستأنف الإبادة في غزة.. وحماس: انقلاب على اتفاق وقف النار
هاجم جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، مختلف مناطق قطاع غزة بقصف جوي وبحري عنيف، واستهدف عشرات المباني في شمال ووسط وجنوب القطاع دون سابق إنذار أو تحذير، ما وصفته حركة حماس بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، في الساعات الأولى من صباح اليوم، عن شن "هجوم واسع على أهداف إرهابية تابعة لحركة حماس في مختلف مناطق قطاع غزة" حسب نص البيان، وأوضح أن الهجوم العسكري جاء بناءً على "توجيهات من المستوى السياسي الإسرائيلي وبالشراكة بين الجيش وجهاز الشاباك".
وفي بيان ثانٍ، أعلن جيش الاحتلال عن تعليماته بوقف التعليم والحركة في المستوطنات الإسرائيلية على غلاف قطاع غزة تحسبًا لأي إطلاق صواريخ من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة.
من جهتها، قالت حماس في بيان على تليجرام إن "نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) وحكومته النازية يستأنفون العدوان وحرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل في قطاع غزة، نحمل نتنياهو المجرم والاحتلال الصهيوني النازي المسؤولية كاملة عن تداعيات العدوان الغادر على غزة، وعلى المدنيين العزّل وشعبنا الفلسطيني المحاصر، الذي يتعرّض لحرب متوحّشة وسياسة تجويع ممنهجة".
وأضافت "نتنياهو وحكومته المتطرفة يأخذون قرارًا بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، ويعرّضون الأسرى في غزة إلى مصير مجهول".
وطالبت حماس الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) بتحميل نتنياهو والاحتلال الصهيوني المسؤولية كاملة عن خرق الاتفاق والانقلاب عليه، كما دعت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى تحمّل مسؤوليتهما التاريخية "في دعم صمود شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وكسر الحصار الظالم المضروب على قطاع غزة".
كذلك دعت حماس الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى الانعقاد العاجل لأخذ قرار يُلزم الاحتلال بوقف عدوانه، وإلزامه بالقرار 2735 الداعي لوقف العدوان والانسحاب من كامل قطاع غزة.
وبالتزامن مع الاجتياح قال مكتب نتنياهو على إكس إن إسرائيل ستعمل من الآن فصاعدًا ضد حماس بقوة عسكرية متزايدة، وأضاف "أوعز رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس إلى الجيش الإسرائيلي باتخاذ إجراءات صارمة ضد منظمة حماس الإرهابية في قطاع غزة "وذلك في أعقاب رفض حماس المتكرر لإطلاق سراح رهائننا، وكذلك رفضها لجميع المقترحات التي تلقتها من المبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف ومن الوسطاء".
في الأثناء، ذكرت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت أن إسرائيل تشاورت مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غاراتها على غزة اليوم الثلاثاء، حسبما نقلت سكاي نيوز.
وقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن "إسرائيل خططت لاستئناف الحرب على القطاع الفلسطيني منذ تولي رئيس الأركان الجديد إيال زامير منصبه"، في السادس من مارس/آذار الحالي، وبينما كانت المفاوضات بشأن تمديد الهدنة مستمرة في الدوحة.
وأضاف على إكس أن "الهجوم الجديد على غزة تدريجي ومختلف تمامًا عما تم إنجازه سابقًا"، وأوضح أن هذا الهجوم يهدف إلى تدمير حماس وإعادة كل المحتجزين. كما أردف "عازمون أكثر من أي وقت مضى على تدمير حماس".
مئات القتلى من المدنيين
ميدانيًا، قال شاهد لـ المنصة إن الاحتلال استهدف مبنى تابعًا لحركة الأحرار بمخيم الشاطئ غرب غزة، ما أدى إلى مقتل العشرات، مضيفًا "المبنى كان فيه نازحون قُصفت منازلهم خلال الحرب، والجثامين بالشوارع في محيط المبنى المستهدف".
واستهدف جيش الاحتلال كذلك مبنى الشرطة التابعة لحركة حماس في مخيم الشاطئ والذي يجاوره مخيم للنازحين ما أدى إلى إصابة ومقتل العشرات، حسبما أفاد شاهد لـ المنصة.
وفي شمال القطاع تعرض مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا لقصف عدة منازل حسبما أفاد شاهدان لـ المنصة.
وتعرضت منطقة وسط قطاع غزة لقصف استهدف عدة منازل في مخيم النصيرات ومخيم البريج ودير البلح، وحسبما أفاد مصدر صحفي لـ المنصة، وصل إلى مستشفى العودة بالنصيرات أكثر من 70 إصابة في الدقائق الأولى بعد القصف الإسرائيلي لمنازل المواطنين.
وفي خانيونس جنوب القطاع، قصف الجيش عشرات المنازل والمباني في وسط وغرب وشرق المدينة، ما أدى لإصابة العشرات، وأفاد مصدر صحفي لـ المنصة بأن عشرات المصابين والضحايا وصلوا إلى مستشفى ناصر الطبي على عربات تجرها حيوانات.
وفتحت الدبابات الإسرائيلية نيرانها تجاه خيام النازحين في مناطق غرب ووسط مدينة رفح، كما استهدف الجيش عددًا من المنازل ومخيمات النازحين، حسبما أفاد شاهدان لـ المنصة، وأكد أحدهما تقدم الدبابات الإسرائيلية المتمركزة على طول محور فيلادلفيا باتجاه وسط المدينة مع إطلاقها الرصاص الكثيف.
وقال الشاهد إن الاحتلال استهدف مربعًا سكنيًا يعود لعائلة عبد العال بحزام ناري، مشيرًا إلى وجود أكثر من 10 أُسر من العائلة في المربع المستهدف دون معرفة مصيرهم.
وأشار مصدر في وزارة الصحة بغزة في تصريح لـ المنصة إلى وصول أكثر من 190 ضحية لمختلف المستشفيات وعشرات الجرحى غالبيتهم من الأطفال والنساء، وفق حصيلة أولية، فيما أعلن المكتب الإعلامي في القطاع التابع لحماس أن أكثر من 300 مدني سقطوا جراء القصف الإسرائيلي، حسب العربية، وقالت الجزيرة إن عدد القتلى تجاوز 356 شخصًا.
وأوضح المصدر الطبي أن سيارات الإسعاف والطواقم الطبية لم تتمكن من الوصول إلى جميع المناطق التي تعرضت للقصف بسبب شُح الامكانيات وخطورة الأوضاع الميدانية.
وتواردت أنباء عن اغتيال عدد من قيادات حماس ووزارة الداخلية التابعة لها، من بينهم وكيل وزارة الداخلية محمود أبو وطفة، وقيادي في حماس مشير المصري، ورئيس لجنة العمل الحكومي في حماس عصام الدعاليس، وعضو المكتب السياسي بحماس أبو عبيدة الجماصي، دون أي تأكيد حتى موعد النشر.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدأت قوات جيش الاحتلال عدوانًا على قطاع غزة، أسفر عن مقتل ما يزيد عن 48572 مواطنًا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 112032 آخرين، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام، حسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وبدأ تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بعد وساطة مصرية قطرية أمريكية، نتج عنها وقف مؤقت لإطلاق النار وانسحاب إسرائيلي تدريجي من مناطق وسط قطاع غزة إلى المناطق الحدودية الجنوبية والشرقية والشمالية، والسماح بعودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله بعد تفتيش مركباتهم من قبل مراقبين دوليين، إلى جانب عمليات تبادل المحتجزين بين الجانبين.
وكان من المفترض أن تبدأ إسرائيل الانسحاب من محور فيلادلفيا بنهاية المرحلة الأولى، بالتوازي مع المحادثات بشأن تنفيذ المرحلة الثانية.
لكن إسرائيل لم تنسحب من فيلادلفيا ولم تبدأ في محادثات المرحلة الثانية، وطالبت بتمديد المرحلة الأولى واعتمدت مقترح مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان وعيد الفصح، في وقت رفضت حركة حماس المقترح، مطالبة بتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار.
واعتمدت قمة عربية طارئة بشأن فلسطين في القاهرة خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، على أن يستغرق تنفيذها 5 أعوام، وتبلغ تكلفتها نحو 53 مليار دولار، تتضمن تشكيل لجنة لإدارة شؤون القطاع في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر تشمل رفع الأنقاض وتركيب المساكن المؤقتة في 7 مواقع تستوعب أكثر من 1.5 مليون شخص.
وتتضمن الخطة المصرية التي اعتمدتها القمة العربية تولي لجنة مستقلة غير فصائلية تعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية إدارة قطاع غزة لمدة 6 أشهر كفترة انتقالية.
وتشير الخطة إلى أن مصر والأردن سيعملان على تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيدًا لنشرها في القطاع.
وبينما رحبت حركة حماس بالخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، هاجمتها إسرائيل ورفضتها الولايات المتحدة.
ومطلع الشهر الحالي، أعلنت إسرائيل أنها أوقفت إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة "حتى إشعار آخر" بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، ما اعتبرته حماس "ابتزازًا رخيصًا، وجريمة حرب وانقلابًا سافرًا على الاتفاق".
وأضاف مكتب نتنياهو وقتها أنه "مع انتهاء المرحلة الأولى من صفقة المحتجزين، وفي ضوء رفض حماس قبول مخطط ويتكوف لمواصلة المحادثات الذي وافقت عليه إسرائيل قرر رئيس الوزراء أنه ابتداء من صباح اليوم سيتوقف دخول جميع البضائع والإمدادات إلى قطاع غزة".
وظل اتفاق وقف النار في غزة معلقًا بين إسرائيل التي أعلنت مؤخرًا اعتمادها مقترحًا أمريكيًّا لوقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان وعيد الفصح في تمديد للمرحلة الأولى من الاتفاق، في وقت رفضت حركة حماس المقترح، مطالبة بتطبيق المرحلة الثانية من الاتفاق.