أكد مصدر قيادي بحركة حماس أن الحركة تعكف حاليًا على دراسة صيغة جديدة من مقترح لوقف إطلاق النار في قطاع غزة تسلمته من الوسطاء بالتزامن مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبول إسرائيل شروط الهدنة لمدة 60 يومًا في قطاع غزة.
وقال ترامب في ساعة مبكرة من صباح اليوم، إن إسرائيل "وافقت على الشروط اللازمة" لإتمام وقف إطلاق النار في غزة، وصرح مسؤولان في الإدارة الأمريكية لم تسمهما CNN بأنه لا يزال يتعين على حماس الموافقة على الاتفاق.
وقال القيادي في حماس لـ المنصة، إن الصيغة المقدمة لحماس تتضمن "تعديلات طفيفة" على مقترح سابق طرحه المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف وتيكوف، وسبق أن أبدت الحركة استعدادها لقبولها شريطة إدخال تعديلات.
وأوضح المصدر أن المقترح لم يتضمن نصوصًا واضحة بشأن إنهاء الحرب، واكتفى بتعهدات عامة، ما يثير تحفظات داخل الحركة، خصوصًا في ظل "غياب ضمانات حقيقية تلزم إسرائيل بعدم استغلال الهدنة للتحضير لضربة عسكرية جديدة أو استهداف قيادات الحركة".
فيما كشف قيادي آخر بالحركة عن حالة من الجدل حول المقترح، مشيرًا إلى أن هناك "مخاوف حقيقية" من أن تكون الهدنة المؤقتة "فخًا استخباراتيًا" يهدف إلى رصد تحركات القيادات أو جمع معلومات من خلال المفاوضات التي تجري بين الداخل والخارج.
في غضون ذلك، أكد مصدر مطلع على جهود الوساطة أن المقترح المعدل جاء بعد مشاورات مكثفة قادتها القاهرة والدوحة، ويتضمن "ضمانة أمريكية" باستمرار الهدنة طوال فترة الـ60 يومًا دون أن تنقلب عليها إسرائيل، حتى في حال حدوث تغيرات في الموقف السياسي الداخلي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وأشار المصدر إلى أن هناك مؤشرات لدى واشنطن بأن نتنياهو أصبح أكثر انفتاحًا على التهدئة بعد تعزيز موقفه السياسي والشعبي مؤخرًا، خاصة بعد الضربات التي وجهتها إسرائيل إلى إيران، ووجود تقديرات بإمكانية فوزه في انتخابات مبكرة إذا قرر تفكيك حكومته الحالية.
ولفت إلى وجود "وعود أمريكية" بعدم إصدار حكم قضائي في الوقت الراهن ضد نتنياهو في القضية الجنائية التي تلاحقه داخل إسرائيل، وهو ما يعزز إمكانية ترشحه مجددًا.
ويتضمن المقترح الجديد إطلاق سراح نصف المحتجزين الإسرائيليين الأحياء ونصف الجثامين التي تحتفظ بها المقاومة في غزة، حيث تبدأ الحركة بتسليم 8 أسرى في اليوم الأول من الاتفاق، ومحتجزين اثنين في اليوم الخمسين، وتختتم المبادرة بتسليم نصف عدد الجثامين في اليوم الستين.
وتحتجز المقاومة الفلسطينية حاليًا نحو 50 إسرائيليًا، بينهم 20 على قيد الحياة، و30 جثمانًا، بعد أن نجح جيش الاحتلال في استعادة 4 جثامين خلال عمليات خاصة نهاية يونيو/حزيران الماضي.
ويواصل الوسطاء في مصر وقطر وأمريكا جهودهم للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل المحتجزين لدى الطرفين، بعدما رفضت إسرائيل استكمال المرحلة الثانية من هدنة أقرتها في يناير/كانون الثاني الماضي، واستأنفت حربها في قطاع غزة في 18 مارس/آذار الماضي.