
600 حالة أسبوعيًا.. الكوليرا تتفشى في السودان
قالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن عدد الحالات المشتبه في إصابتها بالكوليرا في ولاية الخرطوم يتزايد بشكل كبير منذ أبريل/نيسان الماضي، وأشارت إلى تسجيل وزارة الصحة حوالي 2000 حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا في الأسابيع الثلاثة المنتهية في 20 مايو/أيار الجاري.
وقال وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم إن الزيادة الأخيرة في معدلات الإصابة بمرض الكوليرا بولاية الخرطوم تتراوح بين 600 و700 حالة أسبوعيًا، خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة، في ظل تقارير عن وفاة العشرات.
وعزا وزير الصحة انتشار الكوليرا في الخرطوم وولايات أخرى إلى عودة أعداد كبيرة من سكان جبل الأولياء والصالحة إلى مناطقهم، بعد استعادة الجيش السيطرة عليها، دون توفير المياه الصالحة للشرب.
وأكدت "أطباء بلا حدود"، في بيان، تسجيل ما يقرب من 500 حالة إضافية في يوم واحد، في 21 مايو الجاري، أي ما يعادل ربع إجمالي الحالات المسجلة في الأسابيع الثلاثة السابقة.
وقال المنسق الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود في الخرطوم سليمان عمار إنها ليست المرة الأولى التي تتأثر فيها السودان أو الخرطوم بالكوليرا، لكن من الواضح أن الصراع أخلّ بالبنية التحتية الأساسية، وهذا الارتفاع المفاجئ في حالات الكوليرا يعتبر بالتأكيد أحد نتائج الحرب.
وأوضح أن هناك عدة أسباب لتفشي الكوليرا الحالي "صعوبة تأمين المياه الصالحة للشرب تعتبر دون شكّ أحد هذه الأسباب. فنظرًا لهجمات المسيرات على محطات الكهرباء في أم درمان انقطعت الكهرباء عن محطات معالجة المياه ولم يعد بإمكانها توفير المياه النظيفة من النيل".
وتعرقلت سبل الحصول على الرعاية الصحية الأساسية في العديد من مناطق العاصمة، وفق عمار، فأصبحت هذه الخدمات إما غير متوفرة أو لا يمكن للكثيرين تحمل تكاليفها. كما تضرر بشكلٍ أو بآخر عدد كبير من المرافق الصحية في بعض المناطق مثل جنوب الخرطوم، ولم يجد العديد من العاملين الصحيين المتبقين الذين كانوا يخدمون السكان خيارًا سوى المغادرة بسبب شدة القتال.
في السياق، رجحت مصادر طبية أن تكون الإصابات الحالية ناجمة عن تسمم كيميائي، وسط تقارير أشارت إلى تسرب دخان وغبار من مخزن للأسلحة في مدينة أم درمان الأسبوع الماضي، حسب سكاي نيوز.
وقال متطوع، لم تسمه سكاي نيوز لأسباب أمنية "ما يحدث في أم درمان وجنوب الخرطوم من تزايد مخيف في حالات الإصابات ليس تفشيًا للكوليرا، وإنما هو نتاج فعلي لتسمم ناجم عن مخلفات أسلحة كيميائية".
وأضاف "الأعراض التي تظهر في معظم الحالات المسجلة ليست أعراض تقليدية لمرض الكوليرا، فنسبة كبيرة من المرضى يشتكون من صداع ومغص حاد دون وجود إسهال أو قيئ".
وكانت تقارير صحفية ذكرت وفاة 51 شخصًا نتيجة الإصابة بالكوليرا مشيرة إلى أن عدد الإصابات تجاوز ألفي حالة، في حين أفادت شبكة أطباء السودان بوفاة 9 حالات بسبب انتشار الكوليرا ووصول 521 حالة لمستشفى "النو" بأم درمان.
وتستمر الحرب بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، نائب البرهان سابقًا، منذ أبريل/نيسان 2023، بعد تفجر صراع على السلطة بين قادة الجانبين.