أظهرت إحصائيات بشأن دخول شاحنات المساعدات الإنسانية من بوابة معبر رفح الفرعية انخفاضًا حادًا في الأعداد التي يسمح جيش الاحتلال بمرورها من معبر كرم أبو سالم إلى قطاع غزة، ما يجعلها لا تتجاوز 18.26% فقط من احتياجات المواطنين، الذين يواجهون سياسات تجويع ممنهجة تتزامن مع عدوان مستمر لنحو عامين.
والجمعة الماضي، أعلنت الأمم المتحدة رسميًا ولأول مرة حالة المجاعة في مدينة غزة، محذرة من امتدادها إلى دير البلح وخانيونس بنهاية سبتمبر/أيلول المقبل، وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وبعد أشهر من التحذيرات بشأن تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع الذي يعاني حصارًا إسرائيليًا قاتلًا.
وبعد نحو شهر من سماح جيش الاحتلال الإسرائيلي باستئناف دخول المساعدات، لم يتجاوز إجمالي عدد الشاحنات التي عبرت من معبر رفح المصري باتجاه معبر كرم أبو سالم 3287 شاحنة حتى أمس الثلاثاء، وفق إحصائية أعدتها الجهات المسؤولة عن دخول المساعدات من الجانب المصري، اطلعت عليها المنصة.
وبداية من 24 يوليو/تموز الماضي، سمحت إسرائيل بإدخال عدد من الشاحنات بعد ضغوط من الاتحاد الأوروبي بهدف تخفيف حدة الأوضاع الإنسانية المتردية في غزة والحد من المجاعة، لكن هذه الأعداد تتناقص يومًا تلو الآخر.
وقال مصدر في الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء لـ المنصة إن خروج الشاحنات من معبر رفح لا يعني بالضرورة أنها دخلت فعليًا إلى قطاع غزة.
وأوضح المصدر، طالبًا عدم نشر اسمه، أن جيش الاحتلال يعيد الكثير من الشاحنات للأراضي المصرية دون السماح لها بتفريغ المساعدات.
وتسيطر إسرائيل على معبر رفح من ناحية الأراضي الفلسطينية منذ السابع من مايو/أيار 2024، كما تتحكم في معبر كرم أبو سالم المجاور له، والذي تعتمد عليه بشكل مباشر في إدخال المساعدات إلى غزة، وتستخدمه كأداة لتطبيق حصار كامل على القطاع الذي يواجه أيضًا قصفًا يوميًا يقتل ويصيب العشرات فضلًا عن هدم المباني والبنية الأساسية منذ السابع من أكتوبر 2023.
وقبل شهر قالت متحدثة الهلال الأحمر الفلسطيني نبال فرسخ في تصريحات إعلامية إن قطاع غزة يحتاج إلى 600 شاحنة مساعدات يوميًا لتلبية احتياجات المواطنين.
وهو الرقم نفسه الذي جرى الاتفاق عليه في يناير/كانون الثاني الماضي في الهدنة بين إسرائيل وحماس التي رفضت حكومة الاحتلال استكمال المرحلة الثانية منها واستأنفت عدوانها على غزة، في مارس/آذار الماضي.
وقتها قال وزير الخارجية بدر عبد العاطي إنه تم الاتفاق على عبور 600 شاحنة يوميًا منها 50 شاحنة للوقود.
وسبق أن قال الرئيس عبد الفتاح السيسي الشهر الماضي إن غزة تحتاج بين 600 و700 شاحنة مساعدات في الأيام العادية، ما يعني أنها تحتاج أكثر الآن.
وفق هذه التقديرات يحتاج قطاع غزة شهريًا 18000 شاحنة مساعدات، لكن حسب الإحصائية التي اطلعت عليها المنصة، فإنه منذ 27 يوليو الماضي وحتى أمس الثلاثاء عبرت 3287 شاحنة فقط معبر رفح باتجاه معبر كرم أبو سالم المجاور.
حتى هذه النسبة الضئيلة من احتياجات المواطنين لم تصل كلها إلى غزة فوفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة لم يدخل غزة سوى 467 شاحنة فقط خلال 5 أيام (من الخميس حتى الاثنين)، ليبلغ عدد الشاحنات التي وصلت فعليًا خلال 30 يومًا 2654 شاحنة.
وأضاف المكتب الإعلامي، أمس الثلاثاء في بيان على واتساب، "خلال الأيام الخمسة الماضية دخل إلى قطاع غزة 467 شاحنة مساعدات فقط من أصل 3 آلاف شاحنة متوقعة (بواقع 600 شاحنة يوميًا)، تعرّضت للنهب والسرقة في ظل فوضى أمنية متعمدة يصنعها الاحتلال الإسرائيلي ضمن سياسة هندسة التجويع والفوضى الرامية لضرب صمود شعبنا الفلسطيني".
وحسب البيان فإن إجمالي الشاحنات التي دخلت قطاع غزة على مدار 30 يومًا بلغ 2654 شاحنة مساعدات فقط، وهو رقم بعيد تمامًا عن الـ18000 شاحنة مساعدات التي يحتاجها القطاع وفق التقديرات سالفة الذكر.
وقال المكتب الإعلامي إن إسرائيل تمنع دخول 430 صنفًا من الأغذية الأساسية التي يحتاجها الأطفال والمرضى والمُجوّعون، منها "بيض المائدة، اللحوم الحمراء والبيضاء، الأسماك، الأجبان، مشتقات الألبان، الفواكه، الخضروات، المكملات الغذائية".
وحسب إحصائية حصلت عليها المنصة، دخل إلى قطاع غزة من معبر رفح البري خلال الهدنة التي انتهت في مارس الماضي 37412 شاحنة مساعدات و28584 طن غاز و60345 سولار و1266 بنزين.
وحذر برنامج الغذاء العالمي خلال الشهر الحالي من أن أكثر من ثلث مواطني غزة يعانون من نقص الغذاء لأيام متواصلة، ويتفاقم سوء التغذية الحاد، مع تعرض أكثر من 300 ألف طفل لخطر شديد.