قررت الجمعية الدولية لعلم الاجتماع/ISA تعليق العضوية الجماعية للجمعية الإسرائيلية لعلم الاجتماع/ISS لعدم اتخاذها موقفًا واضحًا يدين "الإبادة الجماعية" التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة.
وقالت الجمعية في بيان لها أمس إن القرار اتخذته اللجنة التنفيذية للجمعية كجزء من موقفها العلني ضد الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة، مؤكدة أنه ليست لديها علاقات مؤسسية مع المؤسسات العامة الإسرائيلية، في إطار موقفها العلني من الجرائم المرتكبة في غزة.
وأعربت الجمعية الدولية عن أسفها لامتناع الجمعية الإسرائيلية عن إدانة ما يجري في القطاع، مشيرة إلى أن قرار تعليق العضوية يعكس "الخطورة الاستثنائية للوضع الراهن".
والجمعية الإسرائيلية لعلم الاجتماع جمعية غير ربحية تأسست في عام 1967، وتضم أكثر من 2000 عضو.
وأضافت الجمعية الدولية لعلم الاجتماع "نأسف لأن جمعية علم الاجتماع الإسرائيلية لم تتخذ موقفًا واضحًا يدين الوضع المأساوي في غزة. في قرار يعكس الخطورة الاستثنائية للوضع الحالي".
وقال أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة سعيد المصري لـ المنصة إن قرار الجمعية الدولية يمثل أهمية كبيرة على أكثر من مستوى، خاصة أنه من المفترض أن تعقد الجمعية الدولية المنتدى الدوري لها في يوليو/تموز المقبل في العاصمة المغربية الرباط، وكان من بين المشاركين باحثون إسرائيليون وهو ما أثار حالة من الغضب بين المشاركين.
وحسب المصري، أعلن عدد واسع من المشاركين في المنتدى مقاطعته احتجاجًا على المشاركة الإسرائيلية، ومع زيادة هذا التيار عقدت اللجنة التنفيذية للجمعية الدولية اجتماعًا أمس الأحد وطرحت تعليق عضوية الجمعية الإسرائيلية وحصل على أغلبية جيدة أدت لاتخاذ قرار التعليق.
وأوضح المصري أن الجمعية الدولية سبق لها أن اتخذت قرارًا بتعليق عضوية جمعية علماء الاجتماع الروس احتجاجًا على موقفهم من الحرب الروسية الأوكرانية، وهو ما أثاره الكثير من أعضاء الجمعية الدولية، خصوصًا جمعية المغاربة والفلسطينيين وغيرهم، وأكدوا على وجود ازدواج للمعايير في التعامل مع القضايا الأخلاقية "يعني يعلقوا عضوية الروس عشان الحرب على أوكرانيا وميحصلش حاجة مع الصهاينة وجيشهم بيرتكب جرائم إبادة وموقفهم متخاذل وشايفين أن بلدهم بتدافع عن وجودها".
سبق وألغت الجمعية الدولية اجتماعها السنوي الذي كان من المقرر عقده في روسيا عام 2022 احتجاجًا على الحرب الروسية على أوكرانيا.
وأكد المصري أن تعليق عضوية الجمعية الإسرائيلية يحمل الكثير من الرسائل المهمة، أولها أن "علماء الاجتماع الذين يدرسون المجتمع يجب أن تكون لهم مواقف أخلاقية في القضايا الكبيرة ولا يكتفون بالعمل الأكاديمي، وأن الحياد في مثل هذه القضايا يعتبر انحيازًا للمعتدي".
الرسالة الثانية، حسب المصري، أن "للمجتمع العلمي بكل فروعه أن يتخذ خطوات مشابهة في إطار عزل هذا الكيان وفضح الممارسات الإجرامية التي يرتكبها، فالقرار انتصار للمباديء قبل أي شيء آخر".
وتأسست الجمعية الدولية لعلم الاجتماع في 1949 ضمن مبادرة من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونيسكو"، تجمع أفرادًا ومنظمات اجتماعية وطنية، وتضم وفقًا لآخر إحصائية منشورة على موقعها أكثر من 6 آلاف عضو فردي ينتمون إلى 126 دولة، بالإضافة إلى 45 عضوية جماعية من جمعيات وطنية لعلم الاجتماع.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عن مقتل أكثر من 56 ألف شخص وإصابة 132 ألفًا آخرين على الأقل.
ومنذ بداية العدوان على غزة، اتخذت عدة دول وكيانات خطوات ضد إسرائيل، ومؤخرًا طالب وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس الاتحاد الأوروبي بفرض حظر على بيع الأسلحة، سبقه البرلمان الإسباني الذي صدّق في مايو/أيار الماضي على النظر في مقترح حظر تجارة الأسلحة مع إسرائيل.
وفي الشهر نفسه، دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى استبعاد إسرائيل من الفعاليات الثقافية الدولية مثل مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن" بسبب عدوانها المستمر على قطاع غزة مثلما جرى استبعاد روسيا بعد حربها على أوكرانيا.
وكانت الحكومة الإسبانية أعلنت أواخر أبريل/نيسان الماضي عن فسخ عقد لشراء ذخيرة من شركة إسرائيلية بشكل أحادي.
وفي 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أصدرت منظمة عمال الشحن والتفريغ في ميناء برشلونة الإسباني "OEPB" بيانًا أعلنت فيه رفضها تحميل أو تفريغ أي سفن تحمل موادَ حربية في طريقها إلى إسرائيل، مطالبة بوقف كل أشكال العنف، مع وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وشهدت الفترات الماضية مواقف مماثلة خارج إسبانيا، إذ أعلن عمال ميناء مرسيليا فوس الفرنسي، الشهر الجاري، رفضهم تحميل مكونات عسكرية لإسرائيل.
في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2024، منع عمال المواني في ميناء بيرايوس اليوناني تحميل حاوية تحتوي على 21 طنًا من الذخيرة كانت متجهة إلى ميناء حيفا في إسرائيل، وكتبوا على الحاوية "قتلة، اخرجوا من الميناء"، مؤكدين رفضهم لتحويل الميناء إلى منصة حربية.
وفي أكتوبر 2023، أصدرت عدة نقابات نقل بلجيكية بيانًا مشتركًا أعلنت فيه رفضها تحميل أو تفريغ أي شحنات أسلحة موجهة إلى إسرائيل، احتجاجًا على الحرب في غزة.
وفي 18 مارس/آذار الماضي، عاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة مستأنفًا حربًا بدأها على القطاع في 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وكان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة لكن دولة الاحتلال لم تفعل.