استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس الأربعاء، خيام نازحين غرب مدينة خانيونس، ما أسفر عن مقتل خمسة فلسطينيين، بينهم طفلان، وإصابة 32 آخرين، وفق ما أفاد مصدر طبي في مجمع ناصر الطبي لـ المنصة.
وجاء الهجوم بعد ساعات من إعلان جيش الاحتلال تعرض قوة إسرائيلية لهجوم مسلح في مدينة رفح، نُسب إلى عناصر من المقاومة الفلسطينية المُحاصرين داخل المدينة الخاضعة لسيطرته.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان مقتضب على إكس، إن عناصر من حركة حماس هاجموا قوة إسرائيلية في رفح وأصابوا عددًا من الجنود، قبل أن تتمكن القوة من ملاحتهم وقتلهم، مضيفًا أن الجيش "سيرد بما يتناسب مع الحدث".
وبعد وقت قصير من البيان، أطلقت طائرات استطلاع إسرائيلية أربعة صواريخ متتالية على خيام نازحين في مخيم النجاة غرب خانيونس، ما أدى إلى مقتل خمسة من عائلة أبو حسين، بينهم طفلان وامرأتان، وإصابة العشرات بجروح متفاوتة، حسب المصدر الطبي بمجمع ناصر.
وأشار المصدر إلى أن عددًا من المصابين وصلوا في حالة حرجة، مرجحًا ارتفاع عدد الضحايا نظرًا لخطورة الإصابات.
وأفاد شاهد عيان لـ المنصة، بأن طائرات الاحتلال حلّقت على ارتفاع منخفض عقب الإعلان عن حادثة رفح، قبل أن تستهدف دون إنذار تجمعًا لعشرات العائلات التي فقدت منازلها خلال الحرب، مؤكدًا أن القصف طال خيامًا يقطنها أطفال ونساء.
من ناحيتها، وصفت حركة حماس في بيان عبر تليجرام استهداف خيام النازحين بأنه جريمة حرب واستهتار باتفاق وقف إطلاق النار، محملةً إسرائيل مسؤولية تداعيات التصعيد.
ودعت الحركة الوسطاء والدول الضامنة لاتفاق شرم الشيخ إلى لجم الاحتلال ومنع حكومة نتنياهو من التهرب من استحقاقات الاتفاق، وفي مقدمتها وقف القصف على المدنيين والمناطق السكنية وخيام النازحين.
وخلال الأسبوعين الماضيين، أعلن جيش الاحتلال تعرض قواته في رفح لعدة هجمات نفذتها مجموعات من المقاومة داخل الأنفاق، ما أدى إلى مقتل وإصابة جنود، وفق الرواية الإسرائيلية. في المقابل، قصف الاحتلال مسارات للأنفاق وقال إنه قتل أو اعتقل أكثر من 40 عنصرًا من حماس.
وتستهدف إسرائيل من سيطرتها وعملياتها في رفح نزع سلاح المقاومة واستسلام المقاتلين، فيما ترفض حماس ذلك مؤكدة أن قيادتها الميدانية قررت مواجهة جيش الاحتلال في المنطقة التي يسيطر عليها داخل الخط الأصفر.
كان الاحتلال عرض استسلام مقاتلي الحركة في أنفاق رفح خلال مفاوضات أجريت خلال الأيام الماضية، مقابل وقف استهدافهم في الأنفاق، وهو ما أكده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيضًا مقترحًا تسليم أسلحتهم لطرف ثالث مقابل عفو إسرائيلي مشروط.
وقال وزير الدفاع يسرائيل كاتس قبل أيام، إن شبكة الأنفاق تشكّل العمود الفقري لقدرات حماس القتالية، وأن نحو 60% منها لا يزال قائمًا رغم القصف الذي تواصل لأكثر من عامين، ما أثار أسئلة حول مدى نجاح العمليات الإسرائيلية في تدمير هذه البنية التحتية تحت الأرض.
ووفق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، من المقرر أن تبدأ المرحلة الثانية من المفاوضات حول إدارة القطاع ونزع سلاح المقاومة فور الانتهاء من تسليم جثث المحتجزين الإسرائيليين المتبقية أسفل الركام في القطاع.