منشور
الجمعة 13 أكتوبر 2023
- آخر تحديث
الجمعة 13 أكتوبر 2023
وجه ممثلو الادعاء الفيدرالي، أمس الخميس، تهمة التآمر كعميل أجنبي للحكومة المصرية إلى السيناتور الديمقراطي عن ولاية نيوجيرسي بوب منينديز، الذي كان حتى وقت قريب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، وأُدرجت التهمة الجديدة في لائحة اتهام منقحة ضده في المحكمة الاتحادية بنيويورك، على أن تبدأ محاكمته في مايو/آيار المقبل.
وفي 22 سبتمبر/أيلول الماضي، وجهت وزارة العدل الأمريكية، لائحة اتهامات إلى منينديز، وزوجته نادين أرسلانيان منينديز، بالفساد والرشوة مقابل تقديم خدمات غير مشروعة للسلطات المصرية، وفق موقع سي إن إن بالعربية.
وذكرت لائحة الاتهام الفيدرالية الموجهة إلى منينديز وزوجته أنهما قبلا مئات الآلاف من الدولارات، ووظيفة لزوجته بمرتب دون عمل، وسيارة فاخرة، مقابل استغلال منصب السيناتور لصالح السلطات المصرية.
ووفق لائحة الاتهام، عُثر على أموال نقدية وسبائك ذهبية في منزل منينديز، واتهم الادعاء العام 3 رجال أعمال آخرين في القضية، أحدهم المصري الأمريكي وائل حنا، بالإضافة إلى خوسيه أوريبي، وفريد ديبيس.
وقال موقع فرانس 24 إن السفارة المصرية في واشنطن لم ترد بعد على طلب للتعليق وجهته رويترز لها أمس الخميس بشأن التهمة الجديدة.
وتتهم لائحة الاتهام الجديدة منينديز، باتخاذ إجراءات في الفترة من 2018 إلى 2022 نيابة عن مسؤولين مصريين في الجيش والمخابرات، دون التسجيل لدى وزارة العدل الأمريكية كعميل أجنبي، لكنه دافع عن نفسه في بيان قال فيه إن ولاءه للولايات المتحدة فقط، وإن التهمة الجديدة "تتعارض مع سجلي الطويل في الدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية في مصر، وفي تحدي زعماء ذلك البلد".
"توجيه تهمة تلو الأخرى لا يجعل هذه المزاعم صحيحة، إنها محاولة لإضعافي، ولن أستسلم لهذا الأسلوب"، وفق ما قاله منينديز.
وبموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب، يجب على الشخص التسجيل لدى الوزارة إذا كان يعمل "وكيلًا لطرف أجنبي"، وقال ممثلو الادعاء إن المتهم الثاني حنا رتب لقاءات بين السيناتور ومسؤولين مصريين، الذين ضغطوا عليه للموافقة على مساعدات عسكرية، وفي المقابل، وضع رجل الأعمال زوجته نادين منينديز على جدول رواتب الشركة التي يديرها.
وجاء في لائحة الاتهام الجديدة أن حنا ونادين أبلغا السيناتور بطلبات وتوجيهات من مسؤولين مصريين، لكن محامي حنا، لورانس لاستبرج قال "إن الاتهام الجديد بأن وائل حنا كان جزءًا من مؤامرة لتجنيد السيناتور منينديز كعميل للحكومة المصرية هو أمر سخيف، بقدر ما هو غير صحيح".
وكان الإعلامي حافظ المرازي أوضح في مقال نشرته المنصة في مايو/آيار الماضي، أن منينديز تزوج قبل 3 سنوات من سيدة الأعمال من أصل أرمني نادين أرسلانيان، التي كانت من معارف وأصدقاء المهاجر المصري الأمريكي وائل حنا، الذي داهمت المباحث الفيدرالية الأمريكية مكتبه عام 2019، وفتشته واحتجزت جواز سفره وبعض متعلقاته لفترة طويلة، لمعرفة ما إذا كانت الهدايا التي منحها لأرسلانيان وصديقها آنذاك، ثم زوجها لاحقًا، السيناتور منينديز، هدايا بين أصدقاء بدون مقابل سياسي أم غير ذلك.
وشملت الهدايا محل التحقيق سيارة مرسيدس ومجوهرات ورحلات، وشقة فاخرة في العاصمة واشنطن. ودارت الشكوك حول انتفاع السيناتور، من حنا أو الحكومة المصرية التي أعطت شركته، رغم أنه لم تكن لديه أي سوابق باستيراد وتصدير اللحوم أو معرفة بالمتطلبات الشرعية للحلال الإسلامي، وحده احتكار إعطاء رخصة "حلال" لأي متعاقد أو شركة تريد تصدير اللحوم من أمريكا إلى مصر، بعد أن كانت سبع شركات أمريكية تعطي تلك الرخصة، وبرسوم تقل عن عُشر الرسوم الحالية.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز في الثامن والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن الأوراق التي قدمها محامي وائل حنا مدافعًا عن نفسه ومطالبًا باستعادة جواز سفره حتى لا يتعطل عمله، أوضح فيها أن الحكومة المصرية هي التي اختارته وقدمت له الدعم والخبرة للترخيص بالحلال. ومما نقلته الصحيفة عما قاله للمحكمة "أنا كمسيحي، ليست لدي خبرة في إصدار شهادات الحلال، بالتالي أمدتني الحكومة المصرية بالأئمة والبيطريين المدربين لمساعدتي".
وكان المحامي، الذي سجل له الشركة بأمريكا، من أصل أرمني واسمه آندي أصلانيان، ويعرف نادين أرسلانيان زوجة السيناتور منينديز منذ ربع قرن، كما أنه قدم خدمات قانونية عام 2016 للحكومة المصرية بشأن مبنى اشترته في نيوجيرسي.
وكان عبد الفتاح السيسي استقبل في أكتوبر الماضي منينديز في القاهرة، في لقاء قال عنه المتحدث باسم رئاسة الجمهورية "تولي مصر أهمية للتواصل الدائم مع قيادات الكونجرس، في إطار التنسيق والتشاور بين البلدين الصديقين إزاء مختلف القضايا، مؤكدًا "متانة العلاقات الاستراتيجية الممتدة منذ عقود بين مصر والولايات المتحدة، وحرص مصر على تعزيز تلك العلاقات، لا سيما في ظل الواقع الإقليمي المضطرب في المنطقة وما يفرزه من تحديات متصاعدة، وعلى رأسها خطر الإرهاب الآخذ في التنامي".