صفحة غزة الآن- Gaza Now، فيسبوك
دبابات الاحتلال داخل قطاع غزة، 19 ديسمبر 2023

قيادي بحماس: استسلام مقاتلينا غير مطروح والحركة قررت مواجهة الاحتلال في رفح

محمد خيال
منشور السبت 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2025

قال قيادي بارز في حركة حماس لـ المنصة إن القيادة الميدانية للحركة قررت مواجهة جيش الاحتلال في المنطقة التي يسيطر عليها داخل الخط الأصفر، مؤكدًا رفض المستويين السياسي والميداني للحركة "بشكل قاطع" خيار الاستسلام الذي طرحته إسرائيل خلال المفاوضات.

كان الاحتلال عرض استسلام مقاتلي الحركة في أنفاق رفح خلال مفاوضات أجريت خلال الأيام الماضية، مقابل وقف استهدافهم في الأنفاق، وهو ما أكده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيضًا مقترحًا تسليم أسلحتهم لطرف ثالث مقابل عفو إسرائيلي مشروط.

وقال القيادي الذي تحدث لـ المنصة، طالبًا عدم نشر اسمه، إن قيادة الحركة بعد مشاورات داخلية رأت أنه "طالما الاحتلال لا يسعى لحل شامل للقضية عبر التفاوض بمشاركة الوسطاء، فلا خيار أمام هؤلاء المقاومين سوى المواجهة".

وأضاف أن القيادة الميدانية تركت للمقاتلين حرية تحديد شكل العمليات القتالية وفق ظروف الميدان، وقد يتعاملون كاستشهاديين حال التأكد من عدم التوصل لاتفاق، وهو ما أُبلغ به الوسطاء. 

وأكد القيادي أن الحركة أبلغت الوسطاء أيضًا بأن أي تصعيد في رفح مسؤولية الاحتلال، مشددًا على الالتزام بقرار وقف إطلاق النار في المناطق الواقعة خارج الخط الأصفر، ورفض محاولات إسرائيل لتوسيع هذا الخط بما يخالف اتفاق شرم الشيخ.

كما نفى القيادي صحة حديث جيش الاحتلال عن القبض على خمسة من عناصر القسام في رفح أو استسلام أي من المقاتلين المُحاصرين، مشددًا على أن خيار الاستسلام غير مطروح نهائيًا، ومعتبرًا أن ما ينشره الاحتلال يأتي ضمن حرب نفسية لإجبار المقاتلين على الاستسلام في ظل مخاوف بين قواته من عملية الاشتباك او الاستهداف، بعدما فشل في الوصول إلى المقاتلين أو التعامل معهم ميدانيًا.

صورة نشرها جيش الاحتلال، زاعمًا أنها لخمسة مقاتلين من حماس حاولوا الهروب من أنفاق شرق رفح، 21 نوفمبر 2025

كان جيش الاحتلال زعم أمس، اغتيال خمسة فلسطينيين قال إنهم خرجوا من نفق في رفح ضمن المناطق الواقعة شرق الخط الأصفر، وقال "صباح الجمعة، رصدت قوات لواء الناحل خمسة مسلحين خرجوا من بنية تحتية تحت أرضية شرق رفح، واقتربوا من القوات الإسرائيلية مما شكل تهديدًا فوريًا، فقضى عليهم سلاح الجو بتوجيه من القوات في الميدان".

ولا توجد معلومات دقيقة حول أعداد مقاتلي كتائب القسام المتواجدين في أنفاق رفح، فيما تشير تقديرات إلى أن أعدادهم تتراوح بين بين 100 إلى 200 مقاتل تحت قيادة أبو أحمد البواب، كما تؤكد مصادر بالحركة لـ المنصة، أنهم لا يزالون يحتفظون بشبكة أنفاق كبيرة ومعقدة لم يصل لها الاحتلال بعد.

وأكدت المصادر أن الحديث عن تواجدهم في نفق واحد غير صحيح، وأن القدرات العسكرية للكتائب لا تزال جيدة رغم الحصار المستمر منذ أكثر من عام ونصف.

وأفادت تقارير إسرائيلية بأن جيش الاحتلال استخدم خلال الفترة الأخيرة من الحرب على غزة، روبوتات مفخخة وأجهزة استشعار متقدمة وأنظمة استشعار جوية لرسم خرائط تحت الأرض. كما نشر موقع إنسايد أوفر الإيطالي تقارير تفيد باستخدام تقنيات تعتمد على الذكاء الاصطناعي وأنظمة استشعار متعددة الطبقات لاكتشاف ممرات تحتية وعمقها.

وقال وزير الدفاع يسرائيل كاتس قبل أيام، إن شبكة الأنفاق تشكّل العمود الفقري لقدرات حماس القتالية، وأن نحو 60% منها ما يزال قائمًا رغم القصف الذي تواصل لأكثر من عامين، ما أثار أسئلة حول مدى نجاح العمليات الإسرائيلية في تدمير هذه البنية التحتية تحت الأرض.

ووفق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، من المقرر أن تبدأ المرحلة الثانية من المفاوضات حول إدارة القطاع ونزع سلاح المقاومة فور الانتهاء من تسليم جثث المحتجزين الإسرائيليين المتبقية وهي ثلاث جثث فقط أسفل الركام في القطاع.

 ونهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل تستهدف نزع سلاح حماس وتحويل غزة لمنطقة منزوعة السلاح، موضحًا أن تل أبيب تعمل مع واشنطن على خطة لتغيير واقع القطاع، فيما تعتبر حماس أن مسألة نزع السلاح معقدة وتحتاج لتوافق فلسطيني.