حساب نتنياهو على إكس
الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي يناقشان ما يسمى بخطة ترامب للسلام، 29 سبتمبر 2025

الاحتلال الإسرائيلي يتجاهل خطة ترامب ويواصل قصف غزة "حتى هزيمة حماس"

سالم الريس
منشور السبت 4 تشرين الأول/أكتوبر 2025

تجاهلت إسرائيل دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب فورًا في قطاع غزة، إذ واصل جيش الاحتلال عملياته العسكرية والقصف المكثف على مناطق متفرقة من المدينة، بالتزامن مع إصدار أوامر جديدة للفلسطينيين بالإخلاء نحو الجنوب، ضمن العملية التي بدأها منتصف الشهر الماضي للسيطرة على مدينة غزة.

وبعد ساعات من دعوة ترامب إسرائيل مساء أمس عبر تروث سوشيال إلى وقف الحرب فورًا "استنادًا إلى البيان الذي أصدرته حماس للتو، أعتقد أنهم مستعدون لسلام دائم"، وجه جيش الاحتلال إنذارات جديدة إلى سكان مدينة غزة، طالبهم فيها بالإخلاء الفوري نحو جنوب القطاع، في إطار استمرار الحملة البرية والقصف المدفعي المتواصل، وفق مصادر صحفية تحدثت إلى المنصة.

جاء ذلك عقب إعلان حركة حماس موافقتها على خطة ترامب للسلام، التي تتضمن الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين، أحياءً وجثامين، وفق صيغة تبادل محددة، وتسليم إدارة قطاع غزة إلى هيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط) بناءً على توافق وطني.

جيش الاحتلال يدعو الفلسطينيين في غزة للنزوح جنوبًا، 4 أكتوبر 2025

وألقت الطائرات الإسرائيلية منشورات على مناطق وسط وغرب المدينة، تتضمن تحذيرًا من "التواجد في شمال القطاع" باعتباره "يشكل خطرًا على الحياة"، مطالبة السكان بالنزوح فورًا، ومؤكدة استمرار العمليات العسكرية حتى "القضاء على حركة حماس"، حسب المنشور.

وفي بيان نشره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر إكس، أكد استمرار تصنيف شمال القطاع كمناطق قتال خطيرة يُمنع على المدنيين العودة إليها، مع السماح فقط بالخروج نحو الجنوب عبر شارع الرشيد الساحلي.

وقال مصدر صحفي لـ المنصة، إن قوات الاحتلال ما زالت تحاصر وسط مدينة غزة من أربعة محاور، شمالية وجنوبية، مشيرًا إلى تمركز الدبابات في شارعي الجلاء والنصر شمالًا، وشارع الصناعة وحي الصبرة جنوبًا، حيث تُطلق نيرانها على كل من يحاول العودة إلى منزله أو الاقتراب من مناطق التمركز في شارعي الجلاء والنصر شمالاً، وفي حي الصبرة وشارع الصناعة ومنطقة الجامعات جنوب مدينة غزة.

وأضاف المصدر أن جيش الاحتلال يواصل تدمير مبانٍ سكنية في أحياء عدة، من بينها الشجاعية والدرج والبلدة القديمة، في وقت لم يتوقف فيه القصف المدفعي رغم التصريحات المتكررة عن جهود التهدئة.

وأفاد مصدر في طواقم الإسعاف لـ المنصة، بانتشال 15 ضحية منذ فجر اليوم السبت من تحت الأنقاض وفي شوارع مدينة غزة، نُقلت جثامينهم إلى مستشفيي الشفاء والمعمداني.

وأضاف المصدر أن الطواقم تلقت بلاغات عن وجود ضحايا في شارعي الجلاء والصناعة، لكنها لم تتمكن من الوصول إليهم بسبب إطلاق النار المباشر على سيارات الإسعاف أثناء محاولتها التقدم.

وقال "وصلتنا عدّة بلاغات بوجود ضحايا في شارعي الجلاء والنصر والصناعة، حاولنا الوصول للأماكن وانتشالهم ولكن الجيش أطلق علينا النار بشكل مباشر خلال تقدمنا داخل سيارات الإسعاف ولم نتمكن من انتشالهم بالرغم من اقترابنا ومشاهدتنا لجثامين الضحايا الملقاه في الشوارع".

وفي جنوب القطاع، تواصل القصف المدفعي الإسرائيلي على أحياء وسط مدينة خانيونس، خاصة في منطقتي الأمل والكتيبة، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص إثر استهداف خيمة تؤوي نازحين، بحسب مصدر صحفي لـ المنصة.

وأشار إلى تحليق مكثف لطائرات مُسيرة إسرائيلية على ارتفاعات منخفضة في محيط مجمع ناصر الطبي، وإلقائها قنابل حارقة على خيام نازحين قرب عمارة جاسر، ما تسبب في اشتعال بعض الخيام وفرار العائلات منها.

ومنذ منتصف سبتمبر الماضي، يشن جيش الاحتلال هجومًا بريًا وجويًا ضمن خطة أوسع "للسيطرة على مدينة غزة والقضاء على حركة حماس"، ما تسبب في نزوح متزايد بين المدنيين الفلسطينيين الذين فروا جنوبًا من القصف الذي لاحقهم في المنازل والخيام وفي الطرق المؤدية إلى الأحياء الجنوبية التي حددها الاحتلال كمناطق آمنة.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023 يواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، مرتكبًا مئات المجازر التي أسفرت عن مقتل أكثر من 66 ألف فلسطيني وإصابة ما يزيد عن 168 ألفًا آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة التي أعلنت ارتفاع عدد الوفيات نتيجة المجاعة إلى 453 فلسطينيًا، من بينهم 150 طفلًا.