لم تمر كلمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام الكنيست الإسرائيلي بسلام، اليوم الاثنين، إذ قاطع كلمته عضوا الكنيست عوفر كسيف وأيمن عودة، اللذان رفعا لافتات مكتوب عليها "الاعتراف بفلسطين"، وذلك قبل طردهما من الجلسة.
وخلال كلمته أمام الكنيست الإسرائيلي التي تجاوزت الوقت المحدد لها، عقب الإفراج عن كل المحتجزين الإسرائيليين الأحياء لدى المقاومة الفلسطينية، زعم ترامب أنه أنهى 8 حروب في العالم خلال آخر 8 شهور.
وقال إن الولايات المتحدة تصنع أفضل أسلحة في العالم، وأنها قدمتها إلى إسرائيل "التي أحسنت استخدامها وحققت من خلالها السلام" على حد قوله، مشيرًا إلى عملية طوفان الأقصى، التي قال عنها "لن نسمح بتكرارها"، رافعًا شعار "تحقيق السلام بقوة السلاح".
وتابع "سنطبق السلام من خلال القوة ولدينا أسلحة لم يحلم بها أحد وآمل ألا نضطر لاستخدامها"، مضيفًا "نتنياهو كان يتصل بي مرارًا ويطالب بشتى أنواع الأسلحة وأنتم أحسنتم استخدامها".
وكان مشروع "تكاليف الحرب" في كلية واتسون للشؤون الدولية والعامة بجامعة براون الأمريكية كشف الأسبوع الماضي أن المساعدات العسكرية التي قدمتها الولايات المتحدة لإسرائيل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى سبتمبر/أيلول 2025، تحت ولاية الرئيسين السابق جو بايدن والحالي دونالد ترامب، تجاوزت 21 مليار دولار.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في كلمته، إن هذا هو العصر الذهبي لإسرائيل والشرق الأوسط، مضيفًا أن "هذه الأرض (إسرائيل) ستعيش بسلام إلى الأبد".
ووجه ترامب الشكر لجميع الدول العربية والإسلامية "التي توحدت للضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن"، ورغم أنه على موعد مع قمة شرم الشيخ فإنه تجاوز الوقت المحدد له أمام الكنيست، في جلسة استغرق التصفيق فيها وقتًا أطول من المتحدثين، ما قال عنه ترامب "خطاباتكم (أمام الكنيست) كانت طويلة وأنا لدي موعد مع القادة العرب".
وأفرجت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس في قطاع غزة، اليوم الاثنين، عن المحتجزين الإسرائيليين الـ20 لدى المقاومة الفلسطينية، وذلك ضمن خطوات تنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب لوقف الحرب على قطاع غزة.
وعن إيران، قال ترامب "تمكنا من وضع حد للدولة الأخطر في العالم وأنهينا مشروعها النووي بالكامل"، داعيًا إلى إجراء مفاوضات مع طهران للتوصل إلى اتفاق سلام معها، وأضاف "إيران كانت في حاجة إلى شهرين ونصف الشهر فقط لامتلاك سلاح نووي وقضينا عليه".
ويوم 13 يونيو/حزيران الماضي، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومًا على إيران مثّل بداية لحرب دخلت فيها أمريكا على الخط بقصف طال ثلاث منشآت نووية إيرانية هي فوردو ونطنز وأصفهان في 22 يونيو الماضي، قبل أن يُعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق وإنهاء الحرب التي استمرت 12 يومًا.
ومن جانبه أثنى رئيس الكنيست الإسرائيلي أمير أوحانا على وقوف ترامب بجانب إسرائيل خلال الحرب الأخيرة، مؤكدًا أن "العالم بحاجة إلى المزيد من القادة أمثاله".
ولم تغب فلسفة "السلام عبر القوة" عن حديث أوحانا، إذ أكد أن ترامب أثبت نجاحها، قائلًا "بفضلك حققنا الإنجازات"، معتبرًا أن الرئيس الأمريكي أثبت للعالم أن "السلام الحقيقي يمكن تحقيقه عبر القوة".
