أعلن عمال ميناء مرسيليا فوس الفرنسي، أمس الأربعاء، رفضهم تحميل مكونات عسكرية كان من المقرر أن تغادر إلى إسرائيل اليوم.
وقال اتحاد عمال المواني الفرنسي CGT، في بيان أمس، إنه يرفض "المشاركة في الإبادة الجماعية المستمرة التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية".
وحسب البيان، تلقت النقابة العامة لعمال المواني في خليج فوس، التابعة للاتحاد العام لعمال المواني، تنبيهًا من عدة شبكات، يفيد بأنه كان من المقرر تحميل 19 مجموعة من قطع الغيار المخصصة للمدافع الرشاشة التي يستخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي من شركة Eurolinks ومقرها مرسيليا بالحاويات بعد ظهر اليوم الخميس عبر ميناء مرسيليا فوس، متجهة إلى ميناء حيفا في إسرائيل.
وأكد عمال المواني في CGT "نحن مع السلام بين الشعوب، نحن نعارض جميع الحروب، ونستنكر كل هذه الصراعات المسلحة التي تُسبب الموت والبؤس ونزوح السكان".
وأعلنوا، وفق البيان "لن يُحمّل عمال المواني هذه الحاوية على متن السفينة المتجهة إلى حيفا.
نرفض استخدام ميناء مرسيليا فوس لتسليح الجيش الإسرائيلي، من أجل السلام، من أجل إنهاء الحروب في جميع أنحاء العالم، من أجل مجتمع خالٍ من الاستغلال الرأسمالي".
وأشاد النائب الفرنسي عن حزب "فرنسا الأبية" مانويل بومبار، بقرار عمال الميناء، وقال على إكس "المجد لعمال ميناء مرسيليا فوس، في جميع أنحاء العالم.. النضال ضد الإبادة الجماعية في غزة!".
كما هنأهم السكرتير الأول للحزب الاشتراكي أوليفييه فور على قرارهم، قائلًا على إكس "الإنسانية ليست للبيع".
وأرسلت حاويتان مماثلتان من مارسيليا إلى حيفا في 3 أبريل/نيسان و22 مايو/أيار الماضيين، حسب موقع ديسكلوز الفرنسي، موضحًا أن الوصلات التي تنتجها شركة Eurolinks عبارة على قطع معدنية صغيرة تستخدم لربط رصاصات الرشاشات وإطلاق رشقات نارية.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر، صدرت قرارات مشابهة من عمال المواني رفضًا للتعامل مع شحنات عسكرية موجهة إلى إسرائيل، تضامنًا مع الشعب الفلسطيني واحتجاجًا على الحرب في غزة.
في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2024، منع عمال المواني في ميناء بيرايوس اليوناني تحميل حاوية تحتوي على 21 طنًا من الذخيرة كانت متجهة إلى ميناء حيفا في إسرائيل، وكتبوا على الحاوية "قتلة، اخرجوا من الميناء"، مؤكدين رفضهم لتحويل الميناء إلى منصة حربية.
وفي 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أصدرت منظمة عمال الشحن والتفريغ في ميناء برشلونة الإسباني "OEPB" بيانًا أعلنت فيه رفضها تحميل أو تفريغ أي سفن تحمل موادَ حربية في طريقها إلى إسرائيل، مطالبة بوقف كل أشكال العنف، مع وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وفي أكتوبر 2023، أصدرت عدة نقابات نقل بلجيكية بيانًا مشتركًا أعلنت فيه رفضها تحميل أو تفريغ أي شحنات أسلحة موجهة إلى إسرائيل، احتجاجًا على الحرب في غزة.
الأمر لم يتوقف عند مواني أوروبا، ففي فبراير/شباط 2024، أعلن اتحاد عمال النقل المائي في الهند، الذي يمثل أكثر من 3500 عامل في 11 ميناء رئيسي، رفضه تحميل أو تفريغ أي شحنات أسلحة موجهة إلى إسرائيل.
وفي 18 مارس الماضي، عاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة مستأنفًا حربًا بدأها على القطاع في 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وكان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة لكن دولة الاحتلال لم تفعل.
فيتو أمريكي
بالتزامن، استخدمت الولايات المتحدة الفيتو في مجلس الأمن، أمس، ضد مشروع قرار يطالب بوقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات من دون قيود إلى القطاع.
وكانت الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي صوتت ضد مشروع القرار، بينما أيدته 14 دولة أخرى، ولم تمتنع أي دولة عن التصويت.
وقالت المندوبة الأمريكية في الجلسة "كانت الولايات المتحدة واضحة في أنها لن تدعم أي إجراء لا يُدين حماس، ولا يطالبها بنزع السلاح ومغادرة غزة".
رغم أنها المرة الأولى في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكنها لم تكن السابقة الأولى التي تستخدم فيها أمريكا الفيتو ضد قرار يدعو لوقف النار في غزة، وهذا أول تصويت يجريه المجلس بشأن حرب غزة منذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، إذ عطلت واشنطن في وقت سابق مشروع قرار مشابه في عهد الرئيس السابق جو بايدن.
وتعد الولايات المتحدة الداعم الأكبر لإسرائيل بالأسلحة، منذ بدء العدوان على غزة. ففي فبراير الماضي أخطرت وزارة الخارجية الأمريكية الكونجرس رسميًا بأنها تخطط للمضي قدمًا في مبيعات أسلحة لإسرائيل بقيمة تزيد عن 8 مليارات دولار، سبق وتم تعليقها في ولاية الرئيس جو بايدن، متجاوزة بذلك عملية المراجعة غير الرسمية التي كانت جارية في لجنة تابعة لمجلس النواب.
تلك الخطوة جاءت بعد أيام قليلة من لقاء ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقوله إن الولايات المتحدة سوف تسيطر على قطاع غزة المدمر وتحوله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".