صفحة المتحدث العسكري للقوات المسلحة على فيسبوك
عمليات إسقاط جوي لمساعدات غذائية على قطاع غزة، 3 أغسطس 2025

شاحنتا وقود تدخلان من معبر رفح.. و9 طائرات عسكرية تسقط المساعدات على غزة

قسم الأخبار
منشور الأحد 3 أغسطس 2025

شهد معبر رفح البري دخول شاحنتي وقود إلى قطاع غزة لأول مرة منذ 5 أشهر، في وقت أعلنت صفحة المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية على فيسبوك تنفيذ عمليات إسقاط لعشرات الأطنان من المساعدات الغذائية على قطاع غزة على مدار الثلاث أيام الماضية. 

وأشارت قناة القاهرة الإخبارية صباح اليوم إلى وصول شاحنتين محملتين بما يصل إلى 107 أطنان من السولار إلى معبر كرم أبو سالم الحدودي إضافة إلى عشرات الشاحنات التي تحمل مساعدات إنسانية من الهلال الأحمر المصري والأمم المتحدة.

وأصبح دخول الوقود إلى غزة نادرًا منذ شهر مارس/آذار، عندما فرضت إسرائيل قيودًا على تدفق المساعدات والبضائع إلى القطاع فيما قالت إنه ضغط على حركة حماس لإطلاق سراح المحتجزين المتبقين الذين احتجزتهم في هجومها على إسرائيل في أكتوبر 2023.

ودخلت أكثر من 700 شاحنة محملة بالوقود إلى قطاع غزة في شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط الماضيين خلال وقف إطلاق النار قبل أن تنتهكه إسرائيل في مارس الماضي، وحينها رفضت التفاوض على المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار.

بالتزامن، نشرت صفحة المتحدث العسكري على فيسبوك صباح اليوم عددًا من الصور لعمليات إنزال جوي لمساعدات غذائية على قطاع غزة، وقالت "أقلعت 9 طائرات نقل عسكرية من جمهورية مصر العربية على مدار الثلاث أيام الماضية محملة بعشرات الأطنان من المساعدات الغذائية لتنفيذ أعمال الإسقاط الجوى على المناطق التي يصعب الوصول إليها برًا بقطاع غزة، جاء ذلك تزامنًا مع الجهود المصرية لاستمرار تدفق شاحنات المساعدات برًا".

وقالت وزارة الصحة في غزة اليوم الأحد إن ستة أشخاص آخرين لقوا حتفهم بسبب الجوع وسوء التغذية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مما يرفع حصيلة القتلى بسبب الجوع إلى 175، بينهم 93 طفلًا، منذ بدء العدوان الإسرائيلي.

وحسب رويترز، تلقي إسرائيل باللوم على حركة حماس في المعاناة في غزة، ولكن ردًا على الاستنكار الدولي المتزايد، أعلنت الأسبوع الماضي عن خطوات للسماح بوصول المزيد من المساعدات إلى السكان، بما في ذلك وقف القتال لجزء من اليوم في بعض المناطق، والموافقة على الإنزال الجوي، والإعلان عن طرق محمية لقوافل المساعدات.

لكن الأمم المتحدة أكدت أن عمليات إسقاط الغذاء جوًا غير كافية، وأن على إسرائيل السماح بدخول المزيد من المساعدات عن طريق البر وفتح الوصول إلى الأراضي التي دمَّرتها الحرب حيث انتشر الجوع.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الذي تديره حماس اليوم الأحد أن ما يقرب من 1600 شاحنة مساعدات وصلت منذ تخفيف إسرائيل للقيود أواخر يوليو/تموز الماضي، إلا أن شهود عيان أفادوا في تصريحات سابقة لـ المنصة بأن العديد من هذه الشاحنات نهبها نازحون يائسون وعصابات مسلحة.

وتأتي التحركات المصرية لإدخال المساعدات إلى غزة، بعد أيام من هجوم على مصر والأردن وصفه نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ بالمنظم، فخلال الأيام الماضية دعا رئيس حركة حماس في غزة خليل الحية إلى "الزحف نحو فلسطين برًا وبحرًا وحصار السفارات"، في حين خاطب المصريين قائلًا "يا أهل مصر وقادتها، كيف تسمحون بموت إخوانكم على حدودكم؟ لقد حوّل الاحتلال معبر رفح إلى معبر للموت والقتل والجوع لتنفيذ مخططه لتهجير شعبنا، بعد أن كان شريان حياته. ننتظر من مصر العظيمة أن تقول الكلمة الفصل: غزة لن تموت جوعًا، ولن تقبل أن يترك العدو معبر رفح مغلقًا أمام احتياجات سكان قطاع غزة".

تصريحات الحية ليست الهجوم الوحيد على مصر خلال الفترة الأخيرة، وعلى مدار الأيام الماضية شهدت سفارات وبعثات دبلوماسية مصرية في دول عدة حول العالم احتجاجات ومحاولات لحصار وإغلاق، بدعوى مطالبة القاهرة بفتح معبر رفح على الحدود مع قطاع غزة، وإيصال المساعدات للأهالي الذين يعانون التجويع.

وبدأت الحملة الأسبوع الماضي إثر قيام أحد الشباب المصريين بإغلاق مقر السفارة المصرية في هولندا على العاملين بأقفال من الخارج، زاعمًا أن "هذا مماثل لما تفعله مصر بإغلاق معبر رفح وتقول إن إسرائيل هي مَن تغلقه"، تبعته احتجاجات أمام سفارات مصر بدول عدة، منها لبنان وسوريا وبريطانيا والدنمارك وكندا وتونس وليبيا وجنوب إفريقيا، فيما تؤكد دومًا الحكومة المصرية أن المعبر مفتوح من الجانب المصري ولم يتم إغلاقه طوال الأزمة في غزة، لكن الجانب الفلسطيني تسيطر عليه إسرائيل منذ السابع من مايو/أيار 2024.

وكانت أبرز هذه التظاهرات تلك التي نظمتها مجموعة من المنتمين لقوى الإسلام السياسي أمام السفارة المصرية بتل أبيب، والتي أصدرت عنها نقابة الصحفيين بيان إدانة أول أمس قالت فيه إن "منظمو المظاهرة الغريبة قرروا التقدمَ لسلطات القتل الصهيونية للحصول على تصريح للتظاهر أمام السفارة المصرية، في مشهد لا يُوصف إلا بأنه خيانة لدماء الشهداء".

وأضافت نقابة الصحفيين "وهي تُنعي الضمير الإنساني الذي صَمَّتَ على حرب التجويع بحق الشعب الفلسطيني في غزة، تُدين في الوقت نفسه محاولات البعض حرف القضية عن مسارها، وتحويل المسار عن الجريمة التي ترتكبها قوات الاحتلال، بدلًا من العمل على فضح هذه الانتهاكات".  

وسبق أن قال الرئيس عبد الفتاح السيسي الاثنين الماضي ردًا على المطالبات بفتح معبر رفح وإدخال المساعدات إن "مصر تُصر على المشاركة الإيجابية في ملف الحرب على غزة مع قطر والولايات المتحدة منذ السابع من أكتوبر 2023، وذلك في ثلاث نقاط تتمثل في إيقاف الحرب وإدخال المساعدات والإفراج عن الرهائن".