أعلن رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، اليوم، اكتمال الملء الرابع لسد النهضة، وسبق وقدّر أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، الدكتور عباس شراقي، حجم التخزين هذا العام بنحو 24 مليار متر مكعب (نصف إيراد النيل الأزرق).
ونشر رئيس وزراء إثيوبيا على فيسبوك مقطع فيديو يظهر فيضان المياه من السد، الذي تبنيه بلاده على النيل الأزرق، الرافد الرئيسي لنهر النيل.
وعلق قائلًا "لقد واجهنا تحديات داخلية وضغوطًا خارجية. لقد تغلبنا على كل هذه الأمور وأصبحنا قادرين على الوصول إلى هذه المرحلة".
وهنأ أحمد جميع الذين شاركوا في المشروع سواء بالمال أو الوقت أو العمل أو الدعاء، كما حث جميع الإثيوبيين على تكرار "هذه الوحدة في القضايا الوطنية الأخرى"، كما دعاهم إلى مواصلة الدعم حتى اكتمال السد.
ونشر حساب مكتب رئيس الوزراء، على موقع فيسبوك، صورًا لآبي أحمد بموقع السد بينما تفيض المياه من الممر الأوسط.
وقال مصدر مسؤول بمكتب وزير الري لـ المنصة إن مصر ترفض بشدة أي خطوات أحادية في سد النهضة، فيما أكدت في أكثر من مناسبة أهمية التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يحقق مصالح الدول الثلاث، دون إلحاق ضرر بأي طرف.
وعن تأثير هذه الخطوة على المفاوضات، قال المصدر إن المفاوضات الجارية لا تخص الملء الرابع، إنما للوصول إلى اتفاق دائم يغطي جميع حالات ملء وإعادة ملء وتشغيل سد النهضة، وبخاصة في فترات الجفاف والجفاف الممتد.
واستأنفت مصر والسودان وإثيوبيا مفاوضات سد النهضة في 27 و28 أغسطس/آب الماضي، فيما انتهت الجولة الأولى من المفاوضات في القاهرة دون "أي تغيير في الموقف الإثيوبي"، بحسب تصريحات حكومية مصرية.
وأضاف المصدر في وزراة الري، أن مصر تسعى من خلال المفاوضات إلى إقرار آلية مرجعية لفض أي خلافات مستقبلية، وآلية واضحة لتبادل البيانات بين الدول الثلاث، مشيرًا إلى أن غياب هذه الآلية كان سببًا في خروج بعض محطات الشرب في الخرطوم عن الخدمة خلال الملء الأول، فيما زاد من الفيضانات التي شهدها السودان عقب الملء الثاني.
وأشار المصدر إلى أن إثيويبا ستستضيف الجولة الثانية من المفاوضات في النصف الثاني من شهر سبتمبر/أيلول الجاري.
وكان أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي، قال قبل يومين في بوست على فيسبوك، إن سد النهضة خزن هذا العام 24 مليار متر مكعب عند منسوب 625 مليار متر مكعب فوق سطح البحر، وهي تعادل حوالي 50% من المتوسط السنوي لتدفق النيل الأزرق.
وعن تداعيات الملء الرابع، أشار شراقي إلى أنه أنهى نظام الزراعة الفيضية على جانبى النيل الأزرق في السودان، موضحًا أن ذلك"يتطلب إقامة السودان لشبكة ري من ترع وماكينات رفع المياه، واستخدام الأسمدة لتعويض فقد الطمي في سد النهضة مما يزيد من تكلفة الإنتاج الزراعي في المستقبل".
وسبق وصرح رئيس فريق التفاوض الإثيوبي السفير سيليشي بيكيلي، أن بلاده لن توقع على "أي وثيقة يمكن أن تحد من حقوق أديس أبابا التنموية"، وذلك في معرض رده على من وصفهم بـ"بعض المفاوضين الذين دافعوا بصوت عال عن اتفاق ملزم"، مشددًا "ننظر بعناية إلى المواد التي نوقعها".