أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن هدنة في غزة قال إنها "لأغراض إنسانية" بدايةً من اليوم.
وقال الاحتلال إن "التعليق التكتيكي للأنشطة العسكرية يشمل المناطق التي لا يتحرك فيها جيش الدفاع وهي المواصي ودير البلح ومدينة غزة وسيكون يوميًا حتى إشعار آخر"، موضحًا "سيبدأ اعتبارًا من اليوم تعليق تكتيكي محلي للأنشطة العسكرية لأغراض إنسانية من الساعة العاشرة صباحًا وحتى الساعة الثامنة مساء، تم تنسيق القرار مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بعد مباحثات بهذا الشأن".
وحسب الاحتلال "تم تحديد ممرات مؤمنة بشكل مستدام اعتبارًا من الساعة السادسة صباحًا وحتى الحادية عشرة مساءً، التي ستسمح بالتحرك الآمن لقوافل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لإدخال وتوزيع الأغذية والأدوية إلى السكان في قطاع غزة".
وأسقطت طائرات إسرائيلية مساء السبت نحو 10 صناديق تحمل مساعدات غذائية على منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة، حسب شاهد لـ المنصة، فيما أشار مصدر صحفي إلى سقوط أحد الصناديق على خيمة تؤوي نازحين تسببت في إتلافها وإصابة أطفال بداخلها كانوا نيامًا.
ويعتبر هذا الإسقاط الجوي الأول بعد توقفه منذ نهاية العام الماضي نتيجة سياسات الاحتلال الإسرائيلي الهادفة إلى منع وتقنين دخول المساعدات الإنسانية.
كانت وزارة الصحة بغزة أعلنت السبت عن ارتفاع عدد وفيات الجوع وسوء التغذية، إلى 127 حالة، من بينهم 85 طفلًا، بعد تسجيل مستشفيات القطاع 5 حالات وفاة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية.
عقب عملية الإنزال الجوي، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال للإعلام العربي أفيخاي أدرعي على إكس عن استئناف عمليات إنزال المساعدات الإنسانية بالتعاون مع منظمات دولية.
وأشار إلى توكيل منسق الأعمال الحكومية في جيش الاحتلال للعمل على تنسيق دخول مئات الشاحنات المتكدسة على المعابر مع المنظمات الدولية الإغاثية، محملًا المنظمات مسؤولية توزيع المواد الغذائية على السكان وضمان عدم وصولها إلى عناصر حركة حماس.
ونوه البيان إلى إعادة وصل خط الكهرباء الوحيد الواصل إلى وسط قطاع غزة، الذي يعمل على تغذية محطة تحلية المياه الجنوبية، جنوب غرب دير البلح، وذلك ضمن قرارات حكومة الاحتلال، حيث كان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أمر بقطع الكهرباء عن محطة التحلية عقب استئناف العمليات العسكرية في 18 مارس/آذار الماضي.
وقال جيش الاحتلال إن محطة تحلية المياه من المفترض أن توفر ما يقارب 20 ألف متر مكعب من مياه الشرب يوميًا، حيث يستفيد منها 900 ألف مواطن.
وقال الصحفي الإسرائيلي ومراسل أكسيوس باراك رفيد إن قرار الهدنة جاء خلال مكالمة هاتفية جمعت ما بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس ووزير الخارجية جدعون ساعر ومسؤولين في المنظومة الأمنية الإسرائيلية.
ونقلت القاهرة الإخبارية عن مصدر في الهلال الأحمر المصري إطلاقهم حملة إنسانية لإغاثة الفلسطينيين في قطاع غزة، التي تتضمن مواد غذائية وطحينًا ومستلزمات طبية وأدوية، مشيرًا إلى تكثيف الجهود المصرية القطرية لزيادة حجم المساعدات الواردة إلى القطاع عن طريق أكثر من معبر بري.
وقال مصدر في منظمة دولية يعمل داخل قطاع غزة لـ المنصة، طالبًا عدم نشر اسمه، إن عشرات الشاحنات المصرية التي جرى إرسالها الخميس الماضي عن طريق معبر رفح البري، لا يزال جيش الاحتلال الإسرائيلي يمنع وصولها إلى السكان، حيث تتكدس مئات الشاحنات على معبر كرم أبو سالم وحاجز زيكيم ويسمح بدخول أعداد محدودة يوميًا.
وأكد المصدر عن ترتيبات تجري بين المنظمات الدولية في القطاع وجيش الاحتلال لبدء دخول كميات أكبر من الشاحنات والمواد الغذائية والطبية اليوم.
في السياق، أعلن وزير الخارجية ونائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي عبد الله بن زايد عن استئناف بلاده لعمليات الإسقاط الجوي للمساعدات الإنسانية على قطاع غزة وبشكل فوري، مشيرًا إلى وصول الأوضاع الإنسانية في غزة لمراحل حرجة غير مسبوقة، مضيفًا "سنواصل إيصال الدعم الإغاثي إلى من هم في أمسّ الحاجة، برًّا و جوًّا وبحرًا".
ولا يزال الوسطاء يتفاوضون على اتفاق لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وقال مصدر في حركة حماس أمس لـ المنصة إن الحركة تلقت تطمينات من الوسطاء في مصر وقطر بأن المفاوضات "لم تنهَر"، على الرغم من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف التي حملت إشارات سلبية بفشل جولة المحادثات الأخيرة التي استمرّت 19 يومًا في الدوحة.