تصوير سالم الريس، المنصة
جيش الاحتلال يغتال 4 فلسطينيين من بينهم الرجل الثاني في كتائب القسام رائد سعد، 13 ديسمبر 2025

حماس تؤكد مقتل الرجل الثاني في كتائب القسام.. والاحتلال يواصل الاغتيالات

سالم الريس
منشور الأحد 14 كانون الأول/ديسمبر 2025

أعلنت حركة حماس، اليوم الأحد، اغتيال القيادي في كتائب القسام رائد سعد، الذي اغتاله جيش الاحتلال أمس، في وقت أطلق مسلحون النار على المقدم في جهاز الأمن الداخلي، التابع لوزارة الداخلية التي تديرها حماس، أحمد زمزم، في مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة.

ونعى رئيس حركة حماس في قطاع غزة الدكتور خليل الحية القيادي رائد سعد، قائلًا "يرتقي القائد المجاهد رائد سعد، أبو معاذ، شهيدًا وبرفقته إخوانه الذين كانوا معه، هذا القائد العابد الزاهد، الذي نذر حياته لدينه ووطنه، وجاهد في سبيل الله، فعاش مطاردًا للاحتلال عشرات السنين".

جاء ذلك في كلمة مسجلة في الذكرى الـ38 لانطلاقة حركة حماس، نُشرت عبر حساب الحركة على تليجرام، وحدد خلالها الحية أولويات حركته خلال المرحلة الحالية والمتمثلة في "الاستمرار في خطوات وقف الحرب وخاصة استكمال المرحلة الأولى التي تشمل إدخال المساعدات والمعدات اللازمة لتأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والبنى التحتية، وفتح معبر رفح في الاتجاهين".

وأكد ضرورة دخول المرحلة الثانية من اتفاق وقف اطلاق النار الموقع في شرم الشيخ حيز التنفيذ "من أجل تحقيق الانسحاب الكامل للاحتلال والبدء في مشاريع الإعمار"، مشددًا على رفضهم لأي مظاهر انتداب أو وصاية غربية على الشعب الفلسطيني "مهمة القوات الدولية يجب أن تقتصر على حفظ وقف إطلاق النار والفصل بين الجانبين على حدود قطاع غزة مع أراضينا في الـ48 دون أن يكون لها أي مهام داخل القطاع أو التدخل في شؤونه الداخلية" حسب قوله.

واستهدف جيش الاحتلال، مساء السبت، سيارة على شارع الرشيد، غرب مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل 4 فلسطينيين وصلت جثامينهم أشلاء إلى مستشفى الشفاء، إلى جانب 4 مصابين آخرين، قبل أن يعلن استهداف "عنصر بارز" في حركة حماس لم تذكر اسمه، في هجوم جوي نفذته مُسيّرة في مدينة غزة، فيما تحدثت مواقع عبرية عن أن المستهدف هو  رائد سعد.

وأطلق الاحتلال على عملية اغتيال سعد اسم "وجبة سريعة"، حيث سنحت له الفرصة لاغتيال الرجل الثاني حاليًا في الجناح العسكري لحركة حماس، بعد القيادي عز الدين الحداد الذي يقود كتائب القسام.

وقال شاهد عيان لـ المنصة أمس إن الاحتلال استهدف السيارة المدنية دون تحذير خلال مرورها من شارع الرشيد، حيث كانت تسير وسط المارة لحظة استهدافها وانفجارها حيث تناثرت جثامين وأشلاء الضحايا على الأرض نتيجة شدّة الانفجار.

ولد رائد حسين سعد في الخامس عشر من أغسطس/آب عام 1972 في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، والتحق مبكرًا بصفوف حركة حماس، وبدأ الاحتلال يطارده في بداية الانتفاضة الأولى التي اندلعت عام 1987. واعتقلته قوات الاحتلال أكثر من مرة.

وتولى سعد منصب لواء غزة الشمالي في كتائب القسام عام 2007، وكان ممن أشرفوا على تأسيس وتأهيل القوة البحرية للكتائب في غزة.

وفي عام 2015 ترأس ركن العمليات، وكان عضوًا ضمن مجلس عسكري مصغر مكون من قيادة كتائب القسام في قطاع غزة، إلى جانب القياديين محمد الضيف ومروان عيسى، وذلك في الفترة الواقعة بين عامي 2012 و2021.

وحسب تقارير إعلامية فإن سعد كان أحد المخططين لهجوم طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، وكان من أقرب الأشخاص إلى رئيس حركة حماس يحيى السنوار والقائد العام لكتائب عز الدين القسام محمد الضيف، اللذين قتلتهما إسرائيل خلال حرب الإبادة التي شنتها على قطاع غزة في أعقاب هجوم المقاومة في السابع من أكتوبر.

ووفق العربية، تعرّض سعد للاستهداف أثناء تنقله في سيارة جيب في غرب مدينة غزة، وكان معه في السيارة عدد من المسلحين الآخرين (حرّاسه الشخصيون أو مرافِقوه).

وتعرض سعد خلال عامي العدوان على غزة لعدة محاولات اغتيال، كان أبرزها في شهر مايو/أيار عام 2024، بقصف منطقة سكنية بمخيم الشاطئ، وعرض جيش الاحتلال مكافأة مالية قيمتها 800 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي للوصول إليه بعد فشل اغتياله.

الاغتيالات مستمرة

واستمرارًا لعمليات الاغتيال التي ينفذها الاحتلال، قُتل صباح اليوم الأحد، المقدم في جهاز الأمن الداخلي، التابع لوزارة الداخلية التي تديرها حماس، أحمد زمزم، جراء إطلاق مسلحين النار عليه في مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة.

وقالت وزارة الداخلية في بيان لها على واتساب إن الأجهزة الأمنية تمكنت من اعتقال أحد المشتبه بهم، وأخضعته للتحقيقات التي كشفت عن تورط عملاء نفذوا عملية الاغتيال بتوجيهات من جهاز المخابرات الإسرائيلي.

وقال مصدر أمني لـ المنصة، طلب عدم نشر اسمه، إن أكثر من اثنين من العملاء شاركوا في اغتيال زمزم مستخدمين مسدسات كاتمة للصوت، وأطلقوا 24 رصاصة على سيارته بشكل مباشر لحظة خروجه من منزله بالمخيم، مشيرًا إلى استخدامهم دراجات كهربائية للتنقل حيث تم إلقاء القبض على أحدهم خلال هروبهم من المكان وتوجههم إلى المناطق الجنوبية للقطاع.

ويواصل جيش الاحتلال خرق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة من دخوله حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وينفذ بشكل شبه يومي غارات على المنازل وخيام النازحين، ويرفض دخول المرحلة الثانية من الاتفاق إلا باستلام جميع المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس والمتبقي منهم واحد فقط لا زالت المقاومة الفلسطينية تبحث عنه أسفل الركام.