حساب وزارة الداخلية السورية على إكس
انتشار قوى الأمن الداخلي في السويداء، 14 يوليو 2025

قوات الأمن السورية تتوجه إلى السويداء بعد اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل

قسم الأخبار
منشور السبت 19 يوليو 2025

بدأت صباح اليوم السبت، وحدات من الأمن العام السوري في التوجه إلى مدينة السويداء في جنوب البلاد، تطبيقًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي توصّلت له إسرائيل وسوريا مساء أمس، بعد أيام من تصاعد العنف الذي شمل غارات جوية إسرائيلية، واشتباكات أهلية طائفية بين القوات الحكومية وجماعات محلية من الدروز والعشائر البدوية، أسفرت عن مقتل 718 شخصًا، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

ويأتي هذا التحرك بعد يومين من انسحاب القوات الحكومية من المحافظة في أعقاب اتفاق سابق مع الجماعات الدرزية لم يصمد طويلاً بعد رفضه من الشيخ حكمت الهجري، أحد القيادات الدرزية البارزة، الذي دعا إلى استمرار القتال معتبرًا الاتفاق من طرف واحد وغير ملزم. 

وقال باراك، في بيان عبر إكس، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع وافقا على وقف إطلاق النار ، داعيًا إلى إلقاء السلاح والعمل على بناء سوريا جديدة موحدة.

وتتضمن بنود الاتفاق الذي أعلن المبعوث الأمريكي إلى سوريا توم باراك أنه تمَّ بدعمٍ من الولايات المتحدة وتركيا والأردن وعدة دول مجاورة، دخول مؤسسات الدولة الإدارية والأمنية إلى محافظة السويداء، وتسليم الفصائل المحلية سلاحها المتوسط والثقيل، مع دمج المقاتلين السابقين في الأجهزة الأمنية، إضافة إلى ضمان مشاركة الدروز في مستقبل سوريا السياسي، ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات من الطرفين، وتوفير ممرات آمنة للراغبين في مغادرة البلاد.

ونقلت رويترز عن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قوله أن أنقرة تواصل التنسيق مع إسرائيل عبر القنوات الاستخباراتية لتفادي أي تصعيد إقليمي، كما أعرب الأردن عن ترحيبه بالاتفاق، مشددًا على ضرورة "إعادة الاستقرار إلى الجنوب السوري بما يضمن أمن المنطقة وسلامة سكانها".

وجاء الاتفاق بعد أن شنت إسرائيل عدة ضربات جوية الأسبوع الماضي على مواقع عسكرية سورية قرب دمشق وجنوب البلاد، قائلة إنها تهدف إلى "حماية الأقلية الدرزية من الاعتداءات"، في تصعيد غير معتاد لتدخلها العلني في الصراع الداخلي السوري.

وحسب CNN، اندلعت الاشتباكات جراء قيام مجموعة مجهولة بسلب سائق سيارة خضار من السويداء ما بحوزته على طريق دمشق- السويداء، ضمن سلسلة من الانتهاكات التي شهدها هذا الطريق بحق المدنيين على مدار الشهرين الماضيين، رغم تعهد السلطات السورية بحمايته في اتفاق تم التوصل إليه مع فعاليات دينية واجتماعية في السويداء في مايو/أيار الماضي. 

وفي بوست عبر إكس، دعا السفير الأمريكي لدى دمشق جون فليك، كلًا من الدروز والبدو والسنة إلى "إلقاء السلاح والعمل معًا لبناء مستقبل مشترك يضمن الحقوق ويحمي التعددية".

ويقول محللون إن هذا الاتفاق يعكس تحولًا في الاستراتيجية الإقليمية، حيث تسعى واشنطن وأنقرة إلى احتواء التوترات الداخلية في سوريا، بالتنسيق مع إسرائيل، التي تخشى من تمدد العنف على حدودها الشمالية، لا سيما في ظل الهشاشة الأمنية التي تعاني منها منطقة الجولان المحتل، حسب رويترز.

وفيما لا تزال التحديات أمام تنفيذ الاتفاق كبيرة في ظل هشاشة الأوضاع المحلية وانعدام الثقة بين الجماعات المسلحة والدولة السورية، فإن مراقبين قالوا لرويترز إن مشاركة دول الجوار والضغوط الأمريكية قد تمهّد الطريق لتطبيق تدريجي للاتفاق، خصوصًا مع دخول الأمن العام السوري إلى المحافظة، وما يبدو أنه توافق دولي على منع تحول الجنوب السوري إلى بؤرة نزاع مفتوح.

وبعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، اقتحمت قوات إسرائيلية المنطقة منزوعة السلاح التي أقيمت داخل الأراضي السورية بعد حرب عام 1973، للمرة الأولى منذ توقيع اتفاق فض الاشتباك. وقتها، أعلنت إسرائيل انهيار الاتفاقية، وقالت إن مجلس الوزراء قرر احتلال منطقة جبل الشيخ الحدودية السورية المحاذية للجولان المحتل.

والاشتباكات الطائفية في السويداء هي الثانية في سوريا منذ سقوط نظام الأسد، إذ شهدت منطقة الساحل ذات الأغلبية العلوية، والتي تنتمي إليها عائلة الأسد، أحداث قتل طائفي في مارس/آذار الماضي. وأعلنت الرئاسة السورية وقتها تشكيل لجنة عليا للحفاظ على "السلم الأهلي"، وأخرى للتحقيق في الأحداث التي راح ضحيتها أكثر من 1000 شخص، وإحالة من يثبت تورطهم بارتكاب الجرائم والانتهاكات إلى القضاء.

وأجرت اللجنة المستقلة للتحقيق زيارات ومسح ميداني وتقدمت بتقرير جزئي عن الأحداث، كما تم تمديد عملها حتى يوليو 2025، لكن قرارًا رسميًا بشأن التحقيقات لم يُعلن، كما يتواصل عمل لجنة السلم الأهلي من خلال لجان محلية وجلسات حوار وسط تحديات مثل ضعف الثقة والتأثير المحدود على الأرض.