أعلنت وكالة الأنباء السورية/سانا اليوم عن سماع دوي انفجار في دمشق، وبينما أوضحت أنها لا تزال تتأكد من طبيعته، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه أغار على بوابة الدخول إلى مجمع الأركان العامة التابع للنظام السوري في العاصمة السورية.
جاء الهجوم رغم تأكيد مسؤول أمريكي لم تسمه أكسيوس أمس أن إدارة الرئيس دونالد ترامب طلبت من إسرائيل وقف ضرباتها على القوات العسكرية السورية، وهو ما وعدت حكومة الاحتلال بتنفيذه.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال للإعلام العربي أفيخاي أدرعي على إكس عقب الهجوم "يواصل جيش الدفاع مراقبة التطورات والأعمال ضد المواطنين الدروز في سوريا وبناءً على توجيهات المستوى السياسي يهاجم في المنطقة ويبقى في حالة تأهب للسيناريوهات المختلفة".
من جهته قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن "حاجز ردود الفعل" سيرتفع إذا لم تنسحب قوات النظام السوري من السويداء، وأضاف "لن تتخلى إسرائيل عن الدروز في سوريا، سيواصل جيش الدفاع الإسرائيلي مهاجمة قوات النظام حتى انسحابها من المنطقة، وسيرفع قريبًا سقف ردود الفعل ضد النظام، إذا لم تُفهم الرسالة".
ورغم تأكيد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الشهر الماضي اهتمام بلاده بإقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع سوريا ولبنان، اشترط في الوقت نفسه أن "تبقى الجولان معنا، سيكون ذلك إيجابيًا لمستقبل إسرائيل"، وهو ما كرره في أكثر من مناسبة مؤكدًا أنه "لا تفاوض على مصير هضبة الجولان في أي اتفاق سلام".
وأدانت الرئاسة السورية في بيان عقب الهجوم على دمشق "الانتهاكات بحق أهلنا في السويداء"، دون أن تتطرق لتفاصيل الهجوم الإسرائيلي على العاصمة أو حتى على جنوب البلاد.
وحسب CNN، اندلعت الاشتباكات جراء قيام مجموعة مجهولة بسلب سائق سيارة خضار من السويداء ما بحوزته على طريق دمشق - السويداء، ضمن سلسلة من الانتهاكات التي شهدها هذا الطريق بحق المدنيين على مدار الشهرين الماضيين، رغم تعهد السلطات السورية بحمايته في اتفاق تم التوصل إليه مع فعاليات دينية واجتماعية في السويداء في مايو/أيار الماضي.
نتيجة لهذه الحادثة، أقدمت مجموعة محلية مسلحة على خطف عدد من المواطنين المنتمين لعشائر البدو، لتقوم فصائل مسلحة تابعة للعشائر أيضًا بخطف عدد من المواطنين الدروز ما أدى لاشتعال صراع مسلح، وتم الإفراج عن المخطوفين من الجانبين بحلول فجر الاثنين وسط مساعٍ للتهدئة.
وقالت الرئاسة الروحية للدروز في سوريا "نرفض دخول أي جهات إلى المنطقة، ومنها الأمن العام السوري وهيئة تحرير الشام"، وحملت الرئاسة "كامل المسؤولية لكل من يساهم في الاعتداء أو يسعى لإدخال قوى أمنية إلى المنطقة"، مطالبة بـ"الحماية الدولية الفورية كحق لحماية المدنيين وحقنا للدماء".
بعدها، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين، غارات على مواقع في السويداء، وظهر أمس أكدت سانا أن طيران الاحتلال يواصل غاراته، فيما قال جيش الاحتلال إنه بدأ في مهاجمة آليات عسكرية تابعة للنظام السوري هناك، بعد رصد قوافل من ناقلات الجند المدرعة والدبابات تتحرك نحو منطقة السويداء.
وأعلن وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة وقفًا تامًا لإطلاق النار في السويداء أمس، مؤكدًا أنه سيتم تسليم أحياء المدينة لقوى الأمن الداخلي، ولم يدم وقف إطلاق النار طويلاً، ونقل الشرق الأوسط عن إعلام محلي أن مدينة السويداء والقرى المجاورة تعرضت لقصف كثيف بالمدفعية وقذائف المورتر في وقت مبكر من اليوم. وحملت وزارة الدفاع السورية جماعات خارجة عن القانون في السويداء مسؤولية انتهاك الهدنة. ودعت وزارة الدفاع سكان المدينة إلى البقاء في منازلهم.
في وقت أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتفاع حصيلة القتلى في اشتباكات السويداء إلى 203 أشخاص.
في الأثناء، أدانت مصر الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على أراضي سوريا ولبنان "وما تشكله من انتهاك سافر لسيادة البلدين العربيين الشقيقين، وخرق لقواعد القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".
وأوضحت وزارة الخارجية في بيان أن "هذه الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة من شأنها تعميق حدة التوتر، وتمثل عنصرًا أساسيًا لعدم الاستقرار في سوريا ولبنان والمنطقة، في ظل ظرف دقيق تُبذل فيه جهود إقليمية ودولية حثيثة بمشاركة مصرية فعالة، لخفض التصعيد ودعم الأمن والاستقرار الإقليمي".
وجددت الخارجية التأكيد على موقف مصر الداعي إلى ضرورة احترام سيادة كل من سوريا ولبنان، والرفض الكامل للتدخل في شؤونهما الداخلية، واحترام وحدة وسلامة أراضيهما.
وبعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، اقتحمت قوات إسرائيلية المنطقة منزوعة السلاح التي أقيمت داخل الأراضي السورية بعد حرب عام 1973، للمرة الأولى منذ توقيع اتفاق فض الاشتباك. وقتها، أعلنت إسرائيل انهيار الاتفاقية، وقالت إن مجلس الوزراء قرر احتلال منطقة جبل الشيخ الحدودية السورية المحاذية للجولان المحتل.
في سياق متصل، حملت وزارة الخارجية السورية إسرائيل المسؤولية الكاملة عن أحدث هجوم على جنوب سوريا وما قد يترتب عليه من تداعيات. وأكدت في بيان تمسك سوريا بحقها المشروع في الحفاظ على الأراضي السورية بكافة الوسائل التي يكفلها القانون الدولي.
كما شددت الخارجية السورية على "حرصها على حماية جميع المواطنين دون استثناء، بمن فيهم الدروز".
وهذه ليست الحادثة الأولى من نوعها منذ سقوط نظام الأسد، إذ شهد الساحل السوري أحداث قتل طائفي في مارس/آذار الماضي، وقتها أعلنت الرئاسة السورية تشكيل لجنة عليا للحفاظ على "السلم الأهلي"، وأخرى للتحقيق في الأحداث التي راح ضحيتها أكثر من 1000 شخص وإحالة من يثبت تورطهم بارتكاب الجرائم والانتهاكات إلى القضاء.