وعد أوحانا أن السابع من أكتوبر كان "اليوم الأصعب الذي عاشته إسرائيل منذ إقامتها"، ملمحًا إلى أن النهج القوي هو ما أجبر حماس على القبول باتفاقات لم تكن لتوافق عليها لولا ذلك، وقال إن "حماس لم تملك خيارات واضطرت للموافقة على هذا الاتفاق".
وغازل أوحانا بوضوح رغبة ترامب في الحصول على جائزة نوبل للسلام، إذ نسب إليه الفضل في "وضع حد لصراع دموي في 8 مناطق حول العالم وإنقاذ الكثير من الأرواح"، متعهدًا بإجراء جولة عالمية لدعم ترشيحه للجائزة العام المقبل، قائلًا "فلا أحد يستحقها مثلك".
وفي السياق، استغل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارة ترامب ليكيل له المديح، واصفًا إياه بـ"الصديق الأعظم"، ومؤكدًا أن سياسات ترامب خدمت الأجندة الإسرائيلية بشكل لم يسبق له مثيل.
وأشاد نتنياهو صراحة بالخطوات التي اتخذها ترامب والتي اعتبرها المجتمع الدولي تقويضًا لأسس عملية السلام وحل الدولتين.
وشملت قائمة الشكر قراره أحادي الجانب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، وهو ما أثار إدانات دولية واسعة.
كما أثنى على اعتراف ترامب بالسيادة الإسرائيلية على كل من الضفة الغربية ومرتفعات الجولان السورية المحتلة، مشيدًا بدور ترامب في "مواجهة الأكاذيب ضد إسرائيل في الأمم المتحدة"، في إشارة إلى القرارات الدولية التي تدين الاحتلال والاستيطان.
ولم يغفل نتنياهو شكر ترامب على رعايته "اتفاقيات إبراهيم"، التي يصفها بـ"التاريخية"، وفيما يخص إيران، أشاد نتنياهو بقرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، قائلًا "أسلحة إيران النووية وبرنامجها للصواريخ الباليستية عادا للخلف بفضل مساعدتك".
كما وجه إليه الشكر أيضًا لمشاركة إسرائيل في القصف على إيران في عملية "مطرقة منتصف الليل" في إشارة للهجوم على مفاعل فورود.
وعن السابع من أكتوبر، قال نتنياهو "تكبدنا ثمنًا باهظًا في الحرب، تكلفة الانتصارات التي حققناها كانت غالية فقدنا نحو ألفي جندي إسرائيلي"، لكنه مع ذلك أكد "أعداؤنا يفهمون الآن أن إسرائيل قوية وهي موجودة هنا لتبقى"معتبرًا أن "حماس استسلمت".
وفي ختام كلمته، سلم نتنياهو لترامب "جائزة إسرائيل"، ولم يتردد هو الآخر في مغازلة طموحه ملمحًا إلى جائزة نوبل للسلام بالقول "أما الجائزة الأخرى، فهي مسألة وقت".
وكانت مصر هي أول دولة عربية توقع اتفاق سلام مع إسرائيل عام 1979، وتبعتها الأردن عام 1994، وفي عام 2020 وقعت كل من الإمارات والبحرين كأول دولتين خليجيتين اتفاقية تقارب مع إسرائيل؛ كما أعلنت أيضًا المغرب والسودان، ضمن إطار ما يعرف باتفاقات إبراهيم، عن نيتيهما تطبيع علاقاتهما مع إسرائيل.
وفي 2022 التقى وزراء خارجية هذه الدول لأول مرة في إسرائيل في مستوطنة سديه بوكير في صحراء النقب، وحضر اللقاء أيضًا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
وقال ترامب الشهر الماضي لقادة عسكريين أمريكيين كبار "هل سأحصل على جائزة نوبل؟ قطعًا لا. سيمنحونها لشخص لم يفعل شيئًا على الإطلاق". وأضاف أن الأمر سيكون "إهانة كبيرة" للولايات المتحدة إذا لم يحصل عليها.
وبعد منح جائزة نوبل للسلام 2025 إلى شخصية أخرى غير ترامب وتجاهل حملته المكثفة لنيل الجائزة، انتقد متحدث باسم البيت الأبيض قرار اللجنة وقال إن "الرئيس ترامب يواصل إبرام اتفاقات السلام وإنهاء الحروب وإنقاذ الأرواح".