شهدت العاصمة الأمريكية واشنطن أمس مظاهرات حاشدة، دعت لها نحو 300 منظمة أمريكية لدعم الفلسطينيين والمطالبة بوقف حرب الإبادة في غزة، في وقت شهدت عدة مدن فرنسية حشودًا مماثلة، بعدما سمحت الشرطة الفرنسية لأول مرة بمسيرات تجوب الشوارع دعمًا لغزة، حيث كانت تسمح في السابق بوقفات احتجاجية فقط، بحسب سكاي نيوز.
وتعد المسيرة التي تجمعت أمام البيت الأبيض في واشنطن، الأكبر منذ التصعيد الإسرائيلي العسكري على قطاع غزة، والذي أدى لوفاة قرابة 10 آلاف الأشخاص أغلبهم من الأطفال والمدنيين، بحسب المصري اليوم.
ويأتي ذلك في الوقت الذي ترفض الإدارة الأمريكية وقف إطلاق النيران في غزة، مؤكدة سعيها لتحقيق "هدنات إنسانية"، وفق ما أسفر عنه لقاء وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع وزراء خارجية عرب أمس.
وفي فرنسا، قالت إحدى المتظاهرات لسكاي نيوز، إن "موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من الحرب على غزة، لا يتناسب مع ما اعتدنا عليه من مواقف فرنسا، وهذا يضعف صورتنا أمام العالم، لا يمكن قبول التمييز بين ضحية وأخرى".
وأضاف متظاهر آخر إن "صوت فرنسا كان خافتًا، ونحن هنا لنسمع صوت الشارع الفرنسي، الرافض للمجزرة والداعي لوقف إطلاق النيران".
وحمل المتظاهرون أعلام فلسطين، كما رفعوا بالونات تحمل أسماء أطفال فلسطينيين من ضحايا العدوان.
وكان الرئيس الفرنسي دعم العدوان الإسرائيلي واعتبره دفاعًا عن النفس، وذلك خلال زيارته إلى تل أبيب في 24 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي العاصمة الألمانية برلين، تظاهر الآلاف للمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وبحسب موقع دويتش فيله الألماني، فإن التقديرات تشير إلى مشاركة نحو 8500 شخص في المظاهرة وسط العاصمة. وحمل المتظاهرون أعلام فلسطين، ولافتات مناهضة للعدوان.
وفي لندن، تجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين في ميدان الطرف الأغر في العاصمة البريطانية، بحسب سي إن إن.
وذكرت الشرطة البريطانية أنها اعتقلت 29 شخصًا في لندن خلال المظاهرات، بدعوى "وجود تحريض على الكراهية العنصرية، والجرائم ذات الدوافع العنصرية، والعنف والاعتداء على ضابط شرطة"، بحسب المصدر نفسه.
وفي تل أبيب، خرج المئات من الإسرائيلين، أمس السبت، في عدة مواقع من بينها أمام منزل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وذلك للمطالبة بـ"الإفراج عن الرهائن والأسرى لدى حركة حماس في قطاع غزة"، بحسب موقع يورونيوز.
ونقل يورونيوز عن صحيفة يديعوت أحرونوت أن مئات المتظاهرين الإسرائيليين طالبوا نتنياهو بالاستقالة، وهتفوا "لقد تم التخلي عنا"، في إشارة إلى الفشل العسكري والسياسي في إحباط طوفان الأقصى.
وتمت الدعوة للتظاهرة شبه اليومية تحت عنوان "التضامن مع عائلات الرهائن والأسرى"، ورفع المتظاهرون في تل أبيب لافتات مكتوب عليها "أعيدوا المختطفين"، وأخرى كتب عليها "تمر المزيد والمزيد من الأيام والمختطفون ليسوا معنا، نخرج للمطالبة باستعادتهم، لا نترك المختطفين خلفنا، ولن نترك الأهالي بمفردهم".
وسبق وظهر 3 من الأسرى من النساء في مقطع لكتائب القسام، دعت إحداهن الحكومة الإسرائيلية لقبول صفقة حماس لمبادلة الأسرى الإسرائيليين بكل الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
يأتي ذلك في وقت يتواصل العداون الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ30 على التوالي، وسط سقوط أكثر من 9500 قتيل و26 ألف مصاب.