تواصل السفينة "حنظلة" رحلتها إلى غزة لكسر الحصار الذي يفرضه جيش الاحتلال على القطاع المُحاصر، وسط ترقّب لرد الفعل الإسرائيلي بالاستهداف أو الاحتجاز، مع اقترابها من حدود غزة بالقرب من موقع الهجوم على السفينة السابقة "مادلين".
وقالت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، فجر اليوم، إنها رصدت 16 طائرة مسيّرة تحلق فوق السفينة. وفي تحديث لاحق صباحًا، ذكرت اللجنة إن "حنظلة" التي انطلقت يوم 13 يوليو/تموز الجاري من ميناء سيراكوزا في إيطاليا، على بعد ساعتين من موقع الهجوم على "مادلين".
وأكدت اللجنة أن "الساعات القادمة حاسمة، ونحن مصرون على الوصول إلى غزة".
وطالب ناشطون أمربكيون وفرنسيون من طاقم "حنظلة" حكوماتهم بالتدخل لمنع إسرائيل من مهاجمة السفينة أو اعتراضها، مؤكدين أنهم يسعون لكسر حصار غزة، وأن تحركهم نابع من شعورهم بالمسؤولية تجاه جريمة الإبادة في القطاع الفلسطيني.
ويأتي ذلك بعد نحو ستة أسابيع من اعتراض جيش الاحتلال السفينة مادلين أثناء محاولتها إيصال مساعدات إنسانية لسكان غزة منتصف الشهر الماضي، واعتقال النشطاء على متنها وترحيلهم، بينما ظلت السفينة رهن الاحتجاز حسبما قال رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار زاهر البيراوي لـ المنصة في وقت سابق هذا الشهر.
وتعتبر اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة أن السفينة "حنظلة" ليست مجرد قارب "بل صرخة ضمير عالمي في وجه التطبيع مع الحصار، ورسالة إلى شعوب العالم أن التحرك التضامني ليس خيارًا، بل واجبًا إنسانيًا وأخلاقيًا".
وأُطلق اسم "حنظلة" تيمنًا بالشخصية الكاريكاتيرية التي ابتكرها الرسام الفلسطيني الراحل ناجي العلي وظهرت للمرة الأولى عام 1969، على سفينة صيد نرويجية صنعت عام 1968، وكانت تعرف سابقًا باسم"نافارن".
وانضمت "حنظلة" إلى "أسطول الحرية" عام 2023، وشاركت في مبادرات تضامنية واسعة حول دول العالم بين عامي 2023 و2024، أبرزها في 13 يوليو/تموز 2025 حين انطلقت من إيطاليا في رحلة شعارها "من أجل أطفال غزة".
أما أسطول الحرية فهو تحالف دولي تأسس عام 2010 في سياق الجهود المبذولة من المنظمات الدولية لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 2007، وُلدت فكرة تأسيسه على يد متطوعين أتراك أسسوا هيئة الإغاثة الإنسانية التركية عام 1992 بهدف إغاثة ضحايا حرب البوسنة والهرسك، ثم توسع عملها ليبلغ الشرق الأوسط وإفريقيا.
ودعت الهيئة التركية للإغاثة عام 2010 إلى تنظيم مبادرة "أسطول الحرية" وتشكيل ائتلاف مكون من 6 هيئات دولية غير حكومية، منها حركة غزة الحرة والحملة الأوروبية لإنهاء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، ونظم الأسطول منذ تأسيسه 6 مبادرات وحملات تضامنية، أبرزها مشاركة السفينة مافي مرمرة عام 2010، لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعترضها، مما خلّف 10 قتلى وجرح العشرات من المتضامنين.
ويواجه الفلسطينيون في غزة إلى جانب المجاعة التي تفرضها إسرائيل في القطاع، قصفًا شبه يومي من جيش الاحتلال عند نقاط توزيع المساعدات سواء بإطلاق الرصاص المباشر أو القصف الجوي أو إصدار أوامر للشاحنات بدهس النازحين الباحثين عن كرتونة مساعدات، ما أسفر عن مقتل المئات.
وفي 18 مارس/آذار الماضي، رفضت إسرائيل استكمال المرحلة الثانية من هدنة أقرتها في يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن تمتد إلى نهاية العدوان الإسرائيلي على غزة، واستأنفت حربها في القطاع التي بدأتها منذ السابع من أكتوبر 2023.
ولا يزال الوسطاء، مصر وقطر والولايات المتحدة، يتفاوضون على اتفاق لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إذ تستضيف الدوحة والقاهرة بدعم من الولايات المتحدة، محادثات لمناقشة مقترح أمريكي بإعلان هدنة مدتها 60 يومًا دون نتيجة إيجابية حتى الآن.