حساب وكالة الأونروا على إكس
نازحون غزيون في مخيم تابع لوكالة الأونروا، 4 فبراير 2024

كارثة وشيكة في غزة والاحتلال يواصل قتل المدنيين قرب مراكز المساعدات

سالم الريس
منشور الخميس 19 يونيو 2025

حذَّر مدير قسم الأطفال والولادة بمجمع ناصر الطبي الدكتور أحمد الفرا من فقدان عدد من الأطفال الخدج والرضع المنومين داخل حضانات القسم بسبب نفاد الحليب المخصص لهم خلال الساعات المقبلة، وذلك بسبب منع جيش الاحتلال الإسرائيلي دخول كل أنواع الحليب الذي يعتمدون عليه في التغذية داخل الحضانات.

وقال الفرا لـ المنصة إن الاحتلال منذ عدة أشهر يمنع دخول حليب الأطفال الخدج والرضع بسبب إغلاق المعابر، واقتصار عملها على دخول أصناف محدودة من المستلزمات الطبية لا يشملها الحليب المدعّم بالفيتامينات لضمان بقائهم على قيد الحياة.

وأشار مدير قسم الأطفال والولادة إلى أن أكثر من عشرة أطفال حياتهم مهددة بخطر الموت وفقدانهم نتيجة السياسات الإسرائيلية، مطالبًا المنظمات الدولية والأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية بالعمل على إدخال الحليب الخاص بالأطفال والمواليد خلال الساعات المقبلة.

جاءت تحذيرات الفرا بعد استغاثة أطلقتها وزارة الصحة بغزة للمطالبة بإدخال الحليب والمدعمات الغذائية والفيتامينات الخاصة بالأطفال الخدّج والرضّع تجنبًا لكارثة إنسانية قد تؤدي إلى فقدان عدد من الأطفال المنومين في الحضانات بمجمع ناصر الطبي بخانيونس، ومستشفى الحلو الدولي بشمال القطاع.

وفي بيان ثانٍ، قالت وزارة الصحة، مساء الأربعاء، إن جيش الاحتلال منع المؤسسات الدولية والأممية من الوصول إلى أماكن تخزين الوقود المخصص للمستشفيات، بحجة أنها تقع في مناطق يصنفها بالحمراء، أي مناطق عمليات عسكرية يُمنع الدخول لها.

وأكدت الوزارة تعمُّد الاحتلال وإعاقته الوصول إلى إمدادات الوقود الخاص بتشغيل المستشفيات في قطاع غزة يهدد بتوقفها عن العمل نتيجة اعتمادها على المولدات الكهربائية لتزويد الأقسام الحيوية بالطاقة بسبب قطع الكهرباء عن القطاع منذ ما يقارب عامين.

وأكدت الصحة أن ما يتوفر لديها من مخزون في المستشفيات، يكفي لاستمرار عملها ثلاثة أيام على أبعد تقدير، حيث ستجبر على إطفائها إذا لم يتم السماح للمنظمات الدولية بالوصول إلى مخزونها وتزويد المستشفيات، ما ينذر بكارثة صحية قد تودي بحياة المرضى.

وحول التطورات الميدانية، قتل أكثر من 50 مواطنًا خلال الـ24 ساعة الماضية، في مختلف مناطق قطاع غزة نتيجة استمرار عمليات القصف واستهداف المدنيين، حسبما أفاد مصدر في وزارة الصحة لـ المنصة، طلب عدم نشر اسمه، مشيرًا إلى مقتل 15 منهم خلال محاولتهم الحصول على مساعدات إغاثية من نقطة توزيع المساعدات على محور نتساريم وسط القطاع.

وأكد مصدر طبي في مستشفى العودة بمخيم النصيرات لـ المنصة، طلب عدم نشر اسمه، وصول 15 ضحية فجر الخميس، إلى المستشفى وأكثر من 50 إصابة، نتيجة إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على المواطنين الجائعين خلال محاولتهم انتظار فتح نقطة توزيع الطرود الغذائية.

وأوضح مصدر صحفي لـ المنصة، طلب عدم نشر اسمه، أن المواطنين وبسبب عدم توفر المواد الغذائية الأساسية وفقدانهم للسيولة النقدية، يجدون أنفسهم مجبرين على المغامرة بحياتهم بشكل يومي للحصول على المساعدات من النقاط الأمريكية وسط القطاع، حيث يواجههم الاحتلال بإطلاق النار الكثيف والقذائف المدفعية ما يتسبب بمقتل عدد منهم بشكل يومي.

وأشار المصدر، إلى فقدان عدد من المواطنين نتيجة استهدافهم في مناطق خطرة يصعب وصول فرق الإنقاذ لانتشالهم، حيث أفاد 3 مواطنين المنصة بفقدانهم عدد من أقاربهم لحظة إطلاق النار عليهم من قبل الدبابات الإسرائيلية فجر الخميس، دون قدرتهم على انتشالهم لحظة اضطرارهم الهرب من المكان بسبب كثافة النيران.

وعلى مدار الأسابيع القليلة الماضية تعرضت نقاط توزيع المساعدات سواء في رفح أو وسط قطاع غزة، لعمليات استهداف إسرائيلي أسفرت عن مقتل وإصابة مئات السكان والنازحين.

وبدأت مؤسسة غزة الإنسانية الممولة من الولايات المتحدة نهاية مايو/أيار الماضي توزيع المساعدات الإغاثية على القطاع بعد حصار فرضه جيش الاحتلال الإسرائيلي استمر نحو ثلاثة أشهر منع خلاله دخول المساعدات ضمن خطة تجويع السكان، لكن توزيع المساعدات شهد فوضى عارمة وشهد عمليات قتل عدة.

وفي 18 مارس/آذار الماضي، عاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة مستأنفًا حربًا بدأها على القطاع في 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة.