مصدر صحفي في غزة، بإذن لـ المنصة
آثار القصف الإسرائيلي لخيام النازحين في منطقة المواصي غرب خانيونس، 23 يونيو 2025

الاحتلال يعلن استعادة جثامين ثلاثة إسرائيليين من غزة.. ويقصف خيام النازحين في المواصي

سالم الريس
منشور الاثنين 23 يونيو 2025

أعلن جيش الاحتلال، أمس، عن استعادة جثامين ثلاثة محتجزين إسرائيليين قُتلوا بعد أسرهم خلال عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، وقال إنه عثر عليهم خلال عملية مشتركة مع جهاز الشاباك، السبت، دون تحديد مكان العملية، فيما واصل الاحتلال استهداف خيام النازحين في منطقة المواصي غرب خانيونس جنوب قطاع غزة.

وذكر بيان لجيش الاحتلال، عبر واتساب، أن الجثامين تعود للمستوطنة عوفرا كيدار، والمستوطن يوناتان سامرانو، والضابط شاي ليفينسون الذي كان قائد دبابة في الكتيبة 77 وشارك في التصدي لهجوم المقاومة الفلسطينية.

واتهم الاحتلال حركة حماس بـ"اختطاف وقتل الثلاثة محتجزين"، مؤكدًا أن العملية التي نفذها استندت إلى معلومات استخبارية دقيقة، وأنه تم التعرف على الجثامين من قبل الشرطة العسكرية وإبلاغ ذوي القتلى، كما جدد تعهده "بمواصلة الجهود لاستعادة بقية الأسرى والمفقودين".

وفي وقت سابق من يونيو/حزيران الجاري، أعلن جيش الاحتلال استعادة خمسة جثامين أخرى خلال عمليات مماثلة شرقي رفح وخانيونس، حيث يواصل الاحتلال عملياته البرية المصحوبة بتجريف وتدمير واسع النطاق للبنية التحتية، بما يشمل المنازل والمزارع وحتى المقابر.

وباستعادة الجثامين الثلاثة الأخيرة، يكون الاحتلال أعاد سبعة من أصل 38 محتجزًا أعلنت الحكومة الإسرائيلية مقتلهم، فيما تلتزم حركة حماس الصمت ودون الإفصاح عن العدد الرسمي لديها، سواءً الأحياء أو القتلى.

في غضون ذلك، صعّدت قوات الاحتلال قصفها الجوي والمدفعي لمناطق متفرقة في القطاع، مستهدفة بشكل خاص تجمعات النازحين، ففي منطقة المواصي غرب خانيونس، شنت طائرة حربية غارة فجر الاثنين استهدفت خيامًا تؤوي نازحين، ما أحدث حفرة عميقة دفن فيها من كانوا داخل الخيام.

وأفاد شهود عيان لـ المنصة بأن القصف جاء دون سابق إنذار، مستهدفًا خيامًا بدائية مأهولة بالنساء والأطفال وكبار السن. وقال أحدهم "سمعنا دوي انفجار ضخم، واهتزت الأرض من تحتنا، وعندما خرجنا رأينا حفرة بعمق عشرة أمتار، كانت هناك خيام والناس تحتها دُفنوا أحياء".

هرع المواطنون وفرق الإنقاذ والدفاع المدني إلى المكان، وبدأت عمليات البحث والإنقاذ وسط ظروف صعبة، وذكر مصدر في الدفاع المدني لـ المنصة أن جهودهم أسفرت عن انتشال عدد من الجثامين والمصابين، بينما لا تزال عمليات البحث مستمرة.

وفي هجوم آخر، استهدفت طائرات الاحتلال مبنى سكنيًا مكونًا من ثلاثة طوابق شمال غرب مدينة غزة، وأسفر القصف عن تدمير المبنى بالكامل فوق رؤوس السكان. ووفق مصدر صحفي لـ المنصة، تمكنت طواقم الإنقاذ من انتشال خمس جثث، بينما لا يزال أكثر من عشرين شخصًا مفقودين تحت الأنقاض في ظل نقص المعدات الثقيلة اللازمة لرفع الركام.

وقال مصدر طبي في وزارة الصحة لـ المنصة، إن المستشفيات استقبلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية أكثر من 50 شخصًا، بينهم قتلى ومصابون جراء القصف وإطلاق النار، آخرهم ضحايا إطلاق نار استهدف نقطة توزيع المساعدات قرب محور نتساريم.

وذكر مصدر في الإسعاف لـ المنصة، أن الطواقم انتشلت ثلاث جثث ونقلت أكثر من 15 مصابًا بعد تعرضهم لإطلاق النار أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات، مشيرًا إلى أن المواطنين ما زالوا يعملون على انتشال الضحايا ونقلهم لأقرب نقطة يُسمح لسيارات الإسعاف بالوصول لها.

وفي سياق متصل، حذر مدير الإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة في غزة فارس عفانة، من توقف خدمات الإسعاف بشكل كامل في شمال القطاع بسبب نفاد الوقود.

وقال عفانة لـ المنصة "نواجه أزمة كارثية قد تضطرنا للتوقف عن العمل، بعد منع الاحتلال دخول السولار اللازم لتشغيل مركبات الإسعاف، رغم استمرار نداءات الاستغاثة من المواطنين"، مؤكدًا أن استمرار القصف يزيد من تعقيد الموقف، ويهدد حياة مئات الجرحى والمصابين.

وفي 18 مارس/آذار الماضي، عاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة مستأنفًا حربًا بدأها على القطاع في 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وكان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة.