لقطة من كلمة المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة
كلمة المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة، 7 يوليو 2024

أبو عبيدة يرد على نتنياهو: لن نُدخل مساعدات للأسرى إلا بفتح المعابر وإيقاف القصف

سالم الريس
منشور الاثنين 4 أغسطس 2025

أعلن أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، استعداد الحركة لتسليم مساعدات الصليب الأحمر للمحتجزين الإسرائيليين بقطاع غزة شريطة فتح الممرات الإنسانية بشكل دائم وإيقاف الطلعات الجوية أثناء التسليم.

وقال أبو عبيدة، في بيان عبر تليجرام أمس، إن القسام "مستعدة للتعامل بإيجابية والتجاوب مع أي طلب للصليب الأحمر بإدخال أطعمة وأدوية للأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة".

وأضاف "نشترط لإدخال الطعام للأسرى فتح الممرات الإنسانية لدخول شاحنات المساعدات إلى مختلف مناطق القطاع بشكل طبيعي ودائم لمرور الغذاء والدواء".

وأكد أن كتائب القسام "لا تتعمد تجويع الأسرى لكنهم يأكلون مما يأكل منه مقاتلوها وعموم أبناء الشعب الفلسطيني، ولن يحصلوا على امتياز خاص في ظل جريمة التجويع والحصار".

وجاء بيان أبو عبيدة، ردًا على بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أشار خلاله إلى لقاء جمعه برئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إسرائيل والأراضي الفلسطينية جوليان ليريسون، لطلب "المشاركة في تقديم الغذاء والرعاية الطبية للأسرى الإسرائيليين في غزة وبشكل فوري".

وأوضح نتنياهو، بحسب البيان، أنه طلب من اللجنة التدخل للمساعدة في الإفراج عن المحتجزين في قطاع لأسباب إنسانية، متهمًا حماس بـ"الكذب فيما يتعلق بالتجويع الإسرائيلي لسكان القطاع".

وزعمّ أنّ حماس تعمل على تجويع المحتجزين الإسرائيليين فقط، متجاهلاً كافة التقارير الصحفية والإعلامية والصادرة عن المؤسسات الدولية الإنسانية والحقوقية بشأن تجويع الغزيين وانعكاس ذلك على وضعهم الصحي منذ أكثر من شهرين نتيجة للسياسات الإسرائيلية وإغلاق المعابر وفرض الحصار ومنع دخول المساعدات.

وكانت حركة حماس نشرت مساء السبت، رسالة مصورة للمحتجز الإسرائيلي أفيتار دافيد، الذي بدى على جسده النحيل آثار الجوع والمرض وبروز عظام جسده، قال فيها إنه "لم يأكل منذ أسابيع سوى العدس والفاصولياء، وفي بعض الأيام لم يأكل شيئًا".

ويواجه الفلسطينيون في غزة، إلى جانب المجاعة التي تفرضها إسرائيل على سكان القطاع، قصفًا شبه يومي من جيش الاحتلال عند نقاط توزيع المساعدات، سواء بإطلاق الرصاص المباشر أو القصف الجوي أو إصدار أوامر للشاحنات بدهس النازحين الباحثين عن كرتونة مساعدات.

وفي سياق العدوان الإسرائيلي على القطاع، قُتل أكثر من 90 شخصًا وأُصيب ما يزيد عن 450 آخرين خلال الساعات الـ24 الماضية، نتيجة غارات جوية وقصف مدفعي استهدف منازل مدنيين وخيام نازحين ومراكز إيواء، إضافة إلى تجمعات لطالبي المساعدات الإنسانية، وفق ما أفاد به مصدر طبي في وزارة الصحة لـ المنصة.

وتركزت الغارات الإسرائيلية، من صباح الأحد حتى فجر الاثنين، على مناطق وسط وغرب مدينة خانيونس جنوب القطاع، لا سيما في حي الأمل ومنطقة المواصي، حيث أفاد مصدر صحفي لـ المنصة بوصول أكثر من 50 جثمانًا وعشرات المصابين إلى مستشفى ناصر الطبي.

وأشار المصدر إلى أن الاستهداف شمل مراكز إيواء للنازحين، بينما قُتل عدد من المدنيين بشكل مباشر إثر إطلاق نار كثيف خلال محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية في منطقة موراج جنوب المدينة.

وفي شمال القطاع لم يكن الوضع أقل دموية، فقد وثّقت مصادر لـ المنصة سقوط 30 قتيلًا ونحو 200 جريح في منطقة السودانية غرب غزة، حيث أطلق جنود الاحتلال النار على مواطنين أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية وصلت عبر حاجز زيكيم، على متن أكثر من 40 شاحنة محملة بالطحين والطرود الإغاثية. كما استُهدف أفراد من فرق تأمين توزيع المساعدات في محيط موقع القصف.

وأضافت المصادر أن الهجمات الإسرائيلية طالت أيضًا أحياء الشجاعية والتفاح والزيتون شرق مدينة غزة، حيث قتل 15 شخصًا أثناء محاولتهم تفقد منازلهم التي تعرضت للدمار خلال الأيام الأخيرة، نتيجة التفجيرات التي نفذتها القوات الإسرائيلية في مربعات سكنية كاملة.

وفي 18 مارس/آذار الماضي، رفضت إسرائيل استكمال المرحلة الثانية من هدنة أقرتها في يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن تمتد إلى نهاية العدوان الإسرائيلي على غزة، واستأنفت حربها في القطاع التي بدأتها منذ السابع من أكتوبر 2023.

ولا يزال الوسطاء، مصر وقطر والولايات المتحدة، يتفاوضون على اتفاق لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في محاولة لإقرار هدنة مدتها 60 يومًا تشمل إطلاق سراح 28 محتجزًا إسرائيليًا، بينهم 10 أحياء و18 قتيلًا، بالتزامن مع إدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى غزة، مع انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية والإفراج عن مُعتقلين في سجون الاحتلال.