نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مساء السبت، فيديو للمحتجز الإسرائيلي أفيتار دافيد، أشار فيه إلى عدم تناوله للطعام لعدة أيام، حيث بدا جسده نحيلًا، بسبب شح الطعام نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عدّة أشهر، ولم يسمح جيش الاحتلال أمس إلا بدخول أقل من 40 شاحنة مساعدات.
في الفيديو الذي نشرته كتائب القسام على تليجرام، قال أفيتار "لم آكل منذ أيام، طعامنا القليل هو عدس وفاصوليا، والآسرون يقدمون لنا ما يستطيعون"، متهمًا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتخلي عنهم.
وظهر المحتجز الإسرائيلي داخل نفق ضيق وهو يحفر بداخله، وقال "أنا أحفر قبري بيدي؛ لأن جسدي يضعف كل يوم، وربما سأُدفن هنا"، في إشارة منه لما يواجهه وباقي المحتجزين من تجويع وتراجع وضعهم الصحي الذي قد يؤدي لوفاتهم قبل إطلاق سراحهم كما نوهت كتائب القسام في ختام الفيديو.
وسمحت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، السبت، بدخول أقل من 40 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية، من بينها نحو 10 شاحنات تحمل مستلزمات طبية، وباقي الشاحنات تحمل طحينًا وطرودًا غذائية تعرضت للسرقة والنهب من قبل عصابات، فيما وصلت المستلزمات الطبية المخازن.
وقال مصدر صحفي لـ المنصة إن منتظري المساعدات هاجموا الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية في منطقة موراج لحظة وصولها ما أدى إلى مقتل 4 مواطنين وإصابة أكثر من 20 نتيجة التدافع أو التعرض لهم بالأسلحة البيضاء من قبل عصابات.
وفي شمال القطاع، قتل الاحتلال 30 من طالبي المساعدات خلال محاولتهم الحصول على المواد الغذائية، و3 شبان من مجموعات تأمين المساعدات، حسب مصدر صحفي ثانٍ لـ المنصة.
ويواجه الفلسطينيون في غزة، إلى جانب المجاعة التي تفرضها إسرائيل على سكان القطاع، قصفًا شبه يومي من جيش الاحتلال عند نقاط توزيع المساعدات، سواء بإطلاق الرصاص المباشر أو القصف الجوي أو إصدار أوامر للشاحنات بدهس النازحين الباحثين عن كرتونة مساعدات.
وفي سياق آخر، شهدت مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة تصعيدًا عسكريًا إسرائيليًا فجر الأحد، وأطلق جيش الاحتلال روبوتات متفجرة في حي الأمل والحي الياباني غرب المدينة لتنفيذ عمليات نسف وتدمير لما تبقى من منازل.
وقال مصدر صحفي ثالث لـ المنصة إن الشظايا سقطت على خيام النازحين في منطقة البركة وحي الأمل، نتج عنها وصول 4 إصابات إلى مجمع ناصر الطبي.
وبالتزامن استهدف جيش الاحتلال مستشفى الأمل التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ما تسبب في اشتعال النيران.
وقالت المتحدثة باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني نبال فرسخ لـ المنصة إن الاستهداف الإسرائيلي لمبنى الإدارة أدى إلى مقتل الموظف بالجمعية عمر إسليم، وإصابة 3.
تلى ذلك استهداف إسرائيلي بالقذائف المدفعية لفصلين داخل مدرسة تأوي عائلات نازحة، ما أدى إلى مقتل شابين وإصابة أكثر من 10 وصلوا إلى مجمع ناصر، حسبما قال المصدر الصحفي الثالث.
واستمرت عمليات النسف جراء تفجير الروبوتات الإسرائيلية تبعها تقدم للدبابات الإسرائيلية باتجاه المناطق الغربية لخانيونس، ما دفع مئات العائلات للنزوح من مراكز الإيواء في حي الأمل باتجاه منطقة المواصي أقصى الغرب.
وفي مدينة غزة، قتل أكثر من 15 مواطنًا جراء عمليات القصف المستمر واستهداف المدنيين خلال محاولتهم تفقد منازلهم في حي الشجاعية والدرج شرق المدينة، فيما قُتل عدد آخر بحي التفاح نتيجة استهدافهم داخل منازلهم دون سابق تحذير.
وأفاد شاهد عيان لـ المنصة أن ضابط في جهاز المخابرات الإسرائيلية تواصل مع شاب من عائلة الشرفا، السبت وأمره بإخلاء 4 منازل في مناطق متفرقة داخل الحي قبل استهدافهم بالطيران الحربي المباشر وبشكل متتالي.
وأضاف "الضابط طلب منه يرجع على بيته بعد ما انتهى من إخلاء المنازل المطلوبة وتم استهدافها، وبعد رجعته للبيت، استهدفت طيارة حربية بيته بشكل مباشر وهو داخل البيت مع أسرته ولا يعلم أحد مصيرهم تحت الأنقاض".
ولا يزال الوسطاء؛ مصر وقطر والولايات المتحدة يحاولون التوصل إلى اتفاق لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في محاولة لإقرار هدنة مدتها 60 يومًا تشمل إطلاق سراح 28 محتجزًا إسرائيليًا، بينهم 10 أحياء و18 قتيلًا، بالتزامن مع إدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى غزة، مع انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية والإفراج عن مُعتقلين في سجون الاحتلال.