ارتكب جيش الاحتلال، مساء الأربعاء، عددًا من المجازر شمال ووسط قطاع غزة، أدت إلى مقتل أكثر من 102 فلسطيني وصلت جثامينهم إلى المستشفيات، إضافة إلى صحفي فلسطيني، في وقت هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بتدمير غزة وإبادة حماس إن لم تُسلم المحتجزين.
وقال كاتس على إكس إن الاحتلال يصعد من عمليات القصف والتدمير للمباني والأبراج السكنية باستخدام الروبوتات المتفجرة والقصف الجوي والمدفعي، وذلك في إطار "التقدم نحو المرحلة الحاسمة".
وزعم أن التصعيد يستهدف البنية التحتية لفصائل المقاومة الفلسطينية، متجاهلًا المجازر التي يرتكبها جيشه بحق المدنيين من خلال قصف منازلهم المأهولة دون سابق إنذار، وقصف مناطق اكتظاظ الغزيين في المخيمات والشوارع، مهددًا باستمرار العمل على تدمير مدينة غزة حتى تحقيق أهداف الحرب المتمثلة في الإفراج عن المحتجزين، وتسليم حماس سلاحها.
بالتزامن مع تهديدات كاتس، ارتكب جيش الاحتلال أكثر من 6 مجازر بحق المدنيين في مدينة غزة تسببت في مقتل 52 شخصًا، ومجزرتين في مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع، أدت إلى مقتل 40 شخصًا، فيما وصل 10 ضحايا إلى مُجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوبًا نتيجة عدد من عمليات القصف المتفرقة في منطقة المواصي التي يصنفها الاحتلال بالمناطق الإنسانية الآمنة، حسب ما أفاد مصدر طبي في وزارة الصحة لـ المنصة.
وأكد وجود ضحايا آخرين ما زالوا تحت أنقاض المنازل المستهدفة وفي شوارع مدينة غزة التي يسيطر الاحتلال على معظم أحيائها ولم تتمكن طواقم الإسعاف من انتشالهم.
وقال مصدر صحفي لـ المنصة إن الاحتلال ارتكب عدّة مجازر باستهداف منازل في حي الدرج وسط المدينة، وحي الشجاعية شرقًا وفي مخيم الشاطئ للاجئين غربًا، بالإضافة إلى قصف مواطنين في الطرقات وسط وغرب المدينة، حيث استهدف الاحتلال منزلًا لعائلة الشرفا بالشجاعية تسبب في مقتل 11 مواطنًا من نفس العائلة، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض.
وقُتل في مجزرة ثانية 8 ضحايا بينهم 8 أطفال في قصف تجمع مواطنين بحي الدرج، و6 ضحايا قتلوا في تجمع ثانٍ للمواطنين غرب غزة، كما قتل 6 ضحايا من عائلة بكر نتيجة استهداف منزلهم بمخيم الشاطئ دون سابق إنذار، كما أفاد المصدر.
وأوضح أنّ الاحتلال ركز استهدافاته على محيط جنوب مخيم الشاطئ غرب غزة، حيث دمرّ أكثر من 7 منازل مكونة من عدة طوابق في استهدافات متتالية خلال ساعات المساء، وذلك بعد تحذير سكانها، مضيفًا "واحد من المنازل المكونة من 5 طبقات، الجيش منحهم في اتصال هاتفي 10 دقائق فقط للإخلاء الفوري، واستهدف منزلهم ودمره بشكل كلي وهم على بعد أمتار منه عقب خروجهم".
وأفاد مصدر صحفي ثانٍ لـ المنصة بأن الاحتلال تعمد قصف منازل في حي الشجاعية قريبة من خيام النازحين لدفعهم وإجبارهم على إخلاء المنطقة والنزوح قسرًا إلى جنوب القطاع.
في السياق، فجر الاحتلال فجر الأحد عشرات الروبوتات التي تحمل أطنانًا من المتفجرات في أحياء الصبرة وتل الهوا جنوب مدينة غزة، بعد ساعات معدودة من تقدم الآليات لمناطق قريبة من شارع الرشيد غربًا، وهو الطريق الوحيد المفتوح أمام النازحين للخروج من المدينة.
وأفاد شاهد عيان لـ المنصة بأن الآليات تقدمت تحت غطاء كثيف من النيران والقذائف المدفعية التي تسببت في مقتل شاب وإصابة 4 خلال نزوحهم، حيث كان الاحتلال يعمل على زرع الروبوتات قبل تفجيرها فجرًا.
وقال مصدر في الإسعاف لـ المنصة إنهم بشكل يومي تصلهم مناشدات لمواطنين مفقودين في مناطق تفجير الروبوتات إلا أنهم لا يتمكنون من الوصول والبحث عنهم بسبب التوغل البري وخطورة المناطق التي يصنفها الاحتلال بالمناطق العسكرية ويرفض قبول تنسيق دخول مركبات الإسعاف رغم التقدم بعدّة طلبات عبر منظمات دولية.
وفي مخيم النصيرات، ارتكب الاحتلال مجزرتين؛ الأولى جراء استهداف منزل لعائلة الجمل، راح ضحيته 9 غالبيتهم أطفال ونساء، فيما قُتل 15 شخصًا، وأصيب 70 في مجزرة ثانية جراء استهداف المواطنين وسط السوق في ساعات الذروة، حسب مصدر طبي بمستشفى العودة لـ المنصة.
وقال شاهد عيان لـ المنصة إن الاحتلال استهدف منطقة مكتظة بالمواطنين في سوق النصيرات تسببت بعشرات القتلى والإصابات نتيجة تطاير الشظايا بشكل كثيف.
ارتفاع عدد ضحايا الصحفيين إلى 252
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي عن ارتفاع عدد الضحايا الصحفيين جراء حرب الإبادة الجماعية إلى 252 صحفيًا وصحفية، وذلك عقب مقتل الصحفي محمد الداية في قصف إسرائيلي أمس السبت استهدف خيام النازحين جنوب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وكان يعمل الداية صحفيًا في المركز الفلسطيني للإعلام، وهو على رأس عمله، وقتل في القصف بعد خروجه من خيمة النزوح مع عائلته حيث كان متوجهًا إلى عمل صحفي ميداني، كما أفاد أحد أقربائه.
وأدان الإعلام الحكومي استمرار عمليات القتل بحق الصحفيين العاملين في قطاع غزة، مطالبًا المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والصحفية بتقديم مرتكبي عمليات القتل من الاحتلال الإسرائيلي للمحاكمة والمحاسبة، والعمل على وقف الانتهاكات بحق الصحفيين.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023 يتواصل العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي ارتكب خلاله جيش الاحتلال مئات المجازر التي أسفرت عن مقتل أكثر من 65 ألف فلسطيني، وإصابة ما يزيد عن 164 ألفًا آخرين، وفق البيانات الرسمية لوزارة الصحة الفلسطينية، كما مارس الاحتلال سياسة التجويع بفرض حصار شديد على إدخال المساعدات ما أسفر عن وفاة 435 شخصًا بينهم 147 طفلًا نتيجة المجاعة